السودان يطلق 20 إذاعة باللهجات المحلية في دارفور وجبال النوبة
الخرطوم 9 ديسمبر 2014 ـ قالت الحكومة السودانية إنها ستطلق 20 محطة إذاعية “FM” باللهجات المحلية في إقليم دارفور وولاية جنوب كردفان، يناير المقبل، في محاولة للحد من تأثير “راديو دبنقا” واسع الانتشار بدارفور، والوصول إلى أهالي جبال النوبة في مناطق سيطرة الحركة الشعبية ـ شمال، بجنوب كردفان.
واتهمت السلطات السودانية “راديو دبنقا” الذي يبث ارساله من هولندا بالترويج لمزاعم تعرض 200 من النساء، بينهن قاصرات، لإغتصاب جماعي في قرية “تابت” بولاية شمال دارفور في أواخر أكتوبر الماضي. وما زالت ردود الأفعال متواصلة بشأن هذه المزاعم.
وطالب نواب في البرلمان ووزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف، بعد تداول وسائل الإعلام العالمية لمزاعم الإغتصاب في “تابت” بالتشويش على “راديو دبنقا”، لكن وزير الإعلام وخبراء أكدوا استحالة الخطوة بموجب القانون الدولي.
وكشف وزير الإعلام أحمد بلال عن إنطلاق بث 10 محطات إذاعية (FM) بولايات دارفور ومثلهن بولاية جنوب كردفان مطلع يناير المقبل.
وقال بلال إن البث الإذاعي بالمحطات الإذاعية الجديدة سيتم باللهجات المحلية، وأشار إلى أنه لا يوجد عقبات حيال ذلك سوى نوعية المادة التي تبث.
وكشف عن إيفاد كوادر إعلامية من الخرطوم للإشراف والتدريب بإقليم دارفور حتى تصبح مادة البث مقنعة وجاذبة، مبيناً أن البث الإذاعي بجبال النوبة يصل إلى المواطنين في المناطق التي يسيطر عليها التمرد.
وتقاتل الحكومة السودانية متمردي الحركة الشعبية ـ قطاع الشمال في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان منذ نحو 3 سنوات، ومجموعة حركات مسلحة في إقليم دارفور منذ 11 عاما.
وقال بلال للمركز السوداني للخدمات الصحفية، إن عدداً من المحطات الإذاعية تعطلت نتيجة لنقص في قطع الغيار وبعض المسائل الإدارية.
وأشار إلى أن الموجة المتوسطة كانت تعمل أربع ساعات فقط يوميا، لكنها أصبحت الآن بعد تأهيلها تعمل على مدار اليوم لتغطي دارفور الكبرى ومناطق أخرى من أنحاء السودان، وزاد “البث الإذاعي نشط بولايات دارفور وجنوب كردفان عقب تقوية محطتي إذاعة كادقلي والدلنج”.
وأحال البرلمان، الثلاثاء، بيان وزارة الإعلام حول خطة الوزارة للعام 2015 الى اللجان المختصة، وتضمنت الخطة التحديات، وتقوية الخطاب الإعلامي لتشكيل اتجاهات المواطن السوداني نحو القضايا الوطنية.
وأفاد وزير الإعلام في بيانه أن أولويات الوزارة خلال العام 2015 تتمثل في تأهيل المؤسسات الإعلامية بإمكانات مناسبة من منظور عالمي وتأهيل إعلاميين استراتيجيين، والسيطرة على الإرسال الإعلامي ما يتطلب التحول من البث التماثلي إلى البث الرقمي والعمل على امتلاك قمر صناعي سوداني.
وأكد بلال أهمية بلورة الإرادة الإعلامية، وحمايتها من الإختراق الأجنبي من خلال سن القوانين المطلوبة وتوفير التمويل، ورفع الوعي الإستراتيجي للإعلاميين مع تنسيق العمل الإعلامي بما يضمن انطلاق عمليات التخطيط الإستراتيجي على مستوى المنظمات الإعلامية مع تمكين أجهزة الإعلام من الوصول للمعلومات من مصادرها بسهولة ويسر وتقنين التدفق الحر للمعلومات.
وأشار الوزير إلى أن وزارته تسعى في المرحلة القادمة لتغطية الأجواء السودانية إعلامياً والنهوض بالإعلام ليصبح من موارد الدخل القومي وتجويد العمل الإعلامي لينافس وسائل الإعلام الخارجية وتدريب الكوادر الإعلامية داخلياً وخارجياً لاكتساب الخبرات والمهارات.
وأكد أن ابرز مشروعات خطة العام 2015 تشمل إعادة هيكلة رئاسة الوزارة وتفعيل مكتب الناطق الرسمي وتمكين وكالة السودان للأنباء لتكون مصدراً اساسياً للأخبار واستكمال تأسيس الهيئه السودانية للإذاعة والتلفزيون ومعالجة مشاكلها الموروثة من الهيئات السابقة.
وأعفى الرئيس عمر البشير، في سبتمبر الماضي، مدير تلفزيون السودان محمد حاتم سليمان ومدير الإذاعة معتصم فضل، من منصبيهما، وأمر بتأسيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وعين السموأل خلف الله مديراً عاماً لها، والزبير عثمان أحمد نائباً له.
ويعاني كل من التلفزيون القومي والإذاعة القومية من مشكلات مالية وترهل وظيفي، ونظم العاملون في التلفزيون عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بمستحقاتهم المالية، كان آخرها الشهر المنصرم.
وشدد بلال على أهمية إستكمال تغطية الفضاء الوطني بالبث الاذاعي والتلفزيوني وإنشاء مجلس للإعلام الخارجي وزيادة عدد الملحقيات الإعلامية وتفعيل دور أكاديمية علوم الإتصال ومراجعة القوانين والتشريعات التي تنظم عمل الإعلام والصحافة منعا للتقاطعات، وقيادة مبادرات بالتنسيق مع الجهات المعنية لتنظيم مهنة الصحافة ومعالجة مشكلاتها.