شكاوي من أوضاع صعبة لطالبات دارفور المبعدات من “البركس” والسيسي يتدخل
الخرطوم 13 أكتوبر 2014 ـ شكا ناشطون من أوضاع صعبة يعشنها طالبات دارفور المبعدات من داخلية “البركس” وسط الخرطوم، بينما سارع رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي إلى عقد اجتماع مع الصندوق القومي لرعاية الطلاب واتحاد عام الطلاب السودانيين في محاولة لإحتواء الأزمة بعد اتهامات طالته بالتقصير.
وأخلت السلطات الأسبوع الماضي قسريا “داخلية البركس” بالخرطوم، بعد رفض نحو 70 طالبة من دارفور مغادرة الداخلية العريقة، وأعتقل الأمن على إثر ذلك نحو 18 طالبة، 13 منهن ما زلن معتقلات حتى الآن.
وشهد مقر السلطة الإقليمية لدارفور بالخرطوم، الإثنين، اجتماعا مشتركا ضم السلطة والصندوق القومي لرعاية الطلاب والاتحاد العام للطلاب السودانيين ومكتب طلاب دارفور بالسلطة.
وقال رئيس السلطة الإقليمية لدارفور التجاني سيسي خلال الاجتماع إن ظاهرة العنف تستوجب تدخل أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية للحيلولة دون تفشي العنف.
ودعا سيسي القوى السياسية لأهمية التعامل بإيجابية مع قضايا الطلاب، مستهجنا عملية الاستقطاب الحاد وسط الطلاب، ووعد بإدراج قضية العنف ضمن قائمة قضايا آلية الحوار الوطني ولجان الحوار المجتمعي.
وشن تجمع روابط طلاب دارفور بالجامعات، السبت الفائت، هجوما عنيفا على السلطة الاقليمية لدارفور وقطع بأنها تحولت إلى آداة لتنفيذ أجندة الحزب الحاكم، واتهم السلطة بالتنصل عن التزاماتها، فضلا عن ممارستها ضغوطا سياسية على الطالبات مثار الأزمة. ودانت حركة العدل والمساواة، الأربعاء الماضي، إخلاء داخلية “البركس” بالقوة.
وأكد صندوق الطلاب اهتمامه بطلاب السودان جميعا وطلاب دارفور بصفة خاصة نسبة للظروف الاستثنائية الذي يمر به الإقليم، وقال أمين الصندوق بولاية الخرطوم عثمان النور إن الاجتماع توصل إلى جملة اتفاقات ستجد حظها من التطبيق على مستوى المجمعات السكنية المنتشرة في السودان وولاية الخرطوم.
وأبان أن قضية “البركس” التي أثيرت في وسائل الإعلام هي قضية إدارية متعلقة بإعادة تأهيل الداخلية وفق تقرير هندسي وتم إخطار الطالبات منذ فترة كافية بعد ترتيبات إدارية محكمة، كاشفا أن 933 طالبة في هذا القسم تم توزيعهن في المجمعات الأخرى حسب المواقع الجغرافية للجامعات.
وقال صندوق الطلاب عقب الأزمة إن سكن الطالبات في “البركس” آيل للسقوط بسبب انتهاء مدته الإفتراضية والتي تعود إلى عهد الاستعمار الإنجليزي وأنه استبدله بمكان آخر لحين تشييد 4 أبراج مكانه.
وأبلغت الناشطة فاطمة فضل “سودان تربيون” أن الطالبات المبعدات من داخلية “البركس” تم توزيعهن على أربعة مجمعات، لكنهن يعشن ظروفا صعبة تتعلق ببيئة السكن غير المناسبة والبعيدة أحيانا عن الجامعات.
وأشارت إلى أن المسؤول عن مجمع “الشهيدين” بحي الخرطوم “2” أبلغ طالبات بعثن للإقامة في المجمع بأن المكان مخصص للخريجات فقط وبالتالي ستكون إقامتهن مؤقتة.
وأكدت الناشطة أن عددا من الطالبات المبعدات يقمن في شقة استأجرها زعيم حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ، فضلا عن مجموعات أخرى ضمتها شقتان استأجرتهما مبادرة “لا لقهر النساء”، مؤكدة أن المبادرة بصدد استئجار شقة ثالثة بعد أن وفرت مواد تموينية للطالبات.
لكن فاطمة فضل أفادت أن الطالبات بعد تجربة الإخلاء القسري التي مررن بها في داخلية “البركس”، اصبحن يتهيبن الشارع، ما يتطلب توفير دعم نفسي ومعنوي لهن.
واتهمت الصندوق القومي لرعاية الطلاب باستهداف تشتيت طالبات دارفور، لأنه كان بالإمكان نقل الطالبات المبعدات إلى برجين جرى تشطيبهما في داخلية “البركس”.