مشار يفر ناحية تركاكا .. الامم المتحدة تحذر من صراع عرقي وواشنطن تطلب من رعاياها مغادرة جوبا
جوبا 18 ديسمبر 2013 – تنحدر الأوضاع في دولة جنوب السودان ناحية الفوضى بسرعة كبيرة غداة إعلان الرئيس سيلفا كير إحباط محاولة انقلاب اتهم بها نائبه السابق المختفي حالياً د. رياك مشار ، وفيما شرعت عدد من البعثات الدبلوماسية في مساعي لكفكفة الازمة والعودة بالامور الى نصابها طلبت سفارتي الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا رعاياها الى مغادرة الجنوب فوراً و قالت منظمات دولية ان ما لايقل عن 10 الف من سكان مدينة جوبا التى شهدت موجة من القتال العنيف نزحوا واحتموا بمقرات الامم المتحدة.
وتجدد إطلاق النار نهار ومساء الثلاثاء بمختلف أنواع الأسلحة ، و بدت شوارع مدينة جوبا مقفرة إلا من آليات عسكرية فقط، وإلتزم السكان منازلهم، بينما ازدادات إحتمالات تحول النزاع في البلد حديث التكوين الى عرقي عوضاً عن سياسي.
ودعت الأمم المتحدة الاطراف الى تحكيم صوت العقل وعدم الانزلاق الى صراع على اساس عرقي في وقت كشف وزير الاعلام عن إستمرار حمالات الدهم والتفتيش بغرض القبض على المتورطين في الانقلاب الذى اعلنت عنه الحكومة .
وقال مايكل مكوي في مؤتمر صحافي عقده الثلاثاء ان عدد من المتورطين تم القبض عليهم فعلياً وان آخرين من بينهم رياك مشار هربوا باتجاه تركاكا .
و نفي الوزير بشكل قاطع تجدد القتال ان الاوضاع تحت السيطرة تماماً مؤكداً في ذات الوقت اعتقال قيادات في الحركة الشعبية بينهم وزراء سابقون .
وقال «هناك شخص صعد على بناية عالية بمدينة جوبا وأطلق النار، وتم احتواء الموقف، والآن المدينة تعيش هدوءاً تاماً»، لافتاً إلى أن الأوضاع الآن تحت سيطرة السلطات، ولا وجود لأي «متفلتين».
واكد مكوي «سقوط قتلى جراء الأحداث، غير أنه رفض اعطاء رقم محدد قائلاً : أن عدد القتلى لم يحص بعد، منوها بأن هناك عدداً آخر من الجرحى بالمستشفيات إصاباتهم حرجة».
وقال «عمليات التمشيط التي القوات داخل الأحياء تهدف الى القبض على منفذي العملية»، وذكر مكوي «حتى الآن تم القاء القبض على عدد مقدر من المتورطين في الاحداث من كبار وزراء الحكومة وقادة الحركة الشعبية السابقين لافتا إلى أن هناك عددا من المتورطين من كبار القادة السابقين يجري البحث عنهم .
وقال شهود عيان ان قوة كبيرة داهمت الثلاثاء منزل رياك مشار وقامت بنهب مقتنيات المنزل وتخريبه ، وذكر الشهود انهم سمعوا اصوات اطلاق نار كثيف من ناحية المنزل .
من ناحيتها طلبت سفارتي واشنطن ولندن من رعاياها مغادرة الجنوب فوراً بينما شرعت بعثات غربية في اتصالات بين الاطراف لتهدئة الامور ومحاصرة بوادر نزاع على اساس عرقي بدأ في الظهور .
إلى ذلك، لجأ حوالي عشرة الاف مواطن الى مقرات الامم المتحدة في جوبا، بحسب ماعلنته بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان. ودعت ممثلة الامم المتحدة في جنوب السودان هيلدي جونسون في البيان «سكان جنوب السودان ولا سيما اطراف القتال في جوبا الى تفادي اية اعمال عنف على اساس اتني أو قبلي».
وقالت: «اعتبارا من صباح أمس كان هناك حوالي عشرة الاف مدني في مجمعي بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان، في جوبا». وجاء في البيان ان «البعثة تتخذ كل الخطوات الممكنة لضمان سلامتهم فيما هم متواجدون في مجمعاتها».
واضافت جونسون «في وقت يحتاج فيه شعب جنوب السودان الوحدة اكثر من اي وقت مضى، ادعو قادة هذا البلد الجديد وكل الفصائل السياسية والاطراف وكذلك قادة المجموعات الى الامتناع عن اي عمل من شانها تأجيج التوتر الاتني وزيادة حدة العنف»، مشددة على ضرورة «انضباط قوات الامن» فيما اشارت تقارير الى حملات مداهمات وتفتيش في المنازل تتم بعنف في جوبا.
وكانت أصداء إطلاق أعيرة نارية ترددت في جوبا في وقت متأخر من يوم الاثنين بعد ساعات من إعلان الرئيس سلفا كير أن قواته أحبطت “محاولة انقلاب” قام بها أنصار نائبه المعزول.
وقال كير في وقت سابق إن مقاتلين موالين لنائبه السابق ريك ماشار الذي أقيل في يوليو لماضي هاجموا قاعدة للجيش في الساعات الأولى من صباح الاثنين، لكن الجيش يسيطر على الوضع. وفرض كير حظر التجول من الغروب إلى الفجر.
وكان كير عزل ماشار بعد تزايد الانتقادات الشعبية لفشل الحكومة في توفير خدمات عامة أفضل للمواطنين في هذه الدولة المنتجة للنفط.
وينتمي كير وماشار إلى جماعتين عرقيتين متنافستين وقعت بينهما اشتباكات من قبل،وقال ماشار إنه يريد الترشح للرئاسة في المستقبل. وتجد حكومة جنوب السودان صعوبة كبيرة في إنشاء جهاز دولة فعال منذ إعلان استقلال البلاد عن السودان في 2011.