الخرطوم تستدعي القائم بالأعمال الليبي للمرة الثانية خلال أسبوعين
الخرطوم 2 أكتوبر 2014 ـ استدعت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، القائم بأعمال سفارة ليبيا بالخرطوم، للمرة الثانية خلال أسبوعين، وأبلغته رسمياً احتجاج السودان على تصريحات أحد منسوبي الجيش الليبي لوسائل إعلام، واتهامه السودان بدعم الجماعات المتطرفة بليبيا.
واستدعت الخارجية، في 15 سبتمبر الماضي، القائم بالأعمال الليبي بالإنابة ونقلت له استنكار الخرطوم الشديد لاتهامات رئيس الوزراء الليبي للسودان بتقديم الدعم لبعض الفصائل الليبية وأكدت أن تصريحات أدلى بها لا تتسق ومواقف السودان الثابتة إزاء ليبيا.
وكان عبد الله الثني رئيس الحكومة الليبية الموالية لبرلمان طبرق (شرق)، قد اتهم قطر والسودان بإرسال سلاح إلى قوات فجر ليبيا، وحذر، الدوحة والخرطوم من قطع العلاقات الدبلوماسية معها “إذا لم ينتهيا”.
وكررت الخارجية السودانية، الخميس، نفيها القاطع لدعم السودان لأي فصيل ليبي ضد الآخر في الأحداث التي تشهدها البلاد أخيرا، وقال وكيل الخارجية عبد الله الأزرق، إن الخرطوم تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف ومستعدة للتوسط لتقريب الشقة بين الفرقاء.
من جهته، عبَّر القائم بالأعمال الليبي عن أسفه لما بدر من تصريحات قال إنها “غير حقيقية”، وتلقي بظلال سالبة على العلاقة الوطيدة بين الشعبين الشقيقين.
وأكد – بحسب وكالة السودان للأنباء – رغبة الحكومة الليبية في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، كما شكر موقف السودان الداعم للثورة الليبية ولخيارات الشعب الليبي. وعبَّر عن تقديره لاعتراف الحكومة السودانية بشرعية مجلس النواب المنتخب الذي يعقد اجتماعاته بطبرق.
وقالت الخارجية في بيان، الخميس، “إن معلومات مضللة تتناقلها وسائل إعلامية منسوبة لضابط ليبي ادعى تدخل السودان في الشؤون الداخلية لبلاده، مضيفة أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة”.
واستنكرت المحاولات الساعية لإقحام اسم السودان في الصراع الدائر بليبيا، مؤكدة اعتراف الحكومة السودانية بشرعية مجلس النواب المنتخب، الذي يعقد اجتماعاته بطبرق.
ودعت الخارجية الأطراف الليبية للدخول في مفاوضات تحقق المصالحة، وتبتعد عن الصراع المسلح الذي يهدر طاقات الشعب الليبي ويبدد موارده، ويؤثر سلباً في الأمن في المنطقة.
وقال البيان، إن السودان ينأى عن دعم أي فصيل ليبي، وإنه يقف على مسافة واحدة من كل الأطراف الليبية، وإنه على استعداد للقيام بدور الوسيط لتقريب شقة الخلاف بما يرأب الصدع ويعيد الأمن والاستقرار في ليبيا.
وكان بيان صادر عن الحكومة الليبية في سبتمبر الماضي، تحدث عن دخول طائرة نقل سودانية محملة بالعتاد العسكري المجال الجوي الليبي في طريقها إلى مطار طرابلس، الواقع حاليا تحت سيطرة جماعة إسلامية مسلحة تعرف باسم (مصراتة) واعتبرت طرابلس الخطوة انتهاكا لسيادة ليبيا وتدخلا في شؤونها، وقررت إبعاد الملحق العسكري السوداني.
لكن وزارة الخارجية والجيش وجهاز الأمن في السودان كلها نفت الأمر بشدة وأشارت إلى أن الطائرة كانت في طريقها لمطار الكفرة لتزويد القوات المشتركة السودانية الليبية بالسلاح والمؤن.