“الوطني” يبرر إيقاف “الصيحة” وينفي تدبيج توصيات مسبقة لمؤتمر الإعلام
الخرطوم 7 يونيو 2014 ـ دافع المؤتمر الوطني الحاكم في السودان عن ايقاف جهاز الأمن والمخابرات لصحيفة “الصيحة” الحديثة الصدور والمملوكة لخال الرئيس عمر البشير الطيب مصطفى، قائلا إن القرار اعتمد على قانون، ونفى تدبيج الحكومة توصيات مسبقة للمؤتمر الإعلامي الثاني.
ورفض وزير الدولة بوزارة الإعلام والمتحدث باسم المؤتمر الوطني ياسر يوسف، اتهامات بردة الحزب الحاكم عن الحريات بعد أن اتاحها مرسوم جمهوري للرئيس في إطار مبادرته للحوار الوطني التي اطلقها في يناير الماضي.
وقال يوسف في مؤتمر صحفي بالخرطوم يوم السبت إن إغلاق صحيفة “الصيحة” ليست ردة على الحريات”، وزاد “لدينا 21 صحيفة سياسية إذا توقفت صحيفة واحدة هل هذا يعني اننا إرتددنا عن الحريات؟”.
ورفع صحفيون اثناء المؤتمر الصحفى لافتات تندد باغلاق الصيحة وتطالب بارجاعها
وأغلق مدير جهاز الأمن الفريق محمد عطا الصحيفة، قبل نحو 3 أسابيع لنشرها وثائق تمس شخصيات مرموقة في البلاد.
ونبشت (الصيحة) ملفات متصلة بفساد نافذين بالدولة أثارت ردود افعال واسعة، لكن أقواها على الإطلاق، الخبر الخاص بامتلاك وكيل وزارة العدل، عصام الدين عبد القادر قطع أراضٍ في أحياء راقية بالخرطوم، قالت الصحيفة إنه حصل عليها إبان عمله مديرا لمصلحة الأراضي.
وأكد الوزير أن الحكومة لم تتراجع عن الحريات، موضحا أنه لا توجد حريات بلا سقوفات وأن القوانين جاءت لتنظيم الحريات، وقطع بأن إيقاف صحيفة “الصيحة” استند على قانون وأفاد أن الحريات قضية أساسية ومبدئية وليست قابلة للتكتيكات السياسية.
تنبيه الصحافيين
وذكّر وزير الدولة بالإعلام، الصحف والصحافيين بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان حتى يحترموا حرية الغير وسمعته، بجانب مراعاة الأمن القومي وحماية الصحة العامة وأخلاقيات المجتمع، وتابع “القانون فوق الجميع وسلطته لتعزيز الحريات وليس لسلبها”.
واحتج صحافيون الأحد الماضي أمام المجلس القومي للصحافة والمطبوعات بالخرطوم وسلموه مذكرة تندد بتعليق صدور صحيفة “الصيحة”، وتنتقد سلسة طويلة من استدعاءات نفذتها النيابة بحق صحافيين.
وكانت نيابة أمن الدولة نفذت الأسبوع المنصرم حملة تفتيش على مقر الصحيفة وقالت على لسان وكيلها ياسر أحمد محمد إنها عثرت على وثائق رسمية بعضها نشر والآخر لم ينشر.
وبشأن مؤتمر الإعلام الثاني الذي دعت إليه الحكومة، قال ياسر يوسف إن “الحكومة ليس لديها موقف مسبق ولا توصيات مسبقة للمؤتمر”.
وأعلنت الحكومة عن اكتمال الاستعدادات والترتيبات لبدء فعاليات المؤتمر القومي الثاني لقضايا الإعلام ابتداءً من يوم الإثنين القادم، برعاية الرئيس البشير وتحت شعار: “نحو إعلام حر ومسؤول ومتطور”.
وشدد وزير الدولة بالإعلام على أن الحكومة تعمل على إصلاح شامل في كافة المجالات، وأضاف أن المرسوم الذي أصدره رئيس الجمهورية والخاص باتاحة الحريات صدر رغم وجود قوانين منظمة لذلك، لكنه جاء لتأكيد الحريات الإعلامية بغية ضمان إجراء الانتخابات المقبلة في جو يكفل الحرية للجميع.
يشار إلى أن الرئيس البشير، وجه في خطاب سابق بعقد مؤتمر قومي للإعلام لمراجعة أداء الأجهزة الإعلامية، وتبني إستراتيجية إعلامية للدولة لقيادة الإعلام خلال المرحلة القادمة، ويشارك في المؤتمر عدد من المسؤولين والإعلاميين وخبراء الإعلام من داخل وخارج البلاد.