Tuesday , 16 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

ليمان ناقم من تجاهل واشنطن لجنوب السودان والخارجية الأميركية تثني على البشير

الخرطوم 9 يناير 2014- أثنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء على جهود الرئيس السوداني عمر البشير لحل النزاع في جنوب السودان، وهو تعليق استثنائي من واشنطن تجاه رجل مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية في وقت اعاب المبعوث الأميركي السابق للسودان وجنوب السودان برينستون ليمان ما اعتبره تقصيراً من بلاده والمجتمع الدولي حيال القتال الدائر بجنوب السودان.

untitled-4.png

وأقرَّ أن الأزمة تؤكد ضعف وعجز المؤسسات السياسية في الدولة الوليدة ، وانفصل جنوب السودان عن السودان في 9 يوليو 2011 بعد استفتاء أيد فيه الجنوبيون الاستقلال ببلدهم بنسبة (98.8%).

وتساءل ليمان في مقال نشره على الموقع الإلكتروني لــ(نيويورك تايمز) (الأربعاء) عن المسؤولية الملقاة على عاتق الولايات المتحدة وكيانات أجنبية أخرى بشأن جنوب السودان، الذي هو على شفا حرب أهلية أخرى.

وعمل برينستون ليمان مبعوثاً خاصاً لأميركا إلى السودان وجنوب السودان في الفترة ما بين مارس 2011 وحتى مارس 2013. وأشار ليمان، إلى أن الولايات المتحدة استثمرت في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش والرئيس الحالي باراك أوباما، الكثير في جنوب السودان، حيث تعد واشنطن في الواقع أكبر جهة مانحة للدولة الوليدة منذ حصولها على الاستقلال.

وأكد ليمان في مقاله، أنه لا يمكن للولايات المتحدة أو المجتمع الدولي تجاهل التهديد المتمثل في الصراع القائم في جنوب السودان، موضحاً أن عمليات المساعدة العادية لم تعد تفيد.

وشدَّد على أن الأزمة الراهنة تعيد للأذهان حقيقة أن المؤسسات السياسية في جنوب السودان كانت ضعيفة إلى حد كبير وغير قادرة على إدارة طموحات التنافس ومطالب أخرى للدولة الجديدة ، وأضاف ليمان، أنه يجب على المجتمع الدولي المشاركة في مساعدة جنوب السودان على تطوير مؤسساته الحكومية، وتطبيق الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان التي تفتقدها البلاد اليوم.

ولفت إلى أن الأزمة الحالية قسمت جيش جنوب السودان، الذي يعد ائتلافاً لمليشيات متنافسة أكثر من كونه قوة عسكرية موحدة، مناشداً المجتمع الدولي أن يكون أكثر انخراطاً في الأزمة.

واقترح ليمان أن يكون هناك دور فعال أكثر لقوات حفظ السلام الأممية في جنوب السودان (أونميس) بدعم من مجلس الأمن الدولي، ويجب عدم السماح بالقيود التي تضعها حكومة الجنوب على تحركات القوات وتحقيقاتها.

وقال إنه ينبغي بمجرد الاتفاق على وقف العدائيات، تكليف قوات حفظ السلام بمراقبة وقف إطلاق النار، والفصل بين القوات المتنازعة، وإبلاغ الأمم المتحدة بأي انتهاكات تحدث، كما يتعين على مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول الأخرى، المساعدة في تكوين جيش موحد لجنوب السودان يتمتع بالكفاءات.

ولفت، إلى أهمية السعي إلى وضع دستور دائم للبلاد، بإشراف قضائي مستقل من جنوب السودان، ومشاركة مدنية وسياسية واسعة، وشدد على ضرورة تعيين مستشارين دوليين للمساعدة في هذا الشأن، على أن تتزامن انتخابات 2015 مع الانتهاء من وضع الدستور الجديد.

ونصح حكومة جنوب السودان بالتركيز على إحياء السلام وتعزيز المصالحة بين كافة الأطراف، والاستثمار في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، لأن البلاد في حاجة ماسة إليها ـ حسب تعبيره.

وفي الاثناء أثنت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء في تعليق يعد نادراً على جهود الرئيس السوداني عمر البشير لحل النزاع في جنوب السودان، وكان البشير قد زار الإثنين جوبا، عاصمة جنوب السودان، وبحث سبل تنفيذ اتفاقات التعاون بين البلدين وسبل استمرار تدفق النفط الجنوبي .

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي (بحسب معلوماتنا على الأرض، لا شيء يدل على أن السودانيين يلعبون دوراً سلبياً وهم يعملون من أجل مفاوضات سلام بين المتنازعين في جنوب السودان، أي الرئيس سلفا كير وخصمه نائبه السابق رياك مشار. ) .

وأشادت بساكي بالزيارة التي قام بها البشير لجوبا ولكنها أبدت تقييما حذراً للدور الذي يؤديه الرئيس السوداني، وأقرت بأن واشنطن (ما زالت قلقة من أمور عدة) تتعلق بالبشير ، يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق البشير بتهمة ارتكاب إبادة وجرائم حرب في دارفور.

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية من جهة أخرى إلى أن وزير الخارجية جون كيري اتصل مرة أخرى (الاثنين) بالرئيس سلفاكير (وطلب منه إطلاق سراح المعتقلين السياسيين فوراً).

و اجتمع وزير الخارجية الصيني بوفدي جنوب السودان المتفاوضين بأديس أبابا في محاولة لدفع المفاوضات وتبني وقف فوري للقتال. واستقبل وفدا الطرفين في مقر المفاوضات وزير الخارجية الصيني وانغ وي الذي أبدى قلق بلاده البالغ جراء الاضطرابات الراهنة وتصاعدها في أجزاء واسعة من الدولة.

ودعا وانغ وي الطرفين لتبني وقف فوري للقتال، ضمن وساطة من بكين وهي أكبر مستثمر بحقول النفط بجنوب السودان والتي أجبر القتال إحدى أكبر شركاتها العاملة هناك على إجلاء عمالها. وأكد وزير الخارجية الصيني “أن الصين دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، ولذلك فإنه يمكننا لفت الانتباه إلى الوضع الراهن في جنوب السودان، ونحن نبذل جهوداً للوساطة”.

Leave a Reply

Your email address will not be published.