الأمن السوداني يصادر صحيفة أجرت حوارا مع قيادي في الجبهة الثورية
الخرطوم 7 ديسمبر 2014 ـ صادر جهاز الأمن والمخابرات السوداني، فجر الأحد، صحيفة “المجهر السياسي” من المطبعة، ورجح صحفيون في الصحيفة أن تكون المصادرة بسبب حوار أجرته الصحيفة مع القيادي في الجبهة الثورية المسلحة التوم هجو.
وتشكو الصحافة في السودان من هجمة شرسة تنفذها السلطات الأمنية على فترات متقاربة حيث تتعرض للمصادرة تارة والايقاف تارة أخرى، علاوة على فرض الرقابة القبلية أحيانا، ويتهم جهاز الأمن بعض الصحف بتجاوز “الخطوط الحمراء” بنشر أخبار تؤثر على الأمن القومي للبلاد.
وقال صحفي في صحيفة “المجهر السياسي” لـ “سودان تربيون” إن عناصر جهاز الأمن حضرت إلى المطبعة وأمرت بمصادرة المطبوع من نسخ الصحيفة وكان حوالي 20 ألف نسخة، بتكلفة 40 ألف جنيه، منوها إلى أن الصحيفة عادة ما تطبع 35 ألف نسخة.
وتلقت الصحف السودانية خلال شهر مايو الماضي لوحده، أربعة أوامر بحظر النشر في قضايا رأي عام تمثل محيطا حيويا لعمل الصحفيين في الأخبار والتقارير، ما حدا بمجلس الصحافة والمطبوعات الصحفية في السودان لانتقاد توسع النيابات في استخدام سلطة حظر النشر ضد الصحف.
وانخفض، توزيع الصحف السياسية، البالغة 20 صحيفة، باكثر من 50% في العام 2013 مقارنة بتوزيعها العام 2012، بينما توقفت 12 صحيفة عن الصدور خلال العام الماضي.
وأقر الأمين العام لاتحاد الصحافيين السودانيين الفاتح السيد، بأن كثرة أوامر حظر النشر بجانب عوامل إقتصادية تعيق توزيع الصحف، وساهمت في تقلص التوزيع بأكثر من 50%.
قالت منظمة صحفيون لحقوق الإنسان “جهر”، في 24 نوفمبر الماضي، إن الصحفيين يواجهون بلاغات (كيديَّة) من نافذين ودستوريين، ما يشكل استغلالا للسلطة والنفوذ، ومحاولة لإرهاب الصحافة، وتخويفها بسيف المقُاضاة، لتتراجع عن نقد الأداء الحكومي، وتمتنع (ذاتياً) عن تناول قضايا الفساد المالي والإداري.
وأمرت نيابة الصحافة والمطبوعات، كل من الصحفيَّة بصحيفة (الجريدة) عازة أبوعوف، والكاتب الصحفي بالصحيفة صلاح أحمد عبد الله، بالحضور لمقرها بحي الخرطوم (3)، خلال نوفمبر المنصرم، للتحقيق معهما بشأن بلاغ الشاكي فيه والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر، تحت المادة (159) من القانون الجنائي (إشانة السمعة).