قوى الحوار ترتب لاجتماع طارئ لتقييم تصريحات البشير
الخرطوم 28 يونيو 2014– أبدت قوى المعارضة السودانية التي وافقت على الحوار مع الحكومة، استياءها من تصريحات الرئيس عمر البشير الأخيرة ووصفتها بالمحبطة وأعلنت عزمها عقد اجتماع طارئ لتحديد موقف حاسم من الاستمرار في الحوار أو مقاطعته.
وقال مصدر موثوق لـ”سودان تربيون” السبت إن سكرتارية احزاب الحوار تبحث فى تحديد موعد لاجتماع طارئ لاخضاع تصريحات البشير الاخيرة للتقييم تمهيدا لاتخاذ موقف نهائي تجاه الاستمرار في العملية أو مقاطعتها، منوها إلى أن ما قاله البشير كان مثيرا للاستغراب وأصاب القوى التي وافقت على الحوار بالاحباط.
ولم يستبعد المصدر أن تتخلف قوى مشاركة عن قرار الأحزاب وقال “بعد اتخاذ موقف جديد ربما تختار بعض القوى الاستمرار وهذا شأنها”.
وكان الرئيس عمر البشير قال في خطاب أمام شورى الحزب الحاكم ليل الخميس إن إصرار الحكومة على الحوار الوطني لا ينبع من حالة ضعف أو هوان، وأضاف “الحوار ليس مخرجا للوطني ولكنه مخرج للقوى السياسية الأخرى حتى لا يكون العمل السياسي حكرا على حزب واحد”.
كما شدد على عدم وجود أي اتجاه لتأجيل الانتخابات وأظهر عدم رضاه من تصريحات نافذين في الحكومة أعلنوا في وقت سابق امكانية تاجيل العملية الانتخابية حال التوافق على الخطوة في الحوار الوطني.
وطلبت قوى الحوار الوطني اجتماعا مع الرئيس عمر البشير قبل أكثر من أسبوعين دون أن تتلقى ردا على طلبها، وقال مساعد الرئيس إبراهيم غندور في تصريحات الأسبوع الماضي إن الرئيس سيدعو إلى اجتماع وشيك مع الأحزاب التي وافقت على الحوار مع الحكومة قبل أن يعود ويصف بعضها بالتردد.
وابدى كل من حركة “الإصلاح الآن” بزعامة غازي صلاح الدين وحزب الأمة القومي زهدا في مواصلة الحوار بعد اعتقال السلطات السودانية للصادق المهدي والعودة الى مصادرة الحريات الصحفية.
في المقابل قال حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي إنه متمسك بالاستمرار في الحوار دون الالتفات للمعيقات التي يتخوف منها الآخرين.
وقال المصدر إن قوى الحوار كانت اقرت في اجتماعها الاربعاء الماضي تشكيل جبهة عريضة تضم الأحزاب وشخصيات قومية بينها الطيب زيت العابدين للنظر في المشكلة السودانية الى تجاوزت حسب قوله الاشخاص والأحزاب وباتت مهددا للبلد بكاملها.
ووصف المهدي فى تصريحات ليل الخميس ما اثاره نافذين وربطهم الحوار بالانتخابات، بأنه “عبث” وخيّر الحكومة بين حوار يرتضيه كل السودانيين وخالٍ من العيوب، أو الحديث عن الانتفاضة فقط، وتابع “لن نمشطها بقملتها.. إما حوار يكون فيه (الكوافير) طلع القمل كله، وسرّح الشعر، وخلاه معافى، أو الانتفاضة هي الطريق الآخر”.
من جهته قال مساعد الرئيس إبراهيم غندور إن بعض القوى السياسية فهمت رسالة الوطني بالدعوة للحوار خطأ، وإن الحزب الحاكم يحاول التخلص من حبل إلتف على عنقه ويتقوى بالآخرين.
ولفت الى ان الذي يدعو لجمع الصف ووحدة الكلمة لا يكون ضعيفا على الدوام، بل في موقع القوي.
وطالب غندور خلال مخاطبته مؤتمر الحزب بمحلية الخرطوم الجمعة، القوى السياسية للابتعاد عن “التاكتيك” في التعامل مع دعوة الرئيس للحوار الوطني، وأوضح أن دعوة حزبه “جاءت في وقت أعداؤنا أضعف مما كانوا وحتى حاملي السلاح في أضعف حالاتهم”.