يوغندا تتعهد بسحب قواتها من الجنوب وواشنطن والخرطوم ترحبات بإتفاق سلفاكير ومشار
الخرطوم 11 مايو 2014 – تعهدت الحكومة الأوغندية بسحب قواتها من جنوب السودان في ابدت الخرطوم ودول عديدة ترحيبا بالاتفاق الذى تم التوقيع علية بين الفريق أول سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان ودكتور رياك مشار لانهاء الحرب التى اندلعت في سبتمبر الماضي.
وكان سيلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان ورياك مشار نائبه السابق قائد قوات التمرد وقعا اتفاقا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مساء الجمعة قضى بوقف القتال خلال 24 ساعة من التوقيع .
واعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية فى الخرطوم ابو بكر الصديق محمد الامين عن الامل فى أن يؤدى الاتفاق لتحقيق السلام الشامل فى جنوب السودان .
وأضاف أن السودان ظل ومنذ اليوم الأول يدعو لوقف القتال وحل الخلافات بالطرق السلمية وكانت هى رسالة السودان الثابتة والتى حملها رئيس الجمهورية لدى زيارته جوبا فى يناير الماضى حيث دعا الى ضرورة وقف القتال باعتباره لم يؤدى يوما لحل قضية ما .
وأكد المتحدث أن تحقيق السلام فى دولة جنوب السودان سيسهم فى تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة والذى سيكون لمصلحة كل المنطقة وعلى رأسها السودان .
وأشار ابوبكر الى أنه ومثلما كان السودان المتضرر الأول من الحرب بعد شعب دولة جنوب السودان سيكون ايضا المستفيد الأول بعده من تحقيق السلام والاستقرار مؤكدا دعم السودان لهذه الاتفاقية واستعداده لتقديم كافة المساعدات لانفاذها وانزالها على أرض الواقع .
ووصفت الولايات المتحدة المتحدة اتفاق السلام في جنوب السودان بأنه بداية لـ”رحلة صعبة” لإنهاء الصراع في البلاد. وطالبت بتطبيق نصوص الاتفاق فورا.
وبينما أعلن الطرفان تشكيل لجان متخصصة لبحث آليات تنفيذ الإتفاق، دعت الأمم المتحدة الحكومة والمتمردين في جنوب السودان إلى تسهيل إيصال المعونات الإغاثية العاجلة بعد توقيع الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري “الاتفاق على وقف فوري للقتال في جنوب السودان والتفاوض بشأن تشكيل حكومة انتقالية يمكن أن يكون اختراقا” على طريق إنهاء الصراع.و أضاف كيري فى بيان رسمى “تبدأ الآن رحلة صعبة على طريق طويل ويجب أن يستمر العمل”.
وحث الوزير الأمريكي زعماء طرفي الصراع على “اتخاذ إجراء فوري الآن لضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل والتزام الجماعات المسلحة على الجانبين بشروطه”.ونُقل عن مسؤولين عسكريين بالجيش النظامي وقوات المتمردين قولهم إن خطوط القتال تبدو هادئة قبل بدء تطبيق الهدنة.
الى ذلك حث توبي لانزير، رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، طرفي الصراع على فتح الطرق أمام قوافل الشاحنات والأنهار أمام القوارب الصغيرة التي تحمل المساعدات الإنسانية.
وحسب اتفاق السلام الموقع مساء الجمعة، من المقرر أن تتوقف العمليات العدائية خلال ساعات بين جيش جنوب السودان وقوات المتمرد بقيادة رياك مشار، النائب السابق للرئيس.
وقال المتحدث باسم المتمردين لول كونغ لبي بي سي إن اللجان معنية بقضايا الأمن والفيدرالية والفترة الانتقالية وتحديد آليات مناسبة لمناقشة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
غير أنه أوضح أن ممثلي كل طرف لن يدخلوا في تفاوض مباشر في الوقت الحالي وإنما سيعرض كل طرف وجهة نظره على وساطة الإيغاد في القضايا الواردة في الاتفاق مثل تحديد الفترة الانتقالية ووضعية القوات وغيرها.
مصالحة ومن المتوقع أن تكمل اللجان عملها في غضون أسبوع من الآن قبل ان ترفع تصوراتها للوساطة، وحسب كونغ، فإن مشار لن يعود إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، في الوقت الحالي وسيعود الى المناطق التي تسيطر عليها قواته.
واعتبر باقان أموم الامين العام السابق للحركة الشعبية، الحزب الحاكم حاليا، أن الأولوية الآن بعد توقيع الاتفاق هو إجراء مصالحة وطنية كبرى.
وقال إن القتال “ترك تأثيرات سالبة جداً علي جميع الإثنيات في جنوب السودان.”ودعا أموم جميع قادة جنوب السودان إلى “نسيان المرارات والالتفات إلى تنمية واستقرار جنوب السودان.”
وتستعد الأمم المتحدة لنقل مساعدات لبلدات دمرها الصراع في جنوب السودان لكنها تنتظر لترى إن كان اتفاق وقف إطلاق النار بين الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار سيصمد قبل أن تبدأ في إرسالها.
وقال توبي لانزر منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان في بيان “إنتهاء العنف سيتيح للناس متنفسا ومساحة للتحرك بقدر أكبر من الأمان والزراعة والإعتناء بأنفسهم بقدر أكبر في الشهور المقبلة.”
وأضاف أن الأمم المتحدة تستعد في العاصمة جوبا “لتحميل مراكب ضخمة بمساعدات لإنقاذ الحياة ونقلها لمناطق حيوية مثل بانتيو وملكال.”
وشهدت بانتيو عاصمة ولاية الوحدة وملكال عاصمة ولاية أعالي النيل وهما ولايتان منتجتان للنفط بعضا من أشد المعارك ضراوة.
وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إنه لم ترد تقارير فورية عن أي معارك يوم السبت رغم أن ورود أي أنباء عن وقوع اشتباكات قد يستغرق وقتا في المناطق النائية.
قال المتحدث باسم المتمردين لول رواي كوانج صباح السبت إنه لم ترد إليه أي أنباء عن وقوع اشتباكات. وأضاف “نحن متفائلون لكننا لا نستطيع أن نضمن الجانب الحكومي.”
وقال مسؤول في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن الامدادات سترسل عندما يتضح أن الجانبين يلتزمان بإتفاق وقف إطلاق النار الذي من المفترض أن يطبق خلال 24 ساعة من توقيعه يوم الجمعة.
إلى ذلك قالت أوغندا إنها تخشى أن يستفيد زعيم الحرب جوزيف كوني من الصراعات في المنطقة وتعهدت بسحب قواتها من جنوب السودان بمجرد استكمال قوة البعثة التي تقودها الأمم المتحدة لتركز على مطاردة جماعة جيش الرب للمقاومة بزعامة «كوني».
وأرسلت أوغندا قوات إلى جنوب السودان لدعم الحكومة بعد قليل من اندلاع قتال في ديسمبر الماضي بين جنود مؤيدين للرئيس سلفاكير وآخرين مؤيدين لنائبه المقال ريك مشار.
ولم تحقق محادثات السلام المستمرة منذ شهور نتائج تذكر وإن كان «كير» و«مشار» اتفقا على وقف لإطلاق النار مساء الجمعة في أول محادثات مباشرة بينهما منذ بدء الصراع.
وأثار نشر قوات أوغندية في جنوب السودان القلق لدى بعض الجيران في المنطقة ولدى عواصم غربية خشية أن يؤدي تصعيد الاشتباكات إلى صراع إقليمي.
وقال وزير الخارجية سام كوتيسا لـ«رويترز» في مقابلة بباريس «بمجرد نشر القوة الاقليمية التي تعمل مع الأمم المتحدة ستنسحب أوغندا ولن تبقى في جنوب السودان إلا لمحاربة جيش الرب للمقاومة».
وتتألف بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان من حوالي 8500 من قوات حفظ السلام والشرطة ومن المقرر زيادتها بحوالي 4 آلاف جندي.
وتلاحق قوة من الاتحاد الافريقي تضم 5 آلاف فرد وبدعم من قوة كوماندوس أمريكية تضم 100 فرد، «كوني» وقادة جماعته الذين يواجهون اتهامات بخطف آلاف الأطفال لاستخدامهم كمقاتلين.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن «كوني» وبعضا من قادته يختبئون في مناطق ذات سيطرة سودانية في جيب متنازع عليه في جنوب السودان مجاور لكل من السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.