البشير يبذل تطمينات للقادة العرب وحكومته تعفي المستثمرين الإمارتيين من التأشيرة
الخرطوم 26 مارس 2014- بذل الرئيس السوداني عمر البشير جملة من التعهدات أمام القمة القادة العربية في محاولة لتطمين دول الخليج العربي إلتى تشهد علاقة بلاده بها توتراً واضحاً خلال الفترة الأخيرة في وقت اعلنت حكومتة ، في خطوة مفاجئة اعفاء المستثمرين الإماراتين من تأشيرة الدخول بالتزامن مع تسريبات عن عزم الأخيرة إيقاف استخراج أوذنات الدخول وإقامات العمل بالنسبة للمواطنيين السودانيين.
وقال البشير، ان بلاده تواجه حملة مغرضة للنيل من وحدتها وتأجيج نيران الفتنة بين ابنائها لاستنزاف مواردها الطبيعية متهما جهات لم يحددها بالترويج اتهامات باطلة ضد السودان .
وجدد البشير فى كلمته امام القمة العربية بالكويت الثلاثاء تمسك السودان بهويتهِ وانتمائهِ العربي ، والتزامه ميثاق ومبادئ الجامعة العربية كاطار للتضامن والتكامل لتحقيق الامن والتنمية للشعوب العربية ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، ومحاربة الارهاب والتطرف والاستقطاب الطائفي بكافة اشكاله ومظاهره.
واشار الى أن الجامعة العربية ،كانت وستظل ، خطَ دفاعِ عن السودان وثوابته ، مضيفاً أن مساندةُ ومؤازرةُ الزعماءِ العربِ تستوجبُ الشكرَ والتقدير والعرفان من شعب السودان ، وهو يسعى لاستكمال عمليات السلام ، وتحقيق وفاق وطني شامل , وتنفيذ مشروعات تنموية كبرى.
ولفت الى أن مبادرته التى اطلقها فى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التى استضافتها السعودية المتعلقة بالاستثمار الزراعى العربى فى السودان للمساهمة فى سد الفجوة وتحقيق الأمن الغذائي العربي أصبحت ملكاً للأمة العربية ، بفضل ما اسماه حكمة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود ، في ادارة اعمال تلك القمة ودعمه للمبادرة .
واشار الى أن دراسات مشروعات مبادرة الاستثمار الزراعي العربي بالسودان، شارفت الاكتمال، وأنها في طور الإجازة من الأجهزة المعنية بالجامعة العربية، مؤكداً أن نجاح المبادرة سيكون نموذجاً مشرفاً للتكامل الاقتصادي العربي في مجال استراتيجي وحيوي.
وقال البشير، ان الحكومة السودانية اجرا مراجعات على هياكل وأطر الاستثمار ، بما يساعد على تهيئة البيئة لنجاح الاستثمارات العربية، وإنجاح المبادرة التي أطلقت في قمة الرياض.
وأكد تمسك الشعب السودان بمبادئ الجامعة لتحقيق الأمن والتنمية للشعوب العربية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، ومحاربة الإرهاب والاستقطاب الطائفي بكافة أشكاله ومذاهبه والتطرف.
وأعلن البشير دعمه لمبادرة أمير قطر، لعقد قمة خاصة لتوحيد الفصائل الفلسطينية، كما شدد على ضرورة تفعيل دور الجامعة تجاه القضايا الراهنة على الساحة، ومن بينها القضية السورية، موضحاً أن نجاح الجامعة مرهون بقدرتها على معالجة الوضع السوري في البيت العربي.
واعتبر البشير انعقاد القمة العربية يأتي في مرحلة دقيقة من مسيرة عمل عربي مشترك، تقتضي تعزيز التضامن والتشاور بين الزعماء، وإحكام التنسيق بين الأجهزة التنفيذية والتشريعية، من أجل تلبية تطلعات الشعوب العربية.
وعبّر عن ثقته بأن القمة ستعالج الظروف غير العادية بالمنطقة العربية، بفضل قيادة الأمير الشيخ صباح الأحمد المعروف بحنكته، وبفضل حكمة القادة العرب حسب تعبيره.
وبينما تناقلت مواقع التواصل الإجتماعي وبعض المواقع السودانية المحسوبة على المعارضة عزم الإمارات العربية المتحدة إيقاف رحلات شركات طيرانها إلى الخرطوم بجانب وقف اوذنات الدخول للسودانيين واقامات العمل ، اعلنت الحكومة عن إعفاء المستثمريين الإماراتيين من تأشيرة الدخول للسودان.
وكشف وزير المالية السودانى بدر الدين عباس محمود مختار عن إعفاء رجال الأعمال والمستثمرين الإماراتيين من تأشيرة الدخول لجمهورية السودان مع منحهم حرية الإقامة لفترات طويلة.
واكد خلال اجتماع عقده مع كبار المسؤولين في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي الثلاثاء ان الخطوة تهدف إلى تسهيل عمل رجال الأعمال الإماراتيين والمساهمة في إنجاح مشروعاتهم وتقديم كل ما من شأنه دعمهم لضمان استمرار وتقدم مشروعاتهم في السودان.
و قدم الوزير السوداني عرضا للتسهيلات والخدمات التي تقدمها بلاده للمستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين ودعاهم إلى تعزيز وتكثيف استثماراتهم وخاصة في قطاعات الزراعة والتعدين والبنية التحتية .
وأوضح أن قانون الاستثمار في السودان يقدم إعفاءات جمركية للمعدات وأراض لإقامة المشروعات بسعر رمزي .
وأشاد الوزير السوداني بالدور الذي تلعبه الشركات الإماراتية في عملية التنمية الاقتصادية في بلاده من خلال تأسيس المشاريع وتعزيز البنية التحتية.
مشيرا إلى أن العديد من الشركات الإماراتية والمؤسسات المصرفية لها استثمارات كبيرة وتواجد ملحوظ وفعال في الأسواق السودانية.
وأكد خلفان سعيد الكعبي النائب الأول لرئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي اهتمام الشركات الوطنية بتعزيز استثماراتها في جمهورية السودان.
وقال ان العلاقات الاقتصادية الإماراتية السودانية شهدت تطورا كبيرا حيث أصبحت السودان من أهم شركائنا التجاريين واحتلت مرتبة متقدمة في قائمة أبرز الشركاء التجاريين العرب للإمارات.
ولفت الكعبي إلى أن البلدين يرتبطان بعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تساهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية ومنها اتفاقية إنشاء منطقة تجارة حرة واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل ومذكرة تفاهم حول تشجيع وحماية الاستثمار.
وأكد الكعبي خلال المباحثات أن السودان كان وما يزال من الوجهات الاستثمارية المفضلة للشركات الإماراتية لإيمانها بالفرص المتاحة في هذا السوق.
وكشف الكعبي عن تواجد 11 شركة من كبريات الشركات والمؤسسات الإماراتية في السوق السوداني ومنها بنك أبوظبي الوطني ومؤسسة الإمارات للاتصالات وشركة أسمنت الاتحاد والخليج للصناعات الدوائية وروتانا للفنادق ودبي للاستثمار وغيرها من الشركات بالإضافة إلى صندوق أبوظبي للتنمية .
وشدد الكعبي على ضرورة قيام رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين بدور أساسي ومحوري لإطلاق المشاريع الاستثمارية المشتركة والاستفادة من المناخ الاستثماري وبيئة الأعمال في الدولتين والقطاع الخاص المطالب اليوم بأخذ زمام المبادرة والعمل على تعزيز أواصر التعاون بين الشعوب والدول من خلال العمل المشترك واغتنام الفرص المتاحة.
وتم خلال الاجتماع كذلك بحث تنظيم ملتقى إماراتي سوداني مشترك للاستثمار بهدف تعريف رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص بفرص الاستثمار والتسهيلات التي تقدمها الحكومة السودانية لرجال الأعمال والمسؤولين من دولة الإمارات العربية المتحدة.