طوبى للغريب في جوف الشتاء
إلى قرنق مبيور أتيم: زعيمنا وقائدنا وأخانا الكبير مع التحية و الأشواق في الذكرى التاسعة لرحيلك الموجع.
بقلم ياسر عرمان
وحيد
في جوف الشتاء
لا أحبة و لا رفاق
طوبى لك
من صخب الحياة
الحنين إلى الأمس
من ضيق أحذية القبائل
عند قوس النصر
الشهداء في مهب الريح
تتساقط الأشجار
تتدلى أجساد الموتى
تطلب منك القبائل أن تعود
لتعطي الشتاء دفء المكان
أفق الزمان المديد
صباح النهوض
من أشلاء الضحايا
وردة و ابتسامة
تصحو القبائل
من غفوة قد تطول قليلا
تتدثر للشتاء بالجليد
ذئاب البرية تعوي
الأكواخ أوصدت أبوابها
الريح تعزف مقطوعة القتلى
و الفجر فكرة
و وحدك على كل المدارات
على امتدادات الطريق
تبني ما تحطم للقبائل من جدار
وحدك قادر على وقف الحريق
أنت عبادي البروق
الأوهام غابة صفراء
تستطيل حواجز بين القبائل و الدول
وحدك زاهيا ذاهبا
في لجة البحر العريض و هامات السحاب
باسق كالنهر عند البركل
الآخرين قصار الظلال جميعهم
أنت فارع كالنهار
مبصر من عين “أبادماك”
سنابل من تحايانا لك وحدك
ترفع الغابات أكفها لك
لتعود من غضب الشتاء
و العود أحمد
المدن الفقيرة تشتهيك
النسوة الجالسات على الرصيف
يطرزن لك الحروف
على ضوء السراج
و الخيول في انتظارك مسرجات
يا فارس الزمن الجميل
أنت في قلب الزحام
ظلال من غمام
أُنس بين فجوات الحطام
نقرئك السلام
نستطعم خبزك في ليالي الشتاء
ندخرك مناجما للحلم
نحبك بذرة و فكرة و ذكرى
قمر و مودة
للشمال و للجنوب و للشعوب
هذا العام عام للشتاء
عام حبك و الجنوب
نحن أسرى حبك و الجنوب
أنت قبس من النور
للمسافات الطويلة
بوتقة للقبيلة
يعرفونك بثمارك
شمس و رمال و دفء و طبول
في امسيات شتاء الجنوب الطوال
لا زلنا نحب الجنوب
لا زلنا نحبك و الجنوب
نظل نحب الجنوب
نظل نحبك و الجنوب
يوليو 2014م