“الوطني”: مطالبة “الجنائية” بتسليم البشير محاولة لإحراج السعودية
الخرطوم 7 أكتوبر 2014- استخف مسؤول في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بطلب المحكمة الجنائية الدولية من السعودية تسليم الرئيس عمر البشير لمحكمة لاهاي، وعد المطلب “واهيا” تجاوزه السودان ولم يعد منشغلا به، كما اعتبره محاولة للوقيعة بين الخرطوم والرياض وأحراج المملكة العربية السعودية.
وقال عضو البرلمان وأمين الأمانة العدلية بالمؤتمر الوطني الفاضل حاج سليمان في تصريحات نشرتها صحيفة “السوداني” الثلاثاء، ان رفض المملكة طلب المحكمة الجنائية بتسليم البشير يعتبر طبيعيا من واقع عدة معطيات على راسها ان الرئيس متواجد في المملكة لأداء فريضة الحج.
وأضاف “حجاج بيت الله لا ينطبق عليهم مثل تلك الإجراءات التي تطلبها المحكمة الجنائية”.
وطلبت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا من قضاة المحكمة الأربعاء الماضي إبلاغ السلطات في المملكة العربية السعودية بتواجد الرئيس السوداني عمر البشير علي أراضيها، وتذكيرها بقرار مجلس الأمن رقم 1593 الخاص بالتحقيق في جرائم دارفور، بما يستدعي احتجازه وتسليمه الي المحكمة بلاهاي.
ويواجه البشير مذكرات توقيف من المحكمة الجنائية الدولية تعود للعامين 2009 و2010، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة في النزاع في أقليم دارفور غرب السودان.
وطالبت مدعية المحكمة الجنائية الدولية، مجلس الأمن الدولي في 17 يونيو الماضي بـ”إجراءات حاسمة وطرق مبتكرة” لتوقيف المسؤولين السودانيين المتهمين بارتكاب جرائم بدارفور، وقالت إن المقاضاة لا يمكن إتمامها دون اعتقالات.
وهاجم الفاضل المحكمة الجنائية الدولية قائلا انها لم تراع حرمة الإسلام في الوقت الذي يحج فيه المسلمون الى بيت الله مضيفا “في الحج كل دمائكم واموالكم عليكم حرام”.
وتابع متسائلا “هل يريدون ان تتخلى المملكة عن هذه المبادئ وتتخلى عن الالتزام الديني وتتعامل مع قضية واهية وميته مثل هذه القضية؟”.
وتحدي الفاضل المحكمة الجنائية الدولية إن كانت تملك سلطة التنفيذ والقبض على الرئيس البشير قائلا إنه موجود في دولته، وأضاف “فلترسل المحكمة الجنائية حراسها وسلطتها الأمنية للقبض عليه ان كان مجرما ومدانا بموجب قانون المحكمة”.
واعتبر طلب المحكمة من الرياض تسليم البشير قصد به أحراج السعودية، وان كان انهم يعلمون أنها لن تتعامل مع هذه المطالب، منوها إلى انهم أرادوا أيضا تذكير الدول العربية بان الرئيس مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية حتى يجعلوا قضية المحكمة مع السودان حية ومستمرة ولفت إلى ان السودان تجاوزها ولم تعد تشغله.
وقال ان السعودية تعلم ان السودان ليس طرفا في المحكمة الجنائية الدولية وميثاق روما ولا تنطبق عليه هذه الأحكام.
وكشف الفاضل ان المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التطور بين السودان والسعودية خاصة بعد زيارة الرئيس البشير ولقاءه بولي العهد السعودي نافيا ان تكون علاقة السودان بالمملكة وصلت مرحلة القطيعة.
وأوضح القيادي بالمؤتمر الوطني ان السودان يتعامل مع أيران كدولة استنادا على المصالح الدولية المعروفة في القانون الدولي والعلاقات الدولية مشيرا الى ان المراكز الإيرانية في السودان أنشئت لأغراض محددة وسمح لها ان تمارس مناشطها ولكن عندما خرقت هذه المراكز وفقا لما متاح لهذه العلاقات اضطر السودان لإيقاف المراكز.
ورأى الفاضل ان إيران لا تتدخل في العلاقات بين السودان والسعودية لأن هناك كثير من الدول الأوربية تتعامل مع السعودية وإيران سوريا.
واتهم المجتمع الدول بالتدخل في مثل هذه القضايا وأثارتها لخلق مشكلة بين السودان والسعودية، وقال “مهما حاولوا ان يوقعوا بين المملكة والسودان لن يستطيعوا”، مبينا ان السعودية تفهمت الأمر واستدل بزيارة الرئيس البشير للمملكة وتوضيحات وزارة الخارجية التي قال إنها بينت العلاقات الإيرانية وإغلاق المراكز الثقافية في السودان.