Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

القبة: الموت في الركاب

بقلم مجدي الجزولي

قرأت كلمة حية بقلم موسى أنوك ينعي فيها علي عبد الله كاربينو زعيم حركة تحرير السودان للعدالة الذي قضى في معارك على باب رمضان وقعت بين قواته ومسلحين من الرحل بمنطقة القبة شمال شرق كتم بشمال دارفور. رثى موسى بطله كاربينو بألم ظاهر فهو عنده شهيد في سبيل الثورة، عرفه كما قال في ساحات الوغى مغوارا لا يهاب فجعل لموته صورا من البسالة واحتسب روحه عند الخالق الجبار تفوح برائحة المسك والأقحوان. عدد موسى من سبقوا عليا في ذات الطريق الصعب: عبد الله أبكر وخليل إبراهيم وجمالي وحسن منديلا وجدو صقور وأبورنات ونور الدين الياس وأبو زمزم ومحمد أبو دقين وعمك انتحاري ونصر الدين، زمالتهم السلاح المقاتل. كما كاربينو ومن معه قضى في معركة القبة عشرة من الرحل لا نعرف أسماءهم سوى أن الجميع طاحوا في أم كواكية دارفور المزمنة، جثث متراكمة على طاولة السياسة الفاسدة. قال عثمان يوسف كبر، والي شمال دارفور، أن عددا كبيرا من قوات كاربينو قتلوا في “أرض المعركة” ووقع غيرهم في الأسر، ولم يذكر إن كان ستر الموتى بدفنهم وهو ولي الأمر الصائم. نقلت الخبر جريدة آخر لحظة بغير ترحم وقالت تحصلت على صور لقتلى “الحركات المتمردة” لكن قررت الامتناع عن نشرها لبشاعتها.

سلك كاربينو طريقا معقدا في سبيل “الثورة”، إنشق عن حركة تحرير السودان لصاحبيها مني مناوي وعبد الواحد محمد نور في ملابسات مفاوضات أبوجا عام 2006، ثم شكل “جبهة الخلاص” بعد أن وقع مني اتفاقية مع الحكومة. مرت سنين أخرى على كاربينو في القتال ثم انضم إلى حركة التحرير والعدالة بقيادة التجاني السيسي خلال مفاوضات الدوحة. وقع السيسي اتفاقه مع الحكومة في يوليو 2011 لكن لم يرق الأمر لكاربينو الذي عد سلام السيسي خيانة لقضية دارفور فانشق بفصيل جديد، حركة وجيش تحرير السودان للعدالة، ترأسه الطاهر حجر لكن كانت قيادته الفعلية لكاربينو حتى اشتهر بإسمه. بحسب الأخبار، استولت قوات كاربينو تشاركها قوات مناوي على إبل لعرب رحل ناحية كتم فتصدى لهم مسلحون تدعمهم قوات من حرس الحدود ودارت المعركة التي قضى فيها كاربينو وغيره في جمعة الرحمة التي سبقت رمضان. لا بشارة في موت كاربينو ولا في موت من بادلوا قواته الرصاص، قتال بين مستضعفين على مسرح جريمة سياسية، الكل فيها ضحايا سيان من انتشى بالنصر أو من عب من كأس الهزيمة. أما “الثورة” التي تأتي ولا تأتي يا موسى فساعة اختراع الزمالة بين الذين فرقتهم خطوط القتال، عدوهم واحد ومصيرهم السلمي واحد أتى معاد ضرورته.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *