الرئيس السوداني ينتقد الغارات المصرية على ليبيا ويصفها “بالخطأ”
الخرطوم 26 فبراير 2015 – انتقد الرئيس السوداني عمر حسن البشير مصر لشنها ضربات جوية هذا الشهر داخل ليبيا انتقاما لذبح جماعي لـ21 من مواطنيها المسيحيين من قبل مسلحين يدينون بالولاء لتنظيم لدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال البشير في مقابلة نشرتها صحيفة (لوموند) الفرنسية يوم الخميس ان “المصريين اختاروا مؤخرا التدخل العسكري، الذي أدينه وأعتقد أنه كان خطأ من قبل الرئيس [المصري] عبد الفتاح السيسي لأنها ستفاقم الوضع”.
واظهر تسجيل مصور نشره تنظيم الدولة هذا الشهر رجال ملثمين يرتدون ملابس سوداء وهم يقودون 21 أسيرا مصريا، الذين ذهبوا إلى ليبيا بحثا عن فرص العمل، وهم يرتدون ملابس برتقالية على شاطئ قالت الجماعة انه بالقرب من طرابلس.
وأجبر الرجال على الجلوس على ركبهم ثم أعدموا بشكل جماعي ومتزامن بقطع روؤسهم.
وأثارت اللقطات المروعة غضب المصريين وسط دعوات للانتقام والتدخل العسكري ضد تنظيم الدولة.
وحذر السيسي في خطاب تلفزيوني بعد نشر التسجيل ان بلاده “تحتفظ بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص، من هؤلاء القتلة المجرمين المتجردين من ابسط قيم الانسانية”.
وبعد ذلك أعلن الجيش المصري أن طائراته قصفت اهداف تابعة لتنظيم الدولة داخل ليبيا منها مواقع للتدريب ومناطق لتخزين الأسلحة.
وينضم السودان لقطر، حليفه العربي الرئيسي، التي أعربت عن تحفظات بشأن الغارات في اجتماع عقد مؤخرا للجامعة العربية.
ونقلت وسائل الإعلام المصرية عن السفير طارق عادل مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية انتقاده لقطر لتحفظها على الضربات الجوية المصرية في ليبيا واتهامه الدوحة بدعم الإرهاب والخروج على التوافق العربي.
وردا على ذلك استدعت قطر سفيرها في مصر للتشاور.
وقال البشير للصحيفة الفرنسية انه يعمل مع دول في المنطقة تشاركه الرأي حول الحاجة لبدء الحوار بين الأطراف المتحاربة في ليبيا من أجل التوصل إلى حل سلمي.
واعترف بأن حكومته اوقفت جهودها للوساطة في ليبيا لصالح الامم المتحدة رغم استهلالها لاتصالات مع العديد من الأطراف لليبية.
ونفى الرئيس السوداني بشدة مزاعم بدعم الخرطوم للميليشيات الاسلامية التي تسيطر على طرابلس حاليا.
ويتهم رئيس الوزراء الليبي المعترف به دوليا عبد الله الثني السودان وقطر بأنهما يسلحان الفصائل الاسلامية التي تسيطر على طربلس.
ووجه اللواء السابق خليفة حفتر الشريك العسكري الرئيسي للثني الاتهام مرارا لسودانيين بالانضمام إلى جماعة أنصار الشريعة وغيرها من الجماعات الإسلامية التي تقاتل القوات الموالية للحكومة في مدينة بنغازي في شرق البلاد.
وبالمقابل تتهم حكومة طرابلس مصر والإمارات بمساعدة جيش حفتر.
وكان البشير قد عاد هذا الأسبوع من زيارة قام بها لدولة الإمارات العربية المتحدة وعرض فيها التعاون لحل الأزمة الليبية.