تحذيرات أمنية واعتقالات في الخرطوم مع اقتراب ذكرى احتجاجات سبتمبر
الخرطوم 21 سبتمبر 2014 ـ قال نشطاء إن اعتقالات تحفظية طالت عددا من الناشطين السياسيين في الخرطوم مع اقتراب الذكرى الأولى لاحتجاجات سبتمبر، بينما تلقت أسر ضحايا المظاهرات تحذيرات من السلطات بشأن تنظيمهم لتأبين يحي ذكرى ابنائهم القتلى.
وأصدرت السفارة الأميركية بالخرطوم الساعات الماضية نشرة تحذيرية لرعاياها نصحتهم فيها بتجنب مظاهرات معادية للنظام، يتوقع اندلاعها في العاصمة السودانية، السبت، وأكدت النشرة أن التظاهرات تم الإعلان عنها في مواقع التواصل الاجتماعي.
وسقط عشرات القتلى في احتجاجات العام الماضي على رفع الدعم الحكومي عن الوقود، وبينما أقرت الحكومة بسقوط 85 قتيلا، تقول منظمات حقوقية إن ما لا يقل عن 200 شخصا سقطوا في تلك التظاهرات.
وأبلغ المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني المعارض بكري يوسف “سودان تربيون” أن الأجهزة الأمنية اعتقلت لساعات المنسق العام لشبكة حقوق الإنسان بالسودان أزهري الحاج، رئيس الحزب بجبل أولياء ـ 45 كلم جنوبي الخرطوم ـ واطلق سراحه في وقت لاحق من يوم الأحد.
وأشار يوسف إلى اعتقال عضو اللجنة التنفيذية للحزب بمدينة أمدرمان خالد سعد من منزله بحي الفتيحاب، السبت، وأطلق سراحه يوم الأحد، مشيرا إلى استمرار توقيف الأمين العام للمؤتمر السوداني في منطقة “فوجة” بولاية غرب كردفان إبراهيم أحمد سالم منذ شهر رمضان.
وأفادت مصادر باعتقال السلطات الأمنية في أمدرمان للنشطاء محمد عبد المنعم، إقبال عبد الله، خالد التوم المحامي وأمجد عمرين.
وأكد المتحدث باسم حزب المؤتمر السوداني بكري يوسف أن أسر ضحايا احتجاجات سبتمبر تعتزم تنظيم تأبين لإحياء ذكرى الضحايا، بينما تسعى أيضا الهيئة القومية للتضامن مع المعتقلين وأسر ضحايا الاحتجاجات لتنظيم فعالية لإحياء ذكرى التظاهرات.
وأوضح يوسف أن السلطات الأمنية تعمل على الفصل بين تأبين أسر الضحايا وفعالية الهيئة في محاولة لإفشال أي عمل منظم لانطلاق احتجاجات شعبية مع مرور عام على الأحداث، مشيرا إلى أن الاعتقالات التحفظية والاستدعاءات تهدف إلى محاصرة تحركات الناشطين.
ومنذ أن هلّ شهر سبتمبر تزايدت الإرهاصات بإحياء ذكرى الاحتجاجات على رفع الدعم عن المحروقات التي اندلعت بمدينة ودمدني ـ أواسط البلاد ـ في 23 سبتمبر 2013، وامتدت سريعا للعاصمة الخرطوم وبقية الولايات وسقط خلالها عشرات القتلى.
واشتعلت جذوة الذكرى بعد مرور عام من الاحتجاجات في مواقع التواصل الاجتماعي “واتس آب وفيس بوك”، لكن الشارع السوداني لم تظهر عليه حتى الآن أي مظاهر للاحتجاج على ملف محاسبة المتورطين الذي ما زال معلقا.
ونقل راديو “دبنقا” عن رئيس هيئة التضامن مع المعتقلين وأسر ضحايا احتجاجات سبتمبر صديق يوسف، أن رجال الأمن حذروا أقارب قتلى المظاهرات من المشاركة في مراسم الاحتفال، التي ستنظمها الهيئة خلال أيام في الخرطوم.
وقال صديق يوسف “تلقينا شكاوى من عدد من الأسر الذين قالوا إنهم تعرضوا للتهديد من قبل ضباط الأمن الذين أبلغوهم أن الاحتفال عمل سياسي تنظمه أحزاب المعارضة”.