متمردو الجنوب يطلبون عون الخرطوم أسوة بدعم يوغندا لسلفاكير
الخرطوم 5 يونيو 2014 ـ اتهم المتمردون بجنوب السودان، مصر بتقديم دعم عسكري لحكومة جوبا، وابدوا استغرابهم من كف الخرطوم يدها عن دعمهم في ظل دعم يوغندا ـ عدو السودان التاريخي ـ للرئيس سلفاكير ميارديت. ووصل وفد مقدمة للمتمردين العاصمة السودانية لترتيب زيارة مرتقبة لقائدهم ريك مشار.
وتشهد دولة جنوب السودان الوليدة حربا أهلية منذ منتصف ديسمبر الماضي عقب اتهام الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت لنائبه المقال ريك مشار وعدد من قيادات الحركة الشعبية التاريخية بتدبير إنقلاب ضده.
وأكد المتحدث باسم المتمردين يوهانس موسى في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس في الخرطوم، سيطرتهم على ولاية الوحدة بالكامل بما فيها حقول النفط “حقلي سارجاث والوحدة”.
وتشير “سودان تربيون” إلى أن إنتاج حقل الوحدة من النفط يبلغ نحو 45 ألف برميل يومياً، وينتج حقل سارجاث 170 ألف برميل يومياً، وذلك قبل إيقاف جوبا الإنتاج بالحقلين قبل نحو عامين بسبب خلافات مع السودان حول رسوم عبور الخام.
وقال يوهانس إن بمقدروهم السيطرة على كافة مناطق البترول الجنوبي لولا توجيهات قائدهم مشار بسبب تخوفاته من إقدام الجيش الابيض الموجود بمناطق النفط في أعالي النيل على تدمير تلك الحقول التي تمثل عصب إنتاج النفط حاليا.
وتابع “هدفنا الرئيسي في حال فشلت الجولة الحالية من المفاوضات أن نسيطر على كافة مناطق البترول بالجنوب لإحداث تكافوء في المعركة”.
مصر تحت طائلة الاتهام
وكشف المتحدث باسم المتمردين عن تعطيل القاهرة لزيارة مشار الى مصر وأكد إمتلاكهم لمعلومات تشير إلى وجود اتصالات واتفاق أمني بين جوبا والقاهرة لتبادل الدعم العسكري.
وقال إن قادتهم في الميدان وضعوا ايديهم على أسلحة مصرية متطورة في ساحات المعارك، قبل أن يضيف “لكننا حتى الان لم نتأكد بشكل قاطع”.
وأبدى يوهانس تحفظات من موقف الخرطوم الرافض لدعم المتمردين، وزاد “كمبالا العدو التاريخي تدعم جوبا ومتى ما تغدت بنا ستتعشى بالخرطوم”.
ونفى وجود أي دعم من قبل الخرطوم لهم، قائلا “تدخل حكومة الخرطوم في الصراع الجنوبي كان من الممكن أن يقود لحسم المعركة لصالح الطرف الذي تدخلت من أجله بإعتبارها اللاعب الأقوى”.
واعتبر يوهانس استقبال الخرطوم لمشار أمرا طبيعيا باعتبارها احدى دول “ايقاد” التي تقوم بدور الوساطة، وأكد أن زيارة مشار قائمة ورجح ان تتم بعد لقاءئه سلفاكير باديس ابابا في التاسع من يونيو الحالي.
وذكر أن “ايقاد” وحدها من يقف خلف الزيارة وأن ممثل السودان في الوساطة محمد الدابي قام بعملية التنسيق في الخرطوم، قبل أن يؤكد أنهم كوفد مقدمة التقوا بعض المسؤولين بالخرطوم للتنسيق للزيارة.
الى ذلك رجح يوهانس أن تصل الجولة الحالية من المفاوضات مع حكومة الجنوب المتوقع انطلاقها يوم الجمعة، الى اتفاق سلام ينهي الحرب الدائرة بين الطرفين، وذكر أن المفاوضات بدأت يوم الخميس بورشة عمل لاختيار شكل الحكومة المرتقبة في الجنوب.
وقال ان موقفهم بشأن المفاوضات يتمثل في تكوين حكومة إنتقالية تمتد لعام برئيس جديد وحكم فدارلي يمكن كل منطقة من إدارة شؤونها والاستفادة من مواردها.
وانتقد دفع جوبا بـ 150 من الشخصيات باعتبارهم ممثلين للمجتمع المدني والأحزاب وأكد ان ذلك يصعب عملية التفاوض لا سيما وأنهم سيدفعون بذات العدد، واضاف “كانت رؤيتنا ان يدفع كل طرف بـ 15 شخصا يمثلون كل الفئات”.