قوة مجهولة تهاجم الفاشر وتقتل 6 من العسكريين والمدنيين
الفاشر 21 مايو 2014- هاجمت قوة مجهولة ليل الاثنين مدينة الفاشر ودخلت في قتال عنيف مع القوات المسلحة استمر حتى صباح أمس الثلاثاء ، ووعدت حكومة الولاية بتسمية الجهة التى هاجمت المدينة بغرض ترويع المواطنين ، معلنة مقتل 6 من العسكريين والمدنيين بينهم طفل جراء الهجوم.
ورجحت مصادر في المدينة تحدثت لـ”سودان تربيون” ان تكون القوة تابعة لقائد قبلى مثير للجدل باعتبار ان الحكومة لم تبادر كعادتها في مثل هكذا حالات إلى اتهام الحركات المسلحة.
ولفتت المصادر التى أكدت ان المدينة تعيش هدوءاً حذراً إلى الخلاف الكبير بين القيادي القبلي ووالي ولاية شمال دارفور والذى وصل حد تهديد الاول أكثر من مرة بان بقاء الوالي في السلطة سيولد مشاكل لاقبل للحكومة بها.
وقالت المصادر ان اصوات الرصاص التى دوت في الجانب الشرقي من المدينة صمتت صباحاً غير ان اسواق المدينة أمضت سحابة نهار الثلاثاء شبه مقفلة وان معظم المواطنيين التزموا منازلهم.
إلى ذلك قال والي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر أن الاعتداء قامت بها عصابة مسلحة أرادت إحداث (زلزلة) للأوضاع الأمنية وخلق إشكالات في الفاشر.
وأوضح كبر فى معرض حديثه فى اللقاء التفاكري الذى عقده الثلاثاء بمقر حكومة الولاية بالفاشر مع إتحاد اصحاب العمل أن الاعتداء أدى إلى استشهاد ثلاثة من القوات المسلحة من بينهم ضابط برتبة النقيب بجانب استشهاد ثلاثة مواطنين ، منهم اثنين بسبب حادث مرورى وقع اثناء المطاردة ، بينما استشهد الآخر وهو طفل يبلغ عمره إحد عشرة عاماً بسبب طلق ناري عشوائي .
وقال كبر طبقاً لوكالة الانباء الرسمية سونا أن استشهاد عدد من القوات النظامية دليل على انها قد بذلت جهوداً مقدرة تجاه بسط الأمن والإستقرار ، مؤكداً أن المجموعة المسلحة قد بدأت تتوارى وتبحث عن مخرج.
وأعلن كبر عن حزمة من الإجراءات الأمنية المرتقبة من خلال اجتماع لجنة أمن الولاية ، بجانب استصدار بيان حول الأحداث التي شهدتها المدينة وتسمية العصابة التي ارتكبت الهجوم باسمها.
ودعا كبر المواطنين إلى ممارسة حياتهم بصورة طبيعية. وكان والى شمال دارفور وأعضاء لجنة أمن الولاية وأعضاء حكومته قد شاركوا في تشييع الجثامين لمقابر الشهداء بالفاشر شمال.
وقال أحد سكان المدينة في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس” إن “المعارك جارية داخل الفاشر بالأسلحة الثقيلة”، مضيفا أنه غير قادر على تحديد هوية المتقاتلين، مع أن بعضهم يرتدي زيا عسكريا.
وتشهد دارفور منذ عام 2003 مواجهات بين الجيش المتحالف مع بعض القبائل، ومسلحين يطالبون بإنهاء “التهميش الاقتصادي” لمنطقتهم وتقاسم السلطة مع حكومة الخرطوم.
وأضاف السكان أن المسلحين “يطلقون النار دون سبب”، وهم منتشرون خصوصا شرق الفاشر. وفي أوائل أبريل، قال سكان من المدينة إنهم قلقون بعد وصول ميليشيات شبه عسكرية تابعة للخرطوم إلى المدينة.
وازداد النشاط الإجرامي والمعارك بين القبائل العربية التي تتصارع على الأرض والماء والمناجم، منذ سنة، إضافة إلى النزاع المسلح الذي أسفر عن سقوط آلاف القتلى ونزوح أكثر من مليوني شخص وفق الأمم المتحدة.