قوش: الإنقاذ الانقاذ صنعت أعدائها بيدها
الخرطوم 23 يناير 2014- قال المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “صلاح عبد الله قوش” إن الإنقاذ حملت معها تفكيراً خاطئاً وسالباً منذ يومها الأول، ما جعلها تعادي الجميع بذلك ، وأضاف: (كان من الممكن أن نأتي ومعنا أصدقاؤنا ونحارب أعداءنا ولكننا أتينا من أول يوم وأعداؤنا في جيبنا ووحدنا أخرجناهم وبدأنا نحاربهم قبل أن يحاربونا).
وقال إن ذلك النهج أدخل البلاد في مشاكل مستمرة حتى اليوم. وقال “قوش” لبرنامج (حتى تكتمل الصورة) بقناة (النيل الأزرق) إن دور السودان أفريقياً تراجع بسبب تقاعس السودانيين والتعقيدات الداخلية وعدم الإسراع في معالجتها ما أدى إلى تشكيل الموقف الإقليمي والدولي في مواجهة السودان.
ودعا لعدم التباكي واتهام الأشباح والرمي باللوم على الآخرين في مشاكل السودان. ولم يستبعد “قوش” أن تدخل مصر في حرب ضد إثيوبيا، وأكد وجود مخاوف إثيوبية من محاربة مصر لها. وقال إن دور السودان تراجع في المنطقة وأن إثيوبيا تزايد دورها اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً في منطقة القرن الأفريقي، بجانب انحسار دور مصر في أفريقيا وفي العالم العربي.
وقال “قوش” إن النظام في مصر يعاني من عقدة العلاقة بين الإخوان المسلمين في مصر وبين الإخوان في السودان ما دفعه لتشكيل موقف في مواجهة النظام في السودان. وقال إن الإخوان في السودان تخلوا عن الإخوان المسلمين وأصبحوا لا يتحدثون عن المشروع الحضاري وإنما عن القضية الوطنية السودانية.
ودعا القادة الجدد في مصر لعدم جعل هذه القضية تؤثر على تفكيرهم وذهنيتهم. وقال إن أي تدهور في العلاقة بين مصر وإثيوبيا سيتأثر منها السودان ودعا للاستعاضة عن ذلك بالدخول في علاقة تكامل اقتصادي وسياسي. وقال إن إثيوبيا يمكن أن تشكل إضافة وقوة لتقوية السودان. وطالب قادة البلاد بضرورة توظيف ذلك من جانب السودان ليستفاد منه في المصالح الوطنية السودانية.
وقال إن قضية “الفشقة” تم حلها قبل البداية في تنفيذ سد النهضة بفترة زمنية طويلة. وأشار إلى أن “الفشقة” أصلا قضية افتعلتها معارضة “الأمهرا” الإثيوبية بغرض إحراج الحكومة الإثيوبية في المركز، بجانب استخدام المنطقة كمعبر لها من إرتريا، وجعل المنطقة تعيش في حالة من عدم الأمن بغرض تسهيل تسربها. وأضاف:(حالة عدم الأمن شجعت المزارعين الإثيوبيين للتوغل داخل الأراضي السودانية).
وأكد “قوش” أن قضية “حلايب” كانت تخضع لبعض الأجندة السياسية، وأنه كلما يحدث توتر تحاول مصر توظيفه سياسياً ضد السودان. وقال إن البلدين كانا يطرحانها عند التوترات من أجل المزايدة السياسية والحرب السياسية بينهما. وأضاف: (مهما احتلها المصريون فلن تحل بالقوة). وقال إن موازين القوة يمكن أن تتغير بين يوم وليلة. وقال إن آليات معالجة النزاعات الحدودية معروفة في العالم.
ورأى “قوش” أن السودان لا مصلحة له في الدخول في حرب لصالح أي طرف من الطرفين إلا في حال استعدى أحدهما السودان ما يدفعه إلى البحث عن تحالف. وشدد على ضرورة أن يبحث السودان عن قضيته، وأن يقيم تحالفاته وخياراته وفقاً لمصالحه، وأن لا ينحاز لأي طرف من الطرفين. وقال إن مصلحة السودان في أن يحافظ على التوازن ولعب دور الوسيط المقبول لأي طرف من الطرفين.