Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الحمر والمعاليا بالخرطوم يقرون اتفاقا لوقف معارك القبيلتين بغرب السودان

الخرطوم 11 يوليو 2014 ـ مهرت الكيانات القبلية للحمر والمعاليا في الخرطوم، مساء الخميس، اتفاقا لوقف المواجهات الدامية بين أبناء القبيلتين والدائرة في ولايتي شرق دارفور وغرب كردفان منذ عامين، وأمن الطرفان على دعم الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر الصلح في 18 يوليو الحالي.

تخلف النزاعات القبلية المتكررة في دارفور خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات
تخلف النزاعات القبلية المتكررة في دارفور خسائر كبيرة في الارواح والممتلكات
وتدور مواجهات متقطعة بين قبيلة الحمر التي تقطن غرب كردفان وقبيلة المعاليا القاطنة بشرق دارفور، وتعود بداية الصراع إلى نزاع حدودي بين الولايتين والقبيلتين على حقل “زرقة أبو حديدة” النفطي.

وأقر والي غرب كردفان اللواء أحمد خميس في 2013 بأن النزاعات بين قبيلتي الحمر والمعاليا وقعت بسبب ظهور البترول في المنطقة.

ووقع الاتفاف الذي عقد بدار الحمر في مدينة أمدرمان، رئيس اتحاد منطقة دار حمر عبد الرحيم أحمد سالم ورئيس مجلس شورى المعاليا الشيخ مردس جمعة عبد الله.

وقالت وثيقة الاتفاق التي تلقت “سودان تربيون” نسخة منها، إن الاتفاق يأتي “سعيا لرأب الصدع بين القبيلتين حول النزاع الذي وقع بينهما خلال الفترة الماضية وما نتج عنه من خسائر مادية وبشرية، واستلهاما لروح التعايش والتسامح والتسامي فوق الكبائر والصغائر وسدا لكل أبواب الذرائع”.

ووجهت السلطات بولايتي غرب كردفان وشرق دارفور، أول الشهر الجاري، بنشر قوات مشتركة عازلة بين قبيلتي الحمر والمعاليا عقب تجدد قتال استخدمت فيه الأسلحة الثقيلة وأدى إلى مصرع وجرح 75 من الطرفين بسبب سرقات للماشية.

وأمن اتحاد منطقة دار حمر ومجلس شورى قبيلة المعاليا، على أن ما بين القبيلتين من تاريخ مشترك ووشائح قربى ومصاهرات يستوجب من الجميع الحفاظ على كل ذلك.

وحث الاتفاق كل الجهات في الدولة والإدارة الأهلية للقبيلتين على تحمل مسؤولياتهم الكاملة لانجاح مؤتمر الصلح المقرر يوم الجمعة المقبل بمدينة الفولة، مؤكدين دعمهم اللا محدود للمؤتمر حقنا للدماء ولعودة العلاقات الاجتماعية بين الجانبين لسابق عهدها.

وطالب الطرفان كل أفراد القبيلتين ممثلين في الإدارة الأهلية بضبط النفس وكبح جماح المتفلتين وسد جميع إبواب الذرائع المفضية الى النزاع .

وأكدت الأمم المتحدة أن 38 شخصاً قتلوا نتيجة لاشتباكات بين المجموعتين بسبب خلاف حول حق الرعي في ديسمبر الماضي في غرب كردفان.

وفي مايو الماضي قتل 28 شخصاً في معارك بين الحمر والمعاليا في شرق دارفور وغرب كردفان وفق أحد الزعماء القبليين حينذاك.

المعاليا والرزيقات.. الصراع القديم

إلى ذلك دفعت الحكومة بتعزيزات أمنية لولاية شرق دارفور لحراسة الشريط الحدودي بين قبيلتي المعاليا والرزيقات منعاً لحدوث أي إنفلاتات جديدة.

وأخفقت قبيلتا المعاليا والرزيقات في يونيو الماضي، في عقد اولى جلسات للصلح كانت مقررة بعاصمة ولاية غرب كردفان الفولة بحضور نائب الرئيس السوداني حسبو محمد عبد الرحمن الذي غادر مقر المؤتمر.

ويعتبر النزاع بين القبيلتين الأقدم في النزاعات القبلية والأكثر تجددا من حين لآخر كما يعتبر الأعنف في كل مرة.

وتعود أول مواجهة وقعت بين الرزيقات والمعاليا الى مطلع الستينيات وآخرها كان في اغسطس الماضي وقتل على اثره اكثر من ثلاثمائة رجل وجرح ما يقارب ذلك خلال يومين فقط من القتال.

وتتنازع القبيلتان حول ملكية وتبعية أراضٍ حيث يدعي الرزيقات أحقيتهم التاريخية على الأرض التي يقطنها ويستخدمها المعاليا وفق نظام الحواكير القبلية المتبع في غرب السودان، بينما يستند المعاليا على حقهم الوطني.

وأكد معتمد محلية أبوكارنكا عثمان قسم أن الأوضاع هادئة وعادت لطبيعتها بعد فض التجمعات بواسطة جهد مشترك بين لجان الأمن والإدارات الأهلية.

وكشف المعتمد بحسب المركز السوداني للخدمات الصحفية، عن إنشاء قوة مشتركة بمنطقة ود الفضيل بمحلية عسلاية وأخرى لتمشيط الشريط الحدودي بين عسلاية ومحلية أبوكارنكا لحسم المتفلتين الذين نشطوا خلال تجدد الصراع بين القبيلتين.

وطالب القبيلتين بضبط النفس والتمسك باتفاق وقف العدائيات الموقع بينهم وعدم الانسياق وراء المتفلتين الذين يسعون لجر القبائل لدائرة الاحتراب، مناشداً الإدارات الأهلية بتفعيل دورها في وقف الصراعات وحقن الدماء.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *