Friday , 29 March - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

تظاهرة للصحافيين السودانيين بالخرطوم ضد الاعتداء على صاحب “التيار”

الخرطوم 20 يوليو 2014 ـ تظاهر مئات الصحفيين السودانيين في الخرطوم، الأحد، احتجاجا على اعتداء نفذه مسلحون مجهولون على رئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني، إثر اقتحامهم لمقر الصحيفة الكائن وسط العاصمة السودانية مساء السبت.

محتجون من الصحافيين أمام صحيفة (التيار) وسط الخرطوم ـ إرشيف
محتجون من الصحافيين أمام صحيفة (التيار) وسط الخرطوم ـ إرشيف
وتجمع نحو 500 صحفي في مقر الصحيفة ظهر الأحد، وتوجهوا سيرا على الأقدام إلى المجلس القومي للصحافة والمطبوعات وهم يحملون لافتات تطالب بحرية التعبير وكتب عليها عبارات مثل “صحافة حرة أو لا صحافة” و”لا لتكميم الأفواه”.

وسلم المحتجون المجلس مذكرة، تطالبه بالتدخل والقيام بواجبه في حماية الصحفيين.

وأعادت واقعة الاعتداء على “التيار” ورئيس تحريرها إلى الاذهان، حادثة اغتيال الصحفي محمد طه محمد أحمد رئيس تحرير صحيفة “الوفاق” الذي اختطفته مجموعة مجهولة من منزله في سبتمبر 2006، واصطحبوه في سيارة مظللة بلا لوحات، وعثر على جثمانه جنوبي الخرطوم، وقد تم نحره وفصل الرأس عن الجسد.

ووصف رئيس المجلس القومي للصحافة علي شمو الاعتداء على ميرغني بـ”الغاشم والوحشي والغريب”، وشدد على أن الرأي الحر لا يقاوم بالضرب والتهديد.

وقطع شمو مخاطبا الصحفيين الذين احتشدوا امام المجلس بوقوف الجميع صفا واحدا في مواجهة هذا النوع من “الإرهاب” ودعا أجهزة الأمن والشرطة للاسراع في توقيف الجناة، وتقديمهم للعدالة حتى ينالوا القصاص الذي يستحقونه.

واضاف “إذا كان لميرغني رأياً لا يعجب الآخرين فعلى الآخرين أن يحاوروه أو يردوا عليه اما أن يستخدموا القوة بهذا الإسلوب فنحن نستنكره جدا ولا أعتقد أن الرجل الشجاع يجنح إلى مثل هذا النوع من الممارسات”.

وأكد شمو ان مجلسه يساند حرية الرأي و التعبير، وزاد “الصحافة إن لم تكن حرة فهي ليست صحافة”.

ووصف نقيب الصحفيين السودانيين محي الدين تيتاوي الاعتداء على عثمان ميرغني بأنه عمل جبان ومتخلف ويستحق الاستنكار، وقال “نرفض مقابلة الرأى بالعنف”.

من جانبها أدانت حركة “الإصلاح الآن” بزعامة غازي صلاح الدين الاعتداء على “التيار” وصاحبها عثمان ميرغني.

وقالت الحركة في بيان، الأحد، “أن ﺍﻟﻌﺪﻭﺍﻥ ﺍﻵﺛﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻪ ﻣﻴﺮﻏﻨﻲ وﻫﻮ ﺁﻣﻦ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻋﻤﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﺗﺠﺴﻴﺪ لواقع مؤلم وبائس يعيشه السودان حاليا”، وتابع البيان: “ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤة ﻭﺍأﻣﻢ ﺍﻟﺤﺮة ﺃﺿﺤﺖ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﻠﺬﻝ ﻭﺍﻹﺿﻄﻬﺎﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﺎﻗﺪﻱ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍلأﺧﻼﻕ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻱ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺷﺬﺍﺫ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ”.

وقالت الحركة المنشقة من المؤتمر الوطني الحاكم أخيرا، إن البلاد بلغت ﻣﺮﺣﻠﻪ ﺗﺘﺪﺍﻋى ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺮﻭﺓ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻦ الدولة ﻛﺴﻠطة مطلقة محايدة ﺗﺠﺎﻩ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻬﺎ ﻭﺑﻌﺾ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻓﻖ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﺏ.

واعتبرت العدوان ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ لمصادرة ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ الربانية ﻓﻲ إﺑﺪﺍﺀ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺑﻜﻞ ﺣﺮية بلا ﺣﺬﺭ أو ﺧﻮﻑ وطالبت بإجراء ﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﺟﺮى ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﺒﺾ ﻋلى ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ وﺗﻘﺪﻳﻤﻬﻢ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛمة ﻓﻲ أﻗﺮﺏ ﻭﻗﺖ ﻣﻤﻜﻦ “حتى ﻻ ﺗﻨﺠﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ إلى ﻣﺎ ﻻ ﻳﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ”.

واقتحم مسلحون ملثمون مقر صحيفة “التيار” قبيل افطار الرمضان بدقائق وأوسعوا رئيس التحرير ضربا قبل أن يبلغوه بأن موقفه من غزة “مخزي”، ونقل ميرغني على إثر ذلك للمستشفى.

وكان ميرغني دخل في مساجلات بشأن التطبيع مع إسرائيل عبر برنامج تلفزيوني وعلى زاويته المشهورة “حديث المدينة” في صحيفة “التيار”.

ورد ميرغنى على منتقديه بأن الحلقة التلفزيونية جرى تسجيلها قبل نحو ثلاث أسابيع لكنها بثت في توقيت وصفه بالغريب بالتزامن مع الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة، مبديا قناعته الشديدة بما طرحه.

يذكر أن صاحب عمود “حديث المدينة” كان قد كتب على زاويته في نفس يوم الاعتداء عليه عمودا انتقد فيه منهج أحد أئمة المساجد في الخرطوم الذي عاب على الناس طلب الرحمة لعازف الكمان المشهور محمد عبد الله “محمدية” الذي توفي الأسبوع الماضي”.

وتشير “سودان تربيون” إلى أن الفحوصات الطبية وصور الاشعة التي أجرت لميرغني أكدت عدم وجود إصابة بالغة أو خطيرة، باستثناء بعض الكدمات في الرأس والعين اليمنى. وأمر الأطباء ببقائه بالمستشفى لمزيد من الاطمئنان.

Leave a Reply

Your email address will not be published.