مصادرة صحيفة أجرت حوارا مع قيادي شكك في نزاهة ترشيح البشير
الخرطوم 28 أكتوبر 2014 ـ صادر جهاز الأمن السوداني، الثلاثاء، صحيفة “الصيحة”، بعد يوم واحد من معاودتها الصدور، ويرجح أن يكون سبب المصادرة متعلق بحوار مع القيادي بالمؤتمر الوطني الحاكم أمين حسن عمر شكك خلاله في نزاهة إعادة ترشيح الرئيس عمر البشير لولاية جديدة.
وعلق الأمن السوداني، في يوليو الماضي، صدور الصحيفة، بعد يوم واحد من معاودتها الصدور، عقب تعليق صدورها في 20 مايو الماضي بتهمة بارتكاب حزمة من التجاوزات والجنوح، بحسب الأمن.
وقال أمين حسن عمر في حواره مع “الصيحة” إن النائب الأول السابق للرئيس والقيادي في الحزب الحاكم علي عثمان محمد طه مارس “إكراها معنويا” للتأثير على أعضاء الشورى والمجلس القيادي للمؤتمر الوطني؛ من أجل ترشيح البشير لولاية جديدة.
وذكر أمين أن انتخاب البشير لم يكن نزيها؛ وجاء نتيجة لإكراه أعضاء المؤتمر العام، ووجه انتقادات حادة للرئيس وطه ونافع علي نافع وطالبهم بإنتهاج الاصلاح الحقيقي؛ وتابع: “نحترم الرئيس وطه ونافع؛ لكن الحق أقدم من الرجال؛ وأفضل لنا مناصرة الحق على مناصرة الرجال”.
واعتمد المؤتمر العام للمؤتمر الوطني، السبت الماضي، الرئيس البشير رئيساً للحزب لدورة جديدة ومرشحاً عنه لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقرر إجراؤها في أبريل 2015.
ونقلت منظمة صحفيون من أجل حقوق الأنسان “جهر” عن مصدر، قوله إنه حضر مندوب جهاز الأمن إلى مطبعة (الكاظمية)، وقرأ نسخة من العدد المطبوع، ثُمّ قرَّر مصادرة جميع الأعداد، دون إبداء إعلان حيثيات المُصادرة.
وحسب بيان لـ”جهر” فإن رئيس تحرير الصحيفة تلقى اتصالاً هاتفيّاً من جهاز الأمن، أخطره بإلغاء قرار المُصادرة، والسماح بالتوزيع، رُغم أن التوزيع يتم عادةً فى الصباح الباكر، الأمر الذى يجعل إمكانيّة اللحاق بوسائل التوزيع – في ذلك الموعد – أمراً مستحيلاً، وعديم الفائدة، ما يعكس طبيعة صراعات مراكز القُوى داخل الحزب الحاكم، وتجلِّياته في الأجهزة الأمنية.
وركزت (الصيحة) حديثة الصدور والمملوكة لخال الرئيس السوداني الطيب مصطفى على ملفات متصلة بفساد نافذين بالدولة أثارت ردود افعال واسعة لكن أقواها على الاطلاق كان الخبر الخاص بامتلاك وكيل وزارة العدل، مجموعة من قطع الأراضي في أحياء مميزة بالخرطوم، قالت إنه حصل عليها أبان عمله مديرا لمصلحة الأراضي.
ويتمتع جهاز الأمن بنفوذ واسع في السودان، ويحق له بموجب قانون الأمن الوطني إغلاق الصحف ومصادرتها من المطبعة، كما يعمد أحيانا لاخضاع الصحافة للرقابة القبلية عبر منسوبيه.