“الشعبية”: لولا المهدي لما وقع “إعلان باريس” و”نداء السودان”
الخرطوم 5 يناير 2015 ـ قالت الحركة الشعبية ـ شمال، إن هدفها لتغيير النظام الحاكم في السودان، لم يتبدل رغم اطلاق الرئيس عمر البشير مبادرة الحوار الوطني منذ عام، وأشاد رئيس الحركة مالك عقار بزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي، قائلا إنه لولاه لما تم توقيع “إعلان باريس” و”اتفاق أديس أبابا” و”نداء السودان”.
وبأت 9 جولات من التفاوض بين الحكومة السودانية ومتمردي الحركة الشعبية عقدت في أديس أبابا تحت رعاية الآلية الأفريقية رفيعة المستوى بقيادة ثابو أمبيكي.
واعتبر رئيس الحركة مالك عقار فيما أسماه “جردا” بمناسبة العام الجدد، السلام “مسألة بالغة الأهمية”، لكنه سلاما شاملا يحترم الشمولية، وقابلا للتنفيذ.
وأكد أهمية أن يكون السلام “مستداما ودائما تُستعاد بموجبه الحقوق المسلوبة ويقضي على أسباب النزاع من جذورها وليس سلام إستمالة وإسترضاء”.
وقال إن موقف الحركة وحلفائها في الجبهة الثورية بسيط وواضح، يقوم على أن يحترم السلام التشاركية والشمولية ويتحاشى الحلول الجزئية التي تم تجريبها في السابق وبلغت في مجملها 43 حلّاً ولم تؤدّي لتحقيق السلام.
وأكد عقار أنه يتعين أن يبدأ السلام بوقف العدائيات في المنطقتين “جنوب كردفان والنيل الأزرق” ودارفور ويتبع ذلك إتاحة وصول المساعدات للسكّان المحتاجين في تلك المناطق؛ فضلا عن مخاطبة أسباب النزاع الجذرية بتناول القضايا السياسية والتنفيذية والتشريعية الهامة، إلى جانب الترتيبات الأمنية لإنهاء الحرب بشكلٍ نهائي.
وتقاتل الحكومة السودانية متمردي الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال، في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ نحو 3 سنوات، ومجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 11 عاما.
وأورد رئيس الحركة الشعبية في جرده أنه “استناداً على الحسابات التحليلية والعملية ينبغي أن يحتفي الشعب السوداني في هذا العام بسقوط نظام المؤتمر الوطني قبل أن يعيد انتاج نفسه في انتخابات يونيو 2015”.
ورأى أن دعوة البشير للحوار لا تعدو أن تكون سوى “ظاهرة مؤقّتة” لا تشتمل علىّ أيٍّ من الوسائل التي يمكن من خلالها القضاء على النظام، موضحا انها دعوة لإصلاح الوضع الماثل وإضفاء الشرعية على النظام لخوض انتخابات 2015 وتمديد أمده لخمس سنوات قادمة “عملاً بسياسة الخيمة الكبيرة”.
وتابع “هذا يعني شيئاً واحد لا غيره، أنّ هذا النظام لن يوافق طواعية على التغيير أو الإصلاح، وبالتالي فهدفنا من ذلك الحين كان وما زال صحيحاً، تغيير النظام للوصول الى سودان السلام”. وزاد “أيّ محاولات لإدخال إصلاحات في هذا النظام لن تجدي فتيلاً”.
وأكد عقار ان هدف تغيير النظام سيحدث قريبا إستناداً على تغيرات في المستوى الخارجي والصعيد السياسي ليست في صالح الخرطوم، مشيرا إلى خلافات داخل أروقة المؤتمر الوطني، فضلاً عن الوضع الإقتصادي الآخذ في التدهور، كما ان قدرة النظام في شراء الحلفاء الداخليين والخارجيين آخذة في التلاشي.
أوضاع الحركة الداخلية
وحول أوضاع الحركة الداخلية قال عقار إن الحكرة ووفقاً لأدبياتها فقد سعت القيادة سعياً حثيثاً لإدماج المجموعات المنشّقة في هياكل الحركة لأن منهم من قدم العديد من الإسهامات المقدرة في الحرب الأولى لا يمكن تمويهها أو تجاهلها، مثل دانيال كودي وإسماعيل خميس جلاب.
ونبه إلى قيادة الحركة عقدت مجموعة من الاجتماعات مع المنشقين لمناقشة الخلافات، لكن هذه المساعي في نهاية المطاف لم تسفر عن أيّ نتائج حيث استمروا في أنشطتهم، قائلا “لم يكن أمام القيادة خيار سوى إتخاذ الإجراءات القانونية والسياسية لحماية مكتسبات الحركة والحيلولة دون حدوث فوضى”.
وأكد نجاح الحركة في تأسيس 19 مكتب سياسي في أفريقيا وبقية دول العالم، “يتربّع على إدارتها رفاق من ذوي الكفاءة قاموا بعمل وإسهامات جبّارة من أجل إسماع صوتنا”.
وأشار عقار إلى التفاهمات بين الحركة ومبادرة “السائحون” والتي قادت مؤخرا إلى إعلان الحركة موافقتها على الإفراج عن 20 سجين حرب كإشارة لحسن نواياها، وأفاد أن في استمرار الحوار مع “السائحون” رسالة لمحاربي الجيش الشعبي تتلخّص في أن “النصر قاب قوسين أو أدنى والمطلوب هو الوحدة بين تشكيلات الحركة”.
وطالب محاربي الحركة بإمعان النظر في الداخل والخارج وإدراك أنّه ليس في وسع أصدقاء الحركة تزويدها بموارد كافية “لمواصلة النضال”، داعيا لاستخدام المتاح بلا تبديد.
وقدم رئيس الحركة إحصاءا لمحكومي الحركة في سجون الحكومة قائلا إن 394 من أعضاء قطاع الشمال يقبعون في السجون وقد حوكم 18 منهم بالإعدام في إنتظار تنفيذ الحكم، كما قُضي على (18) منهم بأحكام متطاولة بالسجن.
وحيا عقار “للرموز السودانية التي تصدت للنظام”، مشيرا إلى أنه لولا رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي لما تحقّق “إعلان باريس” و”إعلان أديس أبابا” و”نداء السودان”، كما حيا رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ ورئيس الجبهة الوطنية العريضة علي محمود حسنين.
وبعث عقار بتحاياه أيضا إلى كتاب صحفيين وسمى منهم عثمان ميرغني وفاروق حمدنا الله وعمر القراي ولبني أحمد حسين.