حركات دارفور تعلن تعليق المفاوضات والحكومة تتهمها بـ “لي عنق الحقائق”
الخرطوم 4 ديسمبر 2014 – أعلنت حركتا العدل والمساواة وتحرير السودان بقيادة مني اركو مناوى تلقيهما إخطارا من الوساطة الأفريقية رفيعة المستوى بتأجيل مفاوضات دارفور الى أجل غير مسمى بعد أن كان مزمعا استئنافها الخميس بالعاصمة الأثيوبية، وعزت الحركات التأجيل لرفض الرئيس السوداني منح وفده تفويضا لمناقشة القضايا المهمة، بينما اتهم رئيس وفد الحكومة المفاوض الحركات بـ “لي عنق الحقائق”.
وعلقت الوساطة الأفريقية جولة متعثرة قبل أربعة أيام لارتباطات تخص كبير الوسطاء ثابو أمبيكي الذي غادر أديس أبابا الى المانيا على أن يعود الطرفان للطاولة بحلول الخميس.
وقالت الحركتين في بيان مشترك، الخميس، ان الوساطة المتمثلة فى الآلية الافريقية رفيعة المستوى ابلغت الوفود المتفاوضة بتأجيل الجولة.
وأوضحت الوساطة طبقا للبيان أن التأجيل يعود الى عدم إمتلاك الوفد الحكومي السوداني التفويض الكامل لمناقشة القضايا الأساسية التى تساهم فى حل المشكلة.
وأشار بيان العدل والمساواة وتحرير السودان الصادر، الخميس، والممهور بتوقيع كل من أحمد تقد لسان وترايو أحمد علي، الى ان الوساطة بذلت مجهودات مقدرة فى سبيل إنجاح عملية التفاوض بينها ايفاد مبعوث خاص الى الرئيس عمر البشير بُغية منح وفد الحكومة تفويضٍا كاملا يُمكنه من الجلوس والتفاوض حول القضايا الأساسية، إلا أن مبعوث الوساطة فشل فى الحصول على مبتغاه.
وطبقا للبيان فإن البشير أصر على عدم منح التفويض لوفده وحصره فقط في حدود مناقشة وقف العدائيات الأمر الذى دفع بالوساطة الى رفع الجولة الى أجلٍ غير مسمى.
لكن رئيس وفد الحكومة السودانية لمفاوضات دارفور أمين حسن عمر رفض تلك التصريحات، ووصفها بأنها “لى لعنق الحقائق”، وشدد على ان قرار الوساطة لا يمت بصلة لعدم إمتلاك الوفد الحكومي التفويض لمناقشة القضايا، انما بالتزام الوفد الحكومي بالدعوة التي تسلمها من الوساطة وهي حصرية الجولة على على وقف العدائيات بما يفضي الى ترتيبات وقف اطلاق نار شامل.
وقال في تصريح، مساء الخميس، ان الحركات رفضت الموافقة على وقف اطلاق النار واشترطت التحدث عن إعلان مبادئ وعن ذات الموضوعات التي جرى التفاوض حولها واقرارها في وثيقة الدوحة.
ونوه عمر الى ان الدعوة بتلك الكيفية كانت معلومة للحركات قبل المجئ الى أديس أبابا، قاطعا بأن وفده لن يوسع المفاوضات الى أي قضايا أخرى، كما ان الوساطة طبقا للمسؤول الحكومي لم تخاطبهم بشأن أي اجندة اخرى.
واتهم المسؤول الحكومي الحركات بعدم الرغبة في وقف الحرب بدليل مبادرتها الى عمليات عسكرية في اكثر من موقع بجنوب كردفان.
وأعلن استعداد الوفد الحكومي للذهاب الى أديس أبابا والتفاوض حصريا على وقف اطلاق النار.
وكان مبعوث الأمين العام للامم المتحدة الى السودان وجنوب السودان هايلى منكريوس وصل الخرطوم، الأربعاء، والتقى البشير وسلمه رسالة من ثابو أمبيكي تتصل بكيفية إنقاذ مفاوضات دارفور والمنطقتين.
وأخفقت جولة التفاوض التي إلتامت بين الحكومة والحركتين المسلحتين بالثالث والعشرين من نوفمبر الماضي في إحراز أي تقدم بعد تعذر اتفاق الأطراف على الأجندة المفترض نقاشها على الطاولة.
وبينما تمسكت الخرطوم بقصر الأجندة على الترتيبات الأمنية ووقف إطلاق النار في دارفور، طالبت الحركات الدارفورية بأدراج قضايا أخرى بينها تعويضات النازحين واللاجئين وقسمة السلطة والثروة وايجاد حل شامل للأزمة السودانية، وهو ما اعتبرته الخرطوم إعادة لفتح قضايا حسمت في وثيقة الدوحة الموقعة بالعام 2011 مع حركات دارفورية تجمعت تحت مظلة حركة التحرير والعدالة.
وحمل وفدي الحركات المسلحة المتفاوضة الحكومة السودانية مسؤولية إنهيار المفاوضات وشددا على انهما جلسا إلى منبر التفاوض برغبةٍ صادقة وبقلبٍ وعقلٍ مفتوحين بُغية التوصل إلى سلام شاملٍ يخاطب جذور الأزمة ويُعالج الإفرازات الناتجة عن الصراع، ويُساهم فى خلق مناخ معافى وبيئة مهيئة لمخاطبة إشكالات البلاد القومية ومن ثم المساهمة فى تحقيق الأمن والإستقرار، والإنتقال بالبلاد من مرحلة الإحتراب إلى الحوار القومى الدستوري الذي يقود البلاد الى بر الأمان.
واتهمت الحركتان الحكومة السودانية بعدم الرغبة فى حل أزمات البلاد عبر الحوار والتفاوض وانها تعلي من الخيارات الأمنية والعسكرية.