المهدي: الحوار بالسودان حتمي ولا انقلاب بمصر
الخرطوم 26 يونيو 2014 – قال زعيم حزب الأمة القومي السوداني الصادق المهدي إن فكرة الحوار حتمية وإستراتيجية، لكن شدد على حتمية اقرار الحل الشامل ، وكشف عن ضغوط على نجله للاستقالة من منصبه برئاسة الجمهورية ، وقال إن ما حصل في مصر لا تنطبق عليه عبارة الانقلاب العسكري.
وأكد المهدى في برنامج “بلا حدود” على فضائية الجزيرة ليل الاربعاء ، أن الرئيس السوداني عمر البشير تبنى في يناير الماضى فكرة الحوار فيما سمي بالوثبة، مشيرا إلى أنه استطاع مع آخرين إقناع الكثيرين حتى أصبح الموضوع يسيطر على الرأي العام السوداني، وكانت المبادرة مقبولة لدى كثيرين.
وأشار المهدي الذي أطلق مؤخرا بعد اعتقاله لنحو شهر- إلى ضرورة الربط بين الوفاق الوطني والسلام في كل المناطق المتوترة ضمن مخرجات الحوار، وأن يكون هناك حرص على إقامة نظام جديد يخلو من العنف وأي تدخل خارجي يجعل السيادة الوطنية عرضة للخطر.
وقال أن البلاغ الأول ضده كان على كلام قاله، وكان بلاغا عاديا خرج بعده بالضمان الشخصي، لكن الكيد أدى إلى إلحاق مادتين في القانون الجنائي “تتعلقان بأنني أعمل على تقويض نظام الحكم بالقوة، وهو أمر بعيد جدا عما أصرح به وأقوله”.
وأشار إلى أن التهم ضده كانت كيدية، والسلطات تعرف أنها غير معتمدة على أي حيثيات، وقد حفظت هذه البلاغات، وأكد ان نجله عبد الرحمن الذى يتولى منصب مساعد الرئيس البشير ياعرض لضغوط من الحزب والاسرة للاستقالة من منصبه .
الانقلاب في مصر
وبشأن الأوضاع في مصر والعالم العربي، قال المهدي إن ما حدث في مصر سنة 2013 ليس كما حصل في السودان عام 1989، ولا يمكن أن تنطبق عليه عبارة انقلاب عسكري.
وأشار إلى أن ما حصل في مصر في يونيو 2013 أشبه بما حدث في 25 يناير، وهو عمل شعبي اكتمل بعمل عسكري، مشيرا إلى أنه يبقى مع الديمقراطية والحريات والحريات الصحفية.
وأضاف “حاولنا مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر لتجنب الاستقطاب وما سماه “سيناريو السودان وقبول التعددية، لكنهم لم يستجيبوا”.
وأشار إلى أنه سيطرح في زيارته المقبلة لمصر مبادرات لإنهاء الأزمة، قائلا “لدينا علاقات مع الأطراف كلها في مصر، ونتجه للنصح بدلا من إضاعة الوقت في التشهير”.
وأكد زعيم حزب الأمة القومي رئيس الوزراء الأسبق أن الواجب يفرض الآن بدلا من تضييع الوقت في الإدانات ضرورة البحث عن المصالحات.
كما أشار إلى أن المنطقة ككل تتعرض لمواجهات ستودي بها وستمزقها، وأن هناك مشروع تقسيم لكل الدول العربية وأنه لا بد من الحوار.
وقال المهدي إن فكرة الحوار كانت مطروحة سابقا من خلال مؤتمر عقد في 2008 (مؤتمر البحر الميت وتمت الإشارة فيه إلى أن العالم العربي يواجه احتقانا، وما لم يحدث حوار سيحدث انفجار، وتمت فيه الإشارة إلى ضرورة الاستفادة من تجربة جنوب أفريقيا بالحوار وتغيير الأوضاع.