احتجاجات عنيفة جنوب الخرطوم وأنباء عن حملة إعتقالات واسعة
الخرطوم 31 يناير 2015 ـ شهدت منطقة “الشجرة” جنوب العاصمة السودانية، السبت، احتجاجات عارمة نفذها أهالي حي الحماداب، واجهتها الشرطة بالقوة المفرطة ما أدى لوقوع عدد من الإصابات تضاربت الأنباء حول حصيلتها النهائية، بينما راجت أنباء عن تنفيذ قوات الأمن التي انتشرت في المنطقة بكثافة حملة اعتقالات واسعة وسط قاطني الحي بلغت حتى الآن نحو 20 معتقلا.
وينفذ أهالي الحي العريق منذ يونيو 2014، احتجاجات شبه متواصلة، على استغلال وزارة الدفاع لأراضٍ بالمنطقة بشكل استثماري.
وتمثل الاحتجاجات الشعبية على نزاعات الأراضي قضية متجددة، وشهد ديسمبر الماضي احتجاجات لأهالي حلفاية الملوك بالخرطوم بحري للمطالبة بأراضٍ، كما شهدت ضاحية “أم دوم” شرقي الخرطوم احتجاجات مماثلة قبل أعوام.
ويحتج سكان ضاحية الحماداب،على قرار حكومي باستقطاع جزء من أرض سلاح المدرعات التابع للجيش بالشجرة وبيعها كمخطط سكني.
ويخرج مواطنو الحماداب بشكل راتب يومي الجمعة والسبت، للتعبير عن غضبهم وكثيرا ما يشهد الحي مواجهات ساخنة بين قوات الشرطة والأهالي الذين يعمدون الى رشق الجنود بالحجارة وإحراق إطارات السيارات، بينما تستخدم الشرطة الغاز المسيل للدموع بكثافة للحد من الاحتجاجات.
وأفاد شهود عيان “سودان تربيون” ان الاحتجاجات التي إندلعت، السبت، تعتبر الأقوى، في أعقاب تكثيف الأهالى حملتهم التصعيدية وإحراق العشرات من الإطارات ما أدى لإغلاق طريق “الخرطوم ـ الكلاكلة” الرابط بين قلب العاصمة وجنوبها.
وطبقا للشهود فإن سيارات الشرطة رابطت على مدى ليلتين في المنطقة المحيطة بالحي تحسبا للمواجهات، وأكدوا ان قوات الشرطة استخدمت الهراوات في ملاحقة المحتجين داخل الحي، كما انتشر عناصر من الأمن بزى مدني ونفذوا حملة إعتقالات واسعة طالت وفقا للشهود نحو 20 شخصا أو يزيد، كما نقل العديد من المصابين جراء المواجهات التي وقعت الجمعة الى مستشفى “بست كير” القريب من المنطقة.
وكان والي الخرطوم أعلن في وقت سابق عن التوصل الى تسوية مع مواطني الحماداب تقضي بتعويضهم في عدة مناطق بالخرطوم وأمدرمان، مع إخلاء المواقع المتخذة كثكنات عسكرية لسلاح المدرعات، لكن الأهالي اتهموا الحكومة بالتراجع عن الاتفاق لعدم اتخاذها أي خطوات جدية في اتجاه انزاله أرض الواقع.