البشير: الحوار بمن حضر ولا تفاوض مع “الشعبية” إلا على أساس “نيفاشا”
الخرطوم 23 ديسمبر 2014 ـ أبدى الرئيس السوداني عمر البشير زهدا في مشاركة الرافضين في مبادرة الحوار الوطني التي أطلقها منذ يناير الماضي، قائلا “إن الحوار بمن حضر”، وجدد رفضه للتفاوض مع الحركة الشعبية ـ شمال، حول المنطقتين، خارج اتفاقية “نيفاشا”، والتفاوض مع حركات دارفور في منبر سوى الدوحة.
وأكد الرئيس استعداد الدولة ومواصلتها لمباحثات المنطقتين (ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق) على أساس اتفاقية نيفاشا بكل شفافية على مائدة المفاوضات مرورا بالترتيبات الأمنية وانتهاءا بإنزالها على أرض الواقع.
وقطع بأن المرحلة الثانية من عمليات “الصيف الحاسم “، ستحسم التمرد وتستأصله .
وقال البشير، القائد الأعلى للجيش في كلمة بمناسبة تخريج دورة لكلية القيادة والأركان المشتركة في أمدرمان، الثلاثاء، إن اتفاقية سلام نيفاشا تمثل مرجعا لا يمكن تجاوزه أبدا في هذا المضمار.
وحول قضية دارفور أفاد البشير أن “اتفاقية الدوحة أجمع عليها العالم وباركتها كل الأطراف الصديقة والمحايدة لعمقها وشمولها منذ انطلاقتها من أبوجا إلى أن توجت بالدوحة”.
وتابع “مرحبا بكل الأطراف التي تنازعنا في دارفور عبر مائدة اتفاقية الدوحة”، وزاد “لا مجال آخر للحوار حول دارفور إلا عن طريق اتفاقية الدوحة”.
ورحب الرئيس بكل الأحزاب على مائدة الحوار الوطني مبينا أنها “دعوة قلبية صادقة لكل وطني غيور”، وأضاف “سنواصل هذا الحوار بمن حضر ومن يأبى سيضيع زمنا ويهدر وقتا، ونداءنا نكرره أن سارعوا إلى مائدة الحوار”.
واطلق البشير دعوة للحوار الوطني نهاية يناير الماضي، حث فيها معارضيه دون استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد أن نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة وقوى اليسار التجاوب معها من الأساس.
وقال الرئيس “إن الحوار مبدأ أصيل في مسيرة الدولة السياسية وهو حوار وطني شامل طرحناه للجميع عبر لقاءاتنا في الفترة المنصرمة لكل القوى السياسية والمجتمعية من أجل الوصول إلى توافق وتلاقي وتقارب في الآراء حول قضايا الوطن المحورية وتعزيز الثقة بين أبناء الوطن وتوحيد الصف الوطني لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية”.
وذكر “قطعنا شوطا كبيرا في الاتفاق على القيام بحوار سوداني سوداني يلتزم بعقد اجتماعي سياسي يؤسس لسلام مستدام ويحقق الأمن والأمان في كل ربوع السودان ويعزز السلام والاستقرار في كل الإقليم المحيط”.
وأشار إلى أن ملف الحوار ليس بعيدا عن مهام القوات المسلحة معلنا جاهزيتها لحماية ودفع ودعم الحوار الوطني البناء، قائلا: “سنظل على مبدأ الحوار ورفع راية السلام، ندفع عن البلاد شرور الأعداء ومكافحة صنوف الأذى والإعتداء ولن نقبل أن تمس سيادة السودان أو تنتهك ذرة من ترابه”.
عائدون من التمرد
إلى ذلك أكد مساعد الرئيس إبراهيم غندور، رئيس وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين، حرص الدولة على تحقيق السلام عبر التفاوض والحوار وترحيبها بعودة الراغبين فيه من كافة إنحاء البلاد وفي جنوب كردفان والنيل الأزرق على وجه الخصوص.
ورحب غندور لدى لقائه بالقصر الرئاسي، الثلاثاء، مجموعة قيادات جناح التغيير المنشقة عن الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال برئاسة إسماعيل زكريا بالخطوة والقرار الذي اتخذته المجموعة، مشيرا إلى أنها تدفع بتحقيق الاستقرار والسلام بالمنطقتين.
وأوضح زكريا للصحفيين، أنه أطلع غندور على دواعي خروج المجموعة من الحركة الشعبية وأوضاع راغبين في السلام داخل المناطق الواقعة تحت سيطرة الحركة وآخرين في دول شرق أفريقيا وسبل عودتهم وانضمامهم للسلام.
وأكد أن المجموعة اختارت السلام كخيار استراتيجي ولمست جدية الحكومة في ذات الاتجاه، واعتبر مبادرة الرئيس البشير للحوار الوطني دليل على حرص الحكومة على السلام العادل.
وانتقد زكريا ما اسماه بالقيادة الثلاثية الممثلة في عبد العزيز الحلو وياسر عرمان ومالك عقار، ووصفهم بـ “الماركسيين الجدد” وقال إن لديهم أجندة خاصة لا تخدم قضايا أهل المنطقتين.
وأشار إلى أهمية تكوين جبهة سودانية عريضة لمجابهة “القيادة الثلاثية” التي تعنتت والتفت على القرار 2046″، داعيا الأمم المتحدة ومجلس الأمن للقيام بدورهما في حماية القرار.
وقال إن المجموعة ستطلق حملة تنوير لأهل المنطقتين الموجودين في السودان ودول المهجر “عما يدور في دهاليز الحركة الشعبية وانحرافها عن المسار الصحيح لقضية أهل المنطقتين”.