تحركات صينية لعقد مؤتمر لسلام الجنوب ووزير خارجيتها يصل الخرطوم الأحد
الخرطوم 8 يناير 2015 – يبدأ وزير الخارجية الصيني وانغ يي زيارة الى العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد المقبل، على رأس وفد رفيع المستوي ويجرى على مدى يومين مباحثات مع المسؤولين في البلاد، وتتصل المباحثات المرتقبة على نحو رئيسي بمساع لعقد مؤتمر تشاوري للسلام في دولة الجنوب.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية السودانية يوسف الكردفاني إن الزيارة تهدف الى تعزيز ودفع العلاقات الثنائية بين السودان والصين في المجالات كافة، وبحث سبل تعزيز السلام وإنهاء الأزمة في جنوب السودان.
وأعلن الكردفاني عقد مباحثات مشتركة بين وزير الخارجية السوداني علي كرتي، ونظيره الصيني، تتناول سبل دفع العلاقات الثنائية، والتنسيق المتبادل في المحافل الدولية في جميع القضايا ذات الإهتمام المشترك، وبحث سبل الإرتقاء بالتعاون في المجالات السياسية، والإقتصادية، ورفع مستوى التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
وينتظر ان تُعقد لجنة سداسية للتشاور تضم السودان، والصين، وأثيوبيا، ودولة جنوب السودان، والفرقاء في جنوب السودان، والإيقاد لبحث سبل التوصل لتسوية سياسية شاملة بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، والنظر في تضافر الجهود كافة لإنهاء الحرب في جنوب السودان.
وكانت حركة التمرد التي يقودها نائب رئيس حكومة الجنوب السابق رياك مشار أعلنت عن عقد مؤتمر تشاوري للسلام في الخرطوم لبحث الأوضاع السياسية والأمنية في الجنوب، لافتةً الى أن مشار والمبعوث الصيني الخاص لأفريقيا تشونغ جيان ناقشا المسألة في اجتماع عقداه في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا الاثنين الماضي.
وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة مشار جيمس جاتديت في تصريحات لـ”سودان تربيون”، الثلاثاء، أن المؤتمر الاستشاري مهم لمواصلة البحث عن طريق للخروج من الحرب، وأضاف “أن مؤتمر استشاري إقليمي بشأن السلام في جنوب السودان من المتوقع أن يعقد قريبا في الخرطوم”، مشدداً أن المؤتمر يعتبر حاسماً في تدعيم عملية السلام التي تقودها منظمة الإيقاد في أديس أبابا.
وقال جاتديت إن المنتدى بدأته الحكومة الصينية عبر الإيقاد، كاشفاً أن المبعوث الصيني سلم دعوة رسمية إلى حركة التمرد، مضيفاً أن مشار اختار بالفعل فريقاً يتكون من 10 أعضاء بقيادة كبير المفاوضين تعبان دينق لحضور اجتماع الخرطوم، ولفت الى أن الاجتماع من المقرر أن يُعقد في 12 يناير الحالي.
ونوه المتحدث باسم التمرد أن وزير الخارجية الصيني سيزور السودان لحضور المؤتمر، مردفاً أن مشار والمبعوث الصيني ناقشا الدور الذي ينبغي أن تضطلع به بكين لإنهاء الحرب من خلال نفوذها في جوبا، وقال “أننا نعتقد أن الصين يمكن أن تساعد في تغيير العقلية السلبية الحالية في جوبا.. إن النظام الحالي يعتمد فقط على بكين والخرطوم في بقائه، اقتصاديا وحتى عسكريا، وقيادتنا تعتقد أن الصين يمكن أن تلعب دوراً إيجابيا في وضع حد للحرب”.
وتعتبر الصين أكبر مستثمر أجنبى في السودان، كما أن استثماراتها هناك هي الأكبر على صعيد أفريقيا، فيما يحتل السودان المركز الثالث على صعيد القارة الأفريقية كأكبر شريك تجارى للصين بعد أنجولا وجنوب أفريقيا.
وتعتمد الصين على السودان، كسادس أكبر مصدر للنفط، وتحرص بشده على بناء علاقات مع قادة دولة الجنوب حيث تضم الدولة الوليدة هناك غالب حقول النفط.
وفازت شركة صينية أخيرا بعقد قيمته 900 مليون يورو ـ 1,21 مليار دولار -، لبناء المطار الدولي الجديد في الخرطوم.
وذكرت الإدارة الصينية لمراقبة الشركات المملوكة للدولة أن شركة تابعة للشركة الصينية للإنشاء والاتصالات، ستبنى ممر هبوط يمكنه استقبال طائرات إيرباص إيه 380 العملاقة ومبنى للركاب وحظيرة للطائرات وبرجا للمراقبة ومنشآت أخرى.