امبيكي يؤكد جدية الحكومة السودانية ومعارضيها تجاه الحوار الشامل
اديس ابابا 13 سبتمبر 2014- قال رئيس الآلية الأفريقية الخاصة بالسودان وجنوب السودان، ثابو امبيكي إنه لمس جدية تجاه الحوار الشامل بين كافة الأحزاب السياسية (الحكومة والمعارضة) في السودان وعبر عن ارتياحه لإحراز تقدم والاتفاق على آلية الحوار الذي تطور إلى تفاهمات بين الحكومة والمعارضة في الداخل في ما عرف بلجنة (7+7) .
وأشار امبيكي في تقريره الذي قدمه أمام جلسة لمجلس السلم والأمن الأفريقي المخصصة للسودان، مساء الجمعة إلى جهود الآلية الأفريقية لدعم الحوار الوطني بين الحكومة والمعارضة في الخارج التي تمثلها الجبهة الثورية، وأشاد بالاتفاق الذي توصل إليه الجانبين الحكومة والمعارضة في أديس أبابا الأسبوع الماضي.
وكانت آلية الحوار (7+7) ومتمردي الجبهة الثورية (تحالف يضم الحركة الشعبية وثلاث حركات تقاتل الحكومة بدارفور)، وقعوا، الجمعة قبل الماضية، “إعلان مبادئ » في أديس أبابا، برعاية الوساطة الأفريقية، يتيح لها إجراء مشاورات مع حكومة البشير حول جملة من القضايا التي تخص السودان.
وقال الوسيط إنه أجرى لقاءات في الخرطوم خلال اليومين الماضيين حول المؤتمر الجامع الذي سيعقد لحل قضايا السودان، لم يحدد موعداً له أو المواضيع التي على جدول أعماله.
ولفت إلى اتفاق عام بين الحكومة والمعارضة بضرورة حل كافة قضايا البلاد بالحوار الشامل الذي يحدد ملامح السودان الجديد الذي سينهي كافة الأزمات والمشاكل التي يعاني منه السودان.
وأشاد امبيكي بمبادرة الرئيس السوداني عمر البشير التي أصبحت “ركيزة للحوار الذي يشهده السودان اليوم”، كذلك اشاد بمواقف كافة القوى السياسية وموقف الحكومة التي بادرت بإطلاق سراح السياسيين وعلى رأسهم مريم الصادق المهدي ابنة ونائبة رئيس حزب الأمة القومي أكبر أحزاب المعارضة بالسودان الصادق المهدي التي أفرجت عنها السلطات السودانية الأسبوع الماضي.
ورأى أن “إطلاق سراح السياسيين سيساعد على تهيئة المناخ لمواصلة الحوار”.
وسيتوجه الوسيط الافريقي الى نيويورك الاربعاء المقبل لابلاغ الامم المتحدة بالتطورات في الملف السوداني
واستمع مجلس السلم الافريقي إلى كلمات لممثلي المنظمات الدولية والشركاء الدوليين المعنيين بقضايا السودان.
ورحب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى كل من السودان وجنوب السودان؛هيلي منغريوس؛ خلال كلمة ألقاها بإحراز تقدم في الحوار السوداني-السوداني، معرباً عن تأييد الأمم المتحدة للحوار الجاري في السودان.
كما عبّر منغريوس عن ارتياحه للتفاهمات بين الحكومة والمعارضة، وقال إن الأمم المتحدة تعمل بالتنسيق مع الاتحاد الأفريقي لحل مشاكل السودان.
و ألقى السفير السوداني لدى إثيوبيا عبد الرحمن سر الختم كلمة نيابة عن الرئيس السوداني في المؤتمر، تضمنت نهج السودان الجديد باتباعه الحوار كخيار اسستراتيجي لحل المشاكل في البلاد.
وأشارت الكلمة إلى تمسك الحكومة السودانية بالحوار الوطني الشامل لحل قضايا السودان، وأشادت بالجهود التي يبذلها رئيس الآلية الأفريقية ومبعوث الأمم المتحدة والمبعوثين الدوليين لحل قضايا السودان.
وتعهد الرئيس السوداني حسبما نقل عنه سر الختم بأن الانتخابات العامة المقررة عام 2015، ستكون حرة ونزيهة ومتاحة للمراقبة من قبل الاتحاد الأفريقي والمنظمات الدولية والإقليمية.
كما نقل السفير تعهدات الرئيس السوداني بمنح المزيد من الحريات لإنجاح الحوار الوطني الشامل في السودان.
العلاقة بين الخرطوم وجوبا
وحول العلاقات بين السودان ودولة الجنوب قال امبيكي ان العاصمتين أوفتا بالتزاماتهما لتنفيذ الاتفاقات التي توصلتا إليها في أديس ابابا باستثناء القضايا العالقة بين البلدين والمتمثلة في منطقة أبيي؛ وترسيم الحدود.
وبرر عدم إحراز البلدين تقدما حول القضايا العالقة بما فيها أبيي والحدود بانشغال جنوب السودان بالأزمة الداخلية التي يشهدها منذ ديسمبر الماضي.
وتشهد جنوب السودان منذ ذلك الوقت، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لنائب الرئيس السابق ريك مشار، الذي يتهمه الرئيس سلفاكير ميراديت، بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار.
ووقع طرفا الأزمة في جنوب السودان اتفاقًا خلال الجولة الأولى من مفاوضات للسلام بينهما بوساطة أفريقية، في 23 يناير الماضي، يقضي بوقف العدائيات بين الجانبين وإطلاق سراح المعتقلين من قادة المعارضة، وتبادل الطرفان اتهامات بانتهاكه، وعقدت عدد من الجولات الأخرى لتحقيق هذا الاتفاق.
وكان من المفترض أن يجرى استفتاء بمنطقة أبيي الحدودية بالتزامن مع استفتاء انفصال الجنوب عن الشمال في يناير 2011، إلا أن الاختلاف حول أهلية الناخبين، عطل الخطوة.
فبينما تتمسك الخرطوم بمشاركة قبائل المسيرية (ذات الأصول العربية)، البالغ عددهم حوالي 450 ألف شخص، في الاستفتاء، يطالب الجنوب بأن يقتصر التصويت على قبائل “دينكا نقوك” (ذات الأصول الأفريقية) المتحالفة معه، ويقدر عدد أفرادها بحوالي 200 ألف مواطن.