الشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق موكب تشيع طالب جامعة الخرطوم
الخرطوم 12 مارس 2014- استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهروات لتفريق موكب مشيعي طالب جامعة الخرطوم الذى قتل خلال مظاهرات احتجاجية اندلعت الثلاثاء بمقر الجامعة وسط الخرطوم ، وراقبت الشرطة الحشود الضخمة في المقابر لحين الفراغ من مراسم الدفن في مقابر الصحافة ومن ثم امطرت المشيعين بوابل من قنابل الغاز المسيل للدموع .
واحتشد آلاف الناس منذ الصباح الباكر في المقابر بينما رافقت الجثمان حشود ضخمة يتقدمها قادة القوى السياسية المعارضة ،وبعض رموز المجتمع السوداني ابرزهم الأمين العام لحزب الأمة القومي ابراهيم الامين وعضو مركزية الحزب الشيوعي السوداني صديق يوسف ، الى جانب ، ناشطين وسياسين وقادة التنظيمات الطلابية بمختلف الجامعات .
وردد المشيعون هتافات مناهضة للحكومة ومنددة بقتل الطلاب ومطالبة بالقصاص من قاتل الطالب بالسنة الثالثة اقتصاد علي أبكر موسى ، بينما أكتفت الشرطة بمراقبة المشعيعين من على البعد.
و قتل الطالب وأصيب اخرون بالرصاص أثناء فض السلطات السودانية احتجاجات خرجت من جامعة الخرطوم تندد بالاوضاع الامنية المتوترة التي يشهدها إقليم دارفور ، وسارعت منظمة العفو الدولية لادانة الحادث، بينما علقت الدراسة في الجامعة إلى أجل غير مسمى.
واعتصم ليل الثلاثاء العشرات أمام مشرحة مستشفى الخرطوم ،يهتفون: لن ترتاح يا سفاح ، احتجاجاً على رفض ادارة المستشفى تسليمهم جثمان الطالب القتيل .
وسارعت الشرطة السودانية إلى نفي إستخدامها الرصاص الحي لتفريق الطلاب وحملت الحركات المسلحة السودانية مسئولية الاحداث .
وفرقت الشرطة السودانية ظهر الثلاثاء بالغاز المسيل للدموع مظاهرة نفذتها رابطة أبناء إقليم دارفور بالجامعات عقب مخاطبة طلابية فى مباني جامعة الخرطوم دعا خلالها المخاطبون الطلاب للخروج للشارع والتنديد بالاوضاع الامنية وعمليات حرق القرى بالإقليم .
وطالبت العفو الدولية فى بيان السلطات الحكومية باجراء تحقيق عاجل فى الحادث واستخدام القوة المفرطة فى مواجهةالطلاب ودعت الى محاكمة منسوبى الامن الذين تسببوا فى الحادث.
وأكد مصدر موثوق لـ”سودان تربيون ” مقتل الطالب علي أبكر موسى إدريس “25” عاما بالمستوى الثالث فى كلية الاقتصاد برصاصة استقرت فى صدره وحاول زملائه اسعافه الا انه توفى بعد اقل من ساعتين على اصابته .
وقال مصدر أمني بلجنة تنسيق شئون أمن ولاية الخرطوم أن الطلاب المنتمين للحركات المسلحة ممنوعون من ممارسة أي نشاط أو تجمعات أو تظاهرات باعتبار أنهم يتبعون لحركات تشن حرباً على الحكومة ، معتبراً نشاطها في الخرطوم هو امتداد لما تقوم به في الميدان من حرب ونهب وسلب وحرق .
وحذر المصدر الامني طبقا لوكالة السودان للانباء من ان الأجهزة الامنية ستتصدى بكل قوة وحسم لممارسات المجموعات التى تتبع للحركات المسلحة .
وقال المصدر ان انشطة الاحزاب داخل دورها مسموح به ولا يحتاج الى إذن أو تصديق من السلطات المختصة غير ان أي نشاط خارج الدور يتطلب الحصول على إذن من الجهات المختصة .
وقالت شرطة ولاية الخرطوم فى بيان ان احداث شغب محدودة وقعت فى جامعة الخرطوم قادها روابط أبناء دارفور بالجامعة .
و حاولت المجموعة الخروج للشارع فتصدت لهم قوات الشرطة بالغاز المسيل للدموع فقط وبعد عودتهم لداخل حرم الجامعة ظلت الشرطة ترابط بعيدا عن الموقع ثم علمت بعد ذلك باصابة طالبين داخل حرم الجامعة وتم اسعافهما للمستشفي حيث توفي احدهم لاحقاً .
وقال البيان ان الشرطة طوقت مكان الحادث وشرعت في اتخاذ كافة الاجراءات القانونية اللازمة تجاه الحادث واكدت عزمها بذل الجهد لكشف ملابسات الحادث والوصول للجاني.
ودعا البيان الطلاب والمواطنين لتفويت الفرصة علي منسوبي الحركات المسلحة وسط الطلاب مشدده على انها مجموعة ممنوعة ممارسة اي نشاط سياسي باعتبار أن الحركات المسلحة خارجه عن القانون واي امتداد لنشاطها يعتبر جزء من نشاطها العدائي بالميدان .
وسلم طلاب من ولاية شمال دارفور مذكرة تحوي مطالب للبرلمان بالتدخل لايقاف الحرب فى الولاية وتحديدا بسرف عمرة.
واصطف الطلاب امام البرلمان الذي احيط باجراءات امنية مشددة ، حاملين لافتات وشعارات تندد بالحرب وبالصراع بين والى شمال دارفور عثمان يوسف كبر والزعيم القبلى موسى هلال.
الى ذلك ادانت حركة العدل والمساواة السودانية اطلاق الرصاص الحي على مظاهرة لابناء دارفور خرجوا يرفضون قتل اهلهم في دارفور مما ادى الى مقتل واصابة واعتقال المئات من غير وجه حق.
واعتبر الناطق الرسمي للحركة جبريل ادم بلال الهجوم على الطلاب امتدادا لجرائم النظام في مناطق الهامش السوداني، وحمل السلطات الحكومية مسؤولية قتل وجرح واعتقال الطلاب المتظاهرين .
وقال (هذه الجرائم تؤكد بما لا يدع مجال للشك ان مبادرة الحوار الوطني التي اطلقها البشير لا قيمة لها في ظل سياسة القتل والاعتقالات والتشريد والاستهداف النوعي للسودانيين).
واضاف لا يمكن ولا يعقل ان نستمع لاي دعوة حوار من النظام طالما يستمر في منهجة وسلوكه العدائي تجاه جماهير شعبنا).
وطالب كل القوى السياسية وقطاعات المجتمع السوداني الخروج الى الشوارع تعبيرا عن رفضهم لسياسات النظام ، ودعا المؤتمر الوطني بإطلاق سراح الطلاب المعتقلين كما طلب الكف عن ملاحقة طلاب دارفور في المجمعات السكنية.
وعلمت “سودان تربيون” ان اسرة الطالب القتيل وصلت بالفعل إلى الخرطوم وانها أبلغت إمكانية استلام جثمان ابنها اليوم عند الساعة الثامنة صباحاً من مستشفى بشائر.
وقالت مصادر قريبة من الأسرة لـ”سودان تربيون” ان مراسم التشيع ستتم فورا ومن المستشفى مباشرة مؤكدة ان أسرة القتيل ستوكل مجموعة من المحامين لمتابعة التحقيق في مقتل الطالب وتقديم الجناة للعدالة.