النائب الأول: مبادرة الحوار الوطني لاقت ترحيبا داخليا وخارجيا
الخرطوم 3 ديسمبر 2014- قال النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح، ان السودان مقبل على مرحلة جديده في أعقاب الدعوة للحوار التى اطلقها الرئيس عمر البشير خلال يناير الماضي.
و أشار لدى مخاطبته المنتدى العربى الروسى في الخرطوم الأربعاء الى ان مبادرة الحوار وجدت ترحيبا داخليا و خارجيا خاصة على المستوى العربى وشدد على لا تستثنى احدا.
وانطلقت في الخرطوم الاربعاء اعمال المنتدى الروسي العربي بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من وزراء الخارجية العرب لبحث ملفات اقتصادية وسبل مكافحة الارهاب.
ووصف صالح العلاقات العربية الروسية بالتاريخية لافتا الى إلتئام المنتدى بالتزامن مع احداث مؤثرة فى المنطقة العربية، لكنه ابدى عدم رضاه حيال مستوى التعاون الاقتصادي بين العواصم العربية وموسكو قائلا انه دون المطلوب.
واشاد نائب البشير بمواقف روسيا الداعمة للسلام فى الشرق الاوسط بما يحقق التوازن المطلوب فى مواقع التوتر اضافة لدعمها دعوات إخلاء الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل.
ودعا النائب الاول لمكافحة الارهاب معتبرا السودان شريكا فى ذات الخصوص حاثا على ضرورة التفريق بين الارهاب وحق الشعوب فى مقاومة الاحتلال.
وشجب صالح محاولات ربط الارهاب بالدين الإسلامي منوها الى دور بلاده فى معالجة مشكلات دول الجوارلافتا للمبادرة التي ىستحتضنها الخرطوم لايجاد تسوية ليبية شاملة.
وينتظر ان تستضيف الخرطوم الخميس مؤتمرا لجمع الفرقاء الليبيين في إطار وساطة تبناها السودان لتسوية النزاع بين الفصائل المتحاربة في ليبيا.
وشدد صالح على ان الازمة السورية تستوجب التحرك لجمع الاطراف المتنازعة هناك واكد فى الوقت ذاته احترام سيادة و استقلال سوريا.
وقال وزير الخارجية الروسى سيرجى لابروف لدى مخاطبته فاتحة جلسات الملتقى ان بلاده تدعم مساعى حل المشكلات عبر الحوار الوطنى الداخلى دون تدخل الاطراف الخارجية.
واتهم جهات بدعم الفوضى ما ادى لظهور المتشددين وقال ان بلاده تقف ضد الارهاب وفقا للقانون الدولى وان يكون يكون الشرق الاوسط خاليا من بؤر النزاعات.
ودعا لابروف لوقف العنف فى كل الدول العربية بما فيها سوريا وحل المشكلات عبر قنوات الحوار.
وأثنى وزير الخارجية الروسي على تحركات السودان الرامية لمعالجة الأزمة في ليبيا مبديا انزعاجه لتطورات الاوضاع في فلسطين وقال ان مجلس الامن الدولى يقود جهودا لاستئناف الحوار الفسطينى الاسرائيلى وجدد التاكيد على اهمية نزع اسلحة الدمار الشامل من الشرق الاوسط.
وشدد لابروف على ان ان بلاده تتعاون مع السودان امنيا وعسكريا بما لا يضر بمصالح الدول فى المنطقة او يخل بالتزامات بلاده بالمعاهدات الدولية.
واشار الى ان بلاده تسعى لتعاون عسكرى مع السودان من اجل خلق التوازن المطلوب واكد ان روسيا تدعم ضرورة التوصل لاتفاق سلام فى دارفور يكون اساسه اتفاق الدوحة.
ولفت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني على كرتى الى اتفاقهم مع الحكومة حول رؤيتها فيما يخص الأزمة بدارفور مؤكدا مساندة موسكو لجهود التسوية السياسية فى السودان.
وامتدح مندوب السودان الدائم فى الجامعة العربية عبد المحمود عبد الحليم الموقف الروسى تجاه السودان والبلدان العربىة وقال ان روسيا تقف دوما فى المؤسسة الدولية الى جانب البلدان النامية وقطع بان موسكو مؤهلة لاحداث تعاون وشراكة مع الدول العربية.
توصيات بدعم الحوار والسعي لإعفاء الديون
وانهى منتدى التعاون العربي- الروسي أعماله مساء الأربعاء، بالاتفاق على دعم مبادرة الرئيس عمر البشير للحوار الوطني، كما اعلن مساندته لخطوات تحقيق السلام في دارفور، عبر دفع المجتمع الدولي إلى إعفاء ديونه، مع حل جميع المشاكل والقضايا بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا سلميا.
وقال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوداني علي كرتي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، “لدينا رؤية مشتركة وموحدة حول أهمية خلق ظروف ملائمة لكي تستطيع جميع شعوب المنطقة بناء دولها وتطويرها وفقاً لتقاليدهم وتاريخهم الاجتماعي والاقتصادي”.
وأشار إلى أن هذه هي الرؤى التي انطلقت منها مناقشة الموضوعات المتعلقة بسوريا وليبيا واليمن والعراق.
ودعا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في تكوين دولة مستقلة تعيش قي سلام مع جوارها على أساس الشرعية الدولية، وأسس مؤتمر مدريد والمبادرة العربية للسلام، مشيراً إلى أن عدم إيجاد تسوية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني أحدث عدم استقرار وحال دون إرساء السلام بالمنطقة.
وأضاف لافروف أن المنتدى بحث سبل تنفيذ خطة العمل التي تم إقرارها العام الماضي بالاتفاق مع الجامعة العربية خلال ثلاث سنوات، وعقد الدورة الثالثة للمنتدى في روسيا العام المقبل.
وإعتبر علي كرتي انعقاد المنتدى بالخرطوم يؤكد سعي الجانبين العربي والروسي للمساهمة في حل قضايا المجتمع الدولي، مشيراً إلى دعم روسيا للعالم العربي في كافة قضاياها.
وأشار إلى أن “بعض الدول العربية لا تزال علاقتها التجارية مع روسيا دون الطموح، ما يدفع إلى السعي لتعزيز تلك العلاقات في المستقبل”.
واشاد الأمين العام للجامعة العربية بوقوف روسيا مع القضايا العربية وتأييدها لحقوق الفلسطينيين في تكوين دولتهم التي عاصمتها القدس.
وقال “لذا كان من الطبيعي أن يتجه العرب نحو روسيا وإنشاء المنتدى الروسي العربي لبحث المسائل السياسية والتجارية، معرباً عن أمله في أن تزداد الشراكة العربية والتجارة البينية مع روسيا، وتتطور عند انعقاد المنتدى في روسيا العام المقبل”.
وأضاف أن المنتدى كان فرصة طيبة لكثير من الدول العربية وروسيا لبحث قضايا إقليمية، وعلى وجه الخصوص دعم ما يدور في السودان وتأييد مبادرة رئيس الجمهورية للحوار الوطني.
وكان وزير الخارجية الروسي اقترح، في كلمة ألقاها في المؤتمر، ضمّ ممثل جامعة الدول العربية إلى اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط لإخراجها من حالة الجمود.
وقال إن الرباعية (روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة) لن تستطيع أن تمارس دورها إلا عندما تنضم إليها جامعة الدول العربية.
وأضاف لافروف “نسمع انتقادات للجنة الوساطة الدولية الرباعية، ونعتبرها انتقادات مبررة لأن الرباعية توقفت عن العمل”.