مصر تنتقد الصمت الأوروبي بشأن سد النهضة
الخرطوم 23 مارس 2014- انتقد دوبلوماسي مصري موقف الاتحاد الأوروبى الصامت تجاه سد النهضة، وقال إن الاتحاد لم يتطرق إلى هذا الشأن على الرغم من وضوح الضرر على مصر والسودان على عكس ما حدث أثناء بناء السد العالي.
وقال القائم بأعمال السفير المصري بالسودان وائل بركات، إن الخرطوم تجري حالياً دراسات لمعرفة الآثار المترتبة على إنشاء سد النهضة ،مؤكداً أن مصر ليست ضد التنمية للدول الأفريقية.
وأشار بركات إلى قيام كل من مصر والسودان وإثيوبيا بعمل دراسات حول السد، ولكن الخلاف كان حول تحديد لجنة الخبراء الدوليين التي ستناقش تلك الدراسات.
وقال بركات، في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن إقامة سد النهضة لم يكن بسبب بُعد مصر عن أفريقيا “كما يُقال”، إنما تم استغلال الظروف السياسية التي تمر بها مصر خلال تلك الفترة.
وأضاف: “ما يبرهن على ذلك أن كثيراً من الدول الأفريقية لا تزال تعارض موقف المفوضية الأفريقية تجاه تجميد عضوية مصر، وتطالب بعودتها إلى الاتحاد، فضلاً على أن جميع برامج التعاون مع مصر لم تتأثر في المستويات كافة”.
وأكد أن إقامة سد النهضة لم يكن مشروعاً جديداً، وإنما مطروحاً لسنوات طويلة، ولكن عقب الأحداث السياسية التي مرت بها مصر، وبعد أحداث ثورة 25 يناير استغلت إثيوبيا انشغال مصر بتلك الأحداث، وتحول السد من مشروع نظري إلى مشروع عملي وتم إنجاز ما يقرب من 33% من أعماله.
ولفت إلى أن مصر ليست ضد عمليات التنمية للدول الأفريقية، بل على عكس لديها الاستعداد لتقديم أشكال التعاون كافة، وتقديم الخبرات والمساعدة الفنية، بما لا يضر بالمصلحة الوطنية.
واعترض على موقف الاتحاد الأوروبى الصامت تجاه بناء سد النهضة، فعلى الرغم من وضوح الضرر على مصر والسودان، إلا أنه لم يتطرق إلى هذا الشأن على عكس ما حدث أثناء بناء السد العالي.
وحول فتح المعابر بين مصر والسودان، أوضح بركات أنه تم خلال الأسبوع الجاري اجتماع لجنة المنافذ بين البلدين لبحث طريق معبر إشكيت.
واتفق الوفدان – طبقاً لبركات – على عقد الاجتماع في مطلع أبريل المقبل لترسيم الحدود مرة أخرى في منطقة المنفذ، على أن تعاود اللجنة انعقادها مرة أخرى في التاسع من أبريل المقبل بالخرطوم لوضع النقاط النهائية.
وأضاف أن العلاقة بين مصر والسودان علاقة أزلية تتعلق بمصالح الدولتين بغض النظر عن النظام الحاكم، كما أن تغيير الأنظمة من الصعب أن يؤدي إلى تأثير سلبي فجائي.
وقال إن العلاقات بين البلدين بصدد الانتقال إلى مرحلة أكثر إيجابية للعلاقات المشتركة، فضلاً على وجود رغبة صادقة لتجاوز مشكلات الحقبة السابقة.
وأضاف: “ظهر خلال زيارة وزير الخارجية نبيل فهمي ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار منير فخري عبد النور إلى السودان، ما ساعد على تمهيد الأجواء لإحراز نتائج إيجابية في القضايا المعلقة بين البلدين، ويظهر ذلك خلال الفترات المقبلة، مع وجود رغبة حقيقية لدى مصر لتحسين وتطوير تلك العلاقة”.
وذكر بركات أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والسودان تواجه عدة تحديات أهمها مشكلة تحويل العملة إلى نقد أجنبي والقيود الموضوعة عليها.
وأعرب القائم بأعمال السفير المصري بالسودان السفير وائل بركات، عن تفاؤله بالجهود الملموسة بين مصر والسودان لدفع العلاقات والتحديات الإقليمية، وزيادة مجالات التعاون بين الدولتين الذي أصبح أمراً حتمياً.