إنقسام الأعضاء يحول دون إدانة السودان في مجلس الأمن

نيويورك 30 ديسمبر 2014 ـ قالت مصادر دبلوماسية مطلعة إن جلسة مجلس الأمن التي خصصت للسودان، الثلاثاء، إنفضت دون إتخاذ أي قرار بشأن طرد الخرطوم موظفين كبار بالأمم المتحدة بعد تباين المواقف بين الدول التي إنقسمت حيال القرار، فيما أكدت تقارير صحفية إعفاء السودان مندوبه في الأمم المتحدة.

وأكد وزير الخارجية السوداني علي كرتي للصحفيين في الخرطوم، ليل الثلاثاء، أن محاولات بعض الدول لإدانة السودان في مجلس الأمن بسبب طرده موظفي الأمم المتحدة قوبلت برفض كبير من أصدقاء السودان على رأسهم روسيا والصين، وأوضح أن المجلس “لم يخرج بشئ”.

وأمرت الحكومة السودانية في 25 ديسمبر الجاري منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان علي الزعتري، بمغادرة البلاد، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على طردها نائبته إيفون هيل المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وبررت الخرطوم قرارها بتجاوز المسؤولين تفويضهما و”الإساءة للشعب السوداني” وشددت على أنها تصرفت من منطلق حقها السيادي في إعلان أي مسؤول أممي شخصا غير مرغوب فيه ودون إبداء الأسباب، ملوحة باتخاذ خطوات مماثلة تجاه آخرين.

وبحسب المصادر فإن الجلسة التي رأستها تشاد استمعت إلى تقرير قدمه نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون، وبعد التداول انقسم المجلس الى فريقين حيث طالبت بعض الدول بإصدار بيان يدين طرد الحكومة السودانية للموظفين وتزعمت ذلك التيار كل من بريطانيا وأميركا وفرنسا واستراليا وليتوانيا مشيرين إلى أن قرار الطرد يمثل استهدافا للأمم المتحدة ومنسوبيها ويأتي علي خلفية ما حدث في منطقة “تابت” ومطالبة الأمين العام و بعض أعضاء المجلس بإعادة التحقيق في أنباء حول إغتصاب جماعي شهدته القرية على يد جنود سودانيين.

وطبقا للمصادر فإن الجلسة انفضت دون قرار بعد ان عارضت كل من روسيا والصين ونيجيريا ورواندا والأرجنتين، بقوة إصدار أي إدانة، باعتبار أن ما أقدمت عليه الحكومة السودانية يندرج في إطار حقها السيادي وما يكفله لها القانون الدولي وميثاق المنظمة الدولية.

إلى ذلك أكد مصدر دبلوماسي سوداني لصحيفة “الرأي العام” الصادرة بالخرطوم، الثلاثاء، أن الخرطوم قررت إنهاء فترة مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة رحمة الله محمد عثمان وعودته للخرطوم منتصف يناير المقبل بصورة نهائية.

ورفض المصدر ربط القرار بسوء إدارة المندوب للعمل في البعثة، مشيرا إلى أن الخطوة تعد إجراءا روتينيا يتم بشكل طبيعي في وزارة الخارجية.

وأكد أنه سيتم تكليف رحمة الله في محطة أخرى من السفارة، لافتا إلى أنه لن يكون مندوب السودان في الاتحاد الأفريقي.

وفي السياق ذاته، عزت مصادر دبلوماسية أخرى إعفاء رحمة الله نظرا لتغيبه غير المبرر عن جلسة مجلس الأمن الأخيرة، التي قدمت خلالها المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا تقريرها.