“الشيوعي” يرفض التعديلات الدستورية ويندد بالهجمة الأمنية على “الميدان”
الخرطوم 10 يناير 2015 – أعلن الحزب الشيوعي السوداني رفضه للتعديلات الدستورية التي صادق عليها البرلمان الأسبوع الماضي، وقال إنها تجعل من السودان دولة بوليسية من الطراز الأول، ووجه الحزب إنتقادات حادة للحكومة وجهاز الأمن في إعقاب تزايد التضييق على صحيفة “الميدان” لسان الحزب.
وأقرالبرلمان السوداني، في الرابع من يناير الجاري، تعديلات في الدستور تسمح لرئيس الجمهورية بتعيين وعزل ولاة الولايات، وتحول جهاز الأمن والمخابرات إلى قوة نظامية بدلا عن سلطاته التي كانت مقصورة على جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها لمتخذي القرار.
وقال القيادي في الحزب الشيوعي سليمان حامد، في مؤتمر صحفي، السبت، إن التعديلات الأخيرة منحت جهاز الأمن صلاحيات تتجاوز تخصصه في جمع المعلومات الى الإعتقال، والتعذيب والمصادرة وقمع الاحتجاجات السلمية.
وأضاف “الأمن أصبح قوة ضاربة، يمتلك قوات وعتاد يضاهي القوات المسلحة، ويتصدى لكل عمل جماهيري ويمنع أي نشاط حتى لو كان داخل دور الأحزاب”.
وندد حامد باستمرار السلطات الأمنية في مصادرة صحيفة “الميدان” وقال إنهم يعمدون الى الخطوة كلما صدع صوت الصحيفة بالحق وجنحت الى فضح وتعرية ممارسات النظام.
وتوقع حامد استمرار السلطات الأمنية في حملتها ضد الصحيفة لكنه شدد على التأكيد بأنهم عازمون على مواصلة الصدور بلا توقف، وبدون التراجع عن الخط الذي ينتهجه الحزب ايدلوجيا وسياسيا.
وعلقت السلطات صدور صحيفة “الميدان” التي يرأس تحريرها مديحة عبد الله أكثر من مرة، وتعد الصحيفة الحزبية الوحيدة في السودان بعد تعليق صدور صحيفة “رأي الشعب” لسان حال المؤتمر الشعبي. وعجز الأخير عن اعادة إصدار الصحيفة بسبب صعوبات مالية.
وحذر حامد من أن توالي الهجوم على صحيفة “الميدان” ليس سوى مقدمة لإمتداد التضييق صوب الصحف الأخرى ومحاصرتها وقال “الهجوم سيطال كل الصحف التي تقف الى جانب الشعب والوطن، كما سيمتد الى الأحزاب الأخرى”.
وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والإيقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز “الخطوط الحمراء” بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد.
وبعد أن رفع جهاز الأمن الرقابة القبلية على الصحف، عمد إلى معاقبتها بأثر رجعي عبر مصادرة المطبوع من أي صحيفة تتخطى المحظورات، وهو الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية ومعنوية على الصحف.
وقال مدير التحرير بصحيفة “الميدان” كمال كرار إن تصرف جهاز الأمن تجاه الصحيفة ليس جديدا، وتابع “هزمنا الأمن في كل المعارك السابقة.. الميدان هي صوت الشعب وعصية على التركيع”.
وكشف عن اجراءات قانونية ضد جهاز الامن والمخابرات على خلفية المصادرة المتكررة للصحيفة بعد طباعتها، معلنا عن اجراءات تصعيدية إضافية تعلن في حينها لمقاومة التضييق الأمني.
وأوضح كرار عدم وجود اسباب ظاهرة لمصادرة الصحيفة، غير إنه لفت إلى أن الخطوة مستمدة من مواقف الحزب الشيوعي، تجاه القضايا السياسية، كما أشار الى ان رفض “الميدان” للرقابة القبلية وعدم إنصياعها لتوجيهات جهاز الأمن يعد من أسباب الإصرار على المصادرة، التي قال إنها تكلفهم خسائر مادية كبيرة.
وقال مدير التحرير إن إدارة الصحيفة سلمت مجلس الصحافة والمطبوعات عشرات المذكرات حول تكرار المصادرة لكنها لم تتلق أي رد عليها، وأضاف “لكن لن نتوقف وسندفع بمذكرات إضافية لتثبيت موقف”.