تباعد مواقف الحكومة والحركة حول المنطقتين وتوقعات برفع المحادثات
أديس أبابا 7 ديسمبر 2014 – اتسعت الهوة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، وتعذر وصول وفديهما المتفاوضين في أديس أبابا لتسوية قضايا المنطقتين الى اتفاق حيال القضايا الخلافية بعد تمترس كل طرف بمواقفه.
وأبلغت مصادر عليمة “سودان تربيون” الأحد، بأن إحتمالات رفع الجولة باتت راجحة خلال الساعات المقبلة ، وتوقعت إعلان الوساطة رسميا تعليق الجولة بعد إخفاق الوسيط الرئيس ثابو أمبيكي في مساعيه لانقاذ الموقف.
وترفض الحكومة السودانية بشدة مطالب الحركة الشعبية، الداعية لتوسيع الاتفاق الأمني حول المنطقتين ليشمل دارفور، كما انها شددت على عدم مناقشة اي قضايا اخرى لاتمت بصلة للأزمة في جنوب كردفان والنيل الازرق، حيث تدور حرب مستعرة هناك منذ نحو ثلاث اعوام.
واتهم رئيس وفد الحركة وأمينها العام ياسر عرمان وفد الحكومة بعدم تقديم أي حلول على طاولة المحادثات في جولتها التاسعة وكشف عن دفعهم بورقة شملت مقترحات حول الحل الشامل ودارفور، والاوضاع الانسانية مع الدعوة لعقد اجتماع تحضيري للحوار القومي الدستوري في مقر الاتحاد الافريقي بحسب القرار 456 الصادر من الاتحاد الافريقي.
وأكد عرمان في مؤتمر صحفي، الأحد، تباعد المواقف بين الطرفين لافتا الى ان الحكومة لا تملك أي حلول لقضايا المنطقتيين ودارفور واصفا قضاياها بانها سياسية وإنسانية من الطراز الاول.
وأضاف “هي تريد الجيش مقابل وظائف ووقف العدائيات مقابل الطعام وان يكون وقف اطلاق نار نهائي وترتيبات امنية شاملة نهائية مقابل الطعام للمواطنيين الذين جوعتهم وعملت فيهم تقتيلا طوال السنوات الماضية ورفضت فتح الممرات الآمنة” معتبرا رفض فتح الممرات الانسانية جريمة في القانون الانساني الدولي.
وأشار الى ان الحكومة ترغب في التعامل مع الآخرين بـ “القطاعي” محذرا من عدم جدوى الحلول الجزئية التي قال ان محصلتها ستكون تقسيم البلاد.
وجدد عرمان التأكيد على تمسك الحركة الشعبية بالحل الشامل وإشراك الجميع في الحوار الدستوري وقال انها “تقاتل وتحاور” في آن واحد مؤكدا جاهزيتها للتفاوض حال تلقيها الدعوة.
واكد عرمان استمرار القصف الجوي الحكومي على منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان ما أدى الى ايقاع جرحى وقتلى وسط عشرات المواطنين، منوها الى تنفيذ الجيش السوداني هجمات برية من اربعة إتجاهات حول مدينة كادقلي تصدت له قوات الجيش الشعبي وأبدى ثقته في عدم تحقيق الحكومة أي نجاحات في هجومها الصيفي الحالي.
وكانت القوات المسلحة السودانية راهنت على حسم التمرد في المنطقتين خلال ما اسمته عمليات “الصيف الحاسم”، وبعثت بتعزيزات عسكرية كبيرة الى مناطق العمليات بتلك الجهات.
واتهم عرمان الحكومة السودانية بشراء الوقت وعدم تقديم أي حلول للمشكلات، وابدى استغرابه من رفضها وقف الحرب في السودان.
ووصف نداء السودان الموقع، الاربعاء الماضي، بين الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي وقوى الاجماع الوطني ومنظمات المجتمع المدني بأنه (إعلان للتغيير والديمقراطية والسلام) ولا ينبغي مواجهته بإعلان التعبئة والاستنفار.
واعلن نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن الخميس الماضي التعبئة والاستنفار، وسط قوات الدفاع الشعبي لمواجهة اتفاق نداء السودان بعد وصفه بانه اتفاق لـ “خيانة الوطن”.
وأبدي عرمان اندهاشه من إعتقال رئيس تحالف قوى الاجماع وأضاف “الحكومة تعتقل ابوعيسى في الخرطوم وتتحدث مع الجبهة الثورية في اديس ابابا.. اذا كان كل من يتحدث الي الجبهة الثورية يتم اعتقاله لماذا لا يعتقل أمين حسن عمر وابراهيم غندور”.
وأضاف “قيادات القوي السياسية مثل الصادق المهدي شخصيات لا تحتاج الي اذن لكي تناقش قضايا السودان مع السودانيين”.
وشدد على ان الحوار الوطني يتطلب جلوس القوى السياسية السودانية مع بعضها ومع منظمات المجتمع المدني، معتبرا الشعارات المرفوعة من الحكومة بشأن الحوار ليست سوى شعارات للخداع ولشراء الوقت وليست لفتح حوار وطني حقيقي.
وقال إن الحركة الشعبية ابتدرت حوارا مع مجموعة “السائحون” وصفها بالجادة معلنا التضامن معها والاستعداد لاطلاق الأسرى بعد الجلوس مع الجيش الشعبي وقال إنهم ملتزمون بوعدهم.
وكشف عن استعداد بالسماح لمجموعة سائحون بزيارة الاسرى في كاودا ويابوس للتنسيق مع الحركة الشعبية وشدد على ضرورة فتح كافة ابواب الحوار مع كافة السودانيين (اسلاميين وعلمانيين).
وقال ان عرمان المؤتمر الوطني يحاول اقناع الجبهة الثورية بالتخلي عن قوي الاجماع الوطني وحزب الامة القومي، كما انه يرغب في عقد اجتماع تحضيري يضم الجبهة الثورية ولجنة 7+7.
واسترسل “هذا غير مفيد لاسيما وان حزب الامة وقوى الاجماع الوطني قوى رئيسية في الساحة السياسية السودانية وإبعادهما لن يجعل الحوار حوارا شاملا لذلك نحن نتمسك بحضور الجميع”.