احتجاجات متفرقة بالخرطوم في ذكرى أحداث سبتمبر 2013
الخرطوم 26 سبتمبر 2014 ـ شهدت الخرطوم، الجمعة، تظاهرات محدودة ومتفرقة لأول مرة منذ حلول الذكرى الأولى لاحتجاجات سبتمبر، وفرقت الشرطة احتجاجا في حي “الشجرة” جنوبي العاصمة بسبب نزاع حول أراضٍ، ومنعت طالبات داخلية “البركس” التابعة لجامعة الخرطوم من الوصول للشارع، مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
وسقط عشرات القتلى خلال احتجاجات في سبتمبر 2013 على رفع الدعم الحكومي عن الوقود، وأقرت الحكومة بسقوط 85 قتيلا، بينما تقول منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 200 شخصا سقطوا في تلك التظاهرات.
ونظم ناشطون تظاهرات ليلية في حي “أبو روف” بأمدرمان، وأحرق المشاركون الإطارات على الشارع الرئيسي في الحي الأمدرماني العريق وهتفوا بشعارات مناوئة للنظام.
واقتحم رجال الأمن دار الحزب الشيوعي بحي الملازمين في أمدرمان، ليل الجمعة، وصادروا مجموعة من الأوراق والمستندات والهاردسك؛ و10 ألف ملصق لضحايا احتجاجات سبتمبر.
وحاصرت قوات من مكافحة الشغب ورجال في زي مدني سكن للطالبات وسط الخرطوم “البركس” وألقت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع على الطالبات للحيلولة دون خروجهن إلى الشارع الرئيسي، بينما ألقت الطالبات بالحجارة على رجال الشرطة من داخل السكن الجامعي.
وحاصرت سيارات الأمن والشرطة، مساء الجمعة، ميدانا في حي بري شرقي وسط الخرطوم ومنعت تنظيم تأبين للصيدلي صلاح سنهوري الذي سقط في احتجاجات العام الماضي، وتحدثت أنباء عن منع الفعالية بالرغم من حصول أسرة القتيل على إذن يسمح بقيام التأبين.
وحاولت أجهزة الأمن منع بعض أسر ضحايا احتجاجات سبتمبر من تنظيم تأبين لابنائهم القتلى في أحياء الخرطوم بحري، مساء الخميس.
وإلى الجنوب قليلا من وسط الخرطوم وفي ضاحية “الشجرة” العريقة تظاهر العشرات من سكان حي “الحماداب”، نهار الجمعة، احتجاجا على بيع السلطات أراضٍ يقول الأهالي إنها تتبع لهم، وأضطرت الشرطة لاستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذين أغلقوا الشارع الرئيسي بإحراق إطارات السيارات.
ويرفض سكان “الحماداب” قرارا حكوميا باستقطاع جزء من أرض سلاح المدرعات التابع للجيش بالشجرة وبيعها كمخطط سكني.
إلى ذلك واصلت السلطات حملة اعتقالات بدأتها منذ السبت الماضي مستهدفة الناشطين تحاشيا لتنظيم احتجاجات في ذكرى أحداث سبتمبر، وجرى اعتقال الدكتور محمد محجوب رئيس حزب الاتحاديين الأحرار وأزهري علي وأحمد حضرة، بجانب كوادر من الحزب الشيوعي.
واعتقلت السلطات الأمنية الأمين العام لحزب الأمة القومي سارة نقد الله وكريمة رئيس الحزب الصادق المهدي “رباح”، كما اعتقلت إلهام مالك القيادية بالحركة الشعبية والناشطة نجاة بشرى، قبل أن يتم الإفراج عنهن لاحقا.
وأعتقلت سارة، ليل الخميس، إلى جانب 7 آخرين، على الأقل، بعد مشاركتهم في تأبين الدكتورة سارة عبد الباقي بضاحية الدروشاب شمالي الخرطوم بحري، التي لقيت مصرعها أثناء احتجاجات سبتمبر 2013.
وأكد ناشطون لـ”سودان تربيون” أن عائلة القتيل “هزاع” في حي شمبات في الخرطوم بحري تمكنت، مساء الخميس، من إقامة تأبين حضره رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ.
ومنعت السلطات القيادي في حزب الأمة القومي، محمد عبد الله الدومة، من السفر لحضور مؤتمر في نيروبي، ممثلا لهيئة محامي دارفور، وأبلغته سلطات الأمن بالمطار أن هناك أوامر عليا بمنعه من السفر بحجة تهديد الأمن الوطني، كما أفاده أحد الضباط بأنه في قائمة الممنوعين من السفر.