حركة مناوي: الحوار الوطني “تكتيكي” ولا يفضي لوضع إنتقالي
الخرطوم 16 سبتمبر 2014- وجهت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي انتقادات حادة لمسار الحوار الوطني الذي دعت إليه رئاسة الجمهورية السودانية في يناير الماضي وعدته احد تكتيكات المؤتمر الوطني الحاكم الرامية لاقناع المجتمع الدولي والاقليمي بامكانية احداث تأثير ايجابي على الوضع السياسي المأزوم وشددت على غياب الهدف الاستراتيجي من الحوار المتمثل في الوصول الى وضع انتقالي.
وكان الرئيس عمر البشير طرح مبادرة الحوار الوطني في السابع والعشرين من يناير الماضي، لكن العملية واجهت انتكاسة عقب انسحاب حزب الأمة القومي وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة ابتداءا.
وقالت الحركة على لسان امين الاعلام عبدالله مرسال إن الحكومة السودانية اطلقت دعوة الحوار لمنع أي انتفاضة بسبب سوء الاوضاع وصولاً الي الانتخابات في 2015 دون عوائق.
واعتبر مرسال في بيان تلقته “سودان تربيون” الثلاثاء، الدعوة الي الحوار واحدة من محاولات تجميع الاسلاميين في قبلة واحدة في ظل الرفض الدولي والداخلي للانظمة المتأسلمة وتجاربهم.
وامتنعت قوى اليسار الرئيسية والحركات السياسية المعروفة بالقوى الحديثة عن الانضمام لدعوة الحوار التى اطلقتها الحكومة السودانية، بينما ايدتها قوى محسوبة على التيار الاسلامي على رأسها المؤتمر الشعبى بزعامة حسن الترابي ومنبر السلام العادل الذي يرأسه خال الرئيس عمر البشير، الطيب مصطفى وحركة “الإصلاح الآن” بقيادة غازي صلاح الدين.
وقال المتحدث باسم حركة مناوي إن الأهداف المطروحة للحوار الحالي ليس من بينها الهدف الاستراتيجي المرجو من حوار حقيقي “يفضي الي وضع انتقالي يقود البلاد الي بر الامان”.
واضاف “لذلك فهو حوار ولد ميتاً في ظل كبت الحريات والاعتقالات والمداهمات والانتهاكات الفظيعة في مناطق الحرب فضلاً علي أن اطراف الحوار المزعوم في الواقع اما احزاب طائفية مهادنة للنظام وتعيش في جلبابه واما احزاب ديكورية متوالية وصنيعة النظام واما احزاب اسلامية خرجت من جلباب ابيها وتريد العودة عبر هذا الحوار”.
وقال إن الشعب السوداني بقواه الحية غير ممثل في هذا الحوار، ما جعل منه تكتيكاً يمارسه النظام من اجل كسب الوقت لا استراتيجية تفضي الى انهاء دولة الحزب الواحد لمصلحة الدولة السودانية.
واكد مرسال التزام حركتهم بالوثائق والاتفاقيات التي وقعتها الجبهة الثورية السودانية، اعلان باريس واتفاق اديس ابابا وكذلك التفاهمات السابقة مع قوي الاجماع الوطني والقوي السياسية الاخرى حيث تهدف جميعها الي توحيد القوى السياسية وقوى التغير في مواجهة نظام الانقاذ لاحداث التغيير المنشود، امّا طواعيةً أو اسقاطه بكافة الوسائل.
وتوصلت الوساطة الأفريقية بأديس أبابا، في الخامس من سبتمبر الجاري، إلى اتفاق مبادئ حول الحوار السوداني مع مجموعة إعلان باريس “الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي” وموفدي آلية “7+7” التي تمثل قوى المعارضة والحكومة في مبادرة الحوار الوطني.
وحيا بيان الحركة ما اسماه صمود نائب رئيس حزب الأمة مريم الصاق المهدي لخروجها من المعتقل الذي دخلته فور وصولها من باريس بعد أن شاركت في مباحثات بين حزبها والجبهة الثورية والذي خلص الى توقيع “اعلان باريس”.
كما أثنى البيان على صمود زعيم حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ الذي أعطى ـ طبقا للبيان ـ “مثالاً يحتذى لمعنى النضال والثبات ومقاومة قوى الشر والظلام”، برفضه الخنوع ومقاومة كافة أشكال الترهيب والترغيب إلى أن اضطرت السلطات السودانية لاطلاق سراحه.