نواب يطالبون باعادة النظر في الموقف من فلسطين وكرتي يتهم جهات حكومية بتخريب العلاقات الخارجية
الخرطوم 28 نوفمبر 2013- جدد وزير الخارجية السوداني على احمد كرتي اتهامه لجهات حكومية لم يسمها بتخريب علاقات السودان الخارجية ، و شهدت جلسة البرلمان السودانى الاربعاء مواجهات حامية بين النواب الوزير بشأن سياسات الحكومة فى التعامل مع المجتمع الدولى والاقليمى والعربى ، وطلب الوزير جلسة سرية بشان علاقات السودان بدول الخليج وايران ، في وقت طالب نواب باعادة النظر في تبني السودان للقضية الفلسطينية.
وامتلأ الوزير غضبا حين دمغه احد النواب بالفشل فى التطبيع مع امريكا مبديا اندهاشه من ايكال ملف الدبلوماسية لرجل ذو خلفية امنية كان قائدا يوما ما لمليشيات الدفاع الشعبى ، واضطر كرتى لتقديم مرافعه طويلة منوها الى ان اختياره للمنصب لم يكن اختيارا وانما بقرار من القيادة .
واتهم الوزير جهات حكومية داخلية – لم يحددها – باعاقة العمل الخارجي باتخاذها قرارات بطرد المنظمات .
والمعروف ان الاجهزة الامنية الاستخبارتية فى الحكومة تتدخل فى غالب الاوقات لاتخاذ قرارات الطرد والابعاد للمنظمات ، وسبق ان قررت الخرطوم طرد 13 منظمة انسانية فى اعقاب صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس عمر البشير واتهمت الحكومة تلك الوكالات بتجاوز مهامها الانسانية الى العمل الاستخباراتى.
وقال كرتى امام البرلمان انه على ثقة بان تلك الجهات لاتتآمر على شخصه وشدد على انه لايشكك فى مصداقيتها واداء عملها لكنه طالب باهمية احكام التنسيق في اي عمل داخلي ينعكس على النشاط الدبلوماسى الخارجي .
ووجه النائب محمد صديق دروس انتقادات صريحة للوزير ووصمه بالفشل في التطبيع مع امريكا ،وقال انه يستغرب من الدفع بمنسق للدفاع الشعبي الى واجهة الخارجية واضاف “من الميري للبدل والكرافتات”، منوها فى ذات الوقت الى انه لا يقدح في شخصية الوزير لكنه نبه الى ان امريكا لاتعانى من “زهايمر سياسى”.
ورد الوزير على النائب بدعوته الى رفع تلك التوصية للقيادة العليا للدولة ورئيس الجمهورية ، وقال”لم اتقدم بطلب لتولي الخارجية او اي وظيفة حكومية بالبلاد ولكن تم اختياري ”
.وانبرى النائب عباس الخضر للترافع عن الدفاع الشعبي مؤكدا اعتزاز الانقاذ بالتجربة.
وانقسم النواب بشكل واضح حيال التطبيع مع امريكا والعلاقة مع فلسطين ،وبينما دعا بعض الاعضاء لتغليب المصلحة علي العاطفة واعادة النظر في تبني القضية الفلسطينية باعتبار ان الخرطوم تتصدى للقضية بقوة مقارنة باصحابها الاصليين ،ارتفعت اصوات الغالبية بالتهليل والتكبير والدعوة للثبات علي مباديء الانقاذ وعدم التباكي علي تردى العلاقة مع واشنطون .
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية محمد الحسن الامين ان تبني القضية الفلسطينية يعتبر مبدأ ثابتا فى السياسة الخارجية ،وقطع وزير الخارجية بان تمسك الحكومة بالمباديء والثوابت وعدم التزحزح عنها ، مشددا في ذات الوقت علي ضرورة طرق كافة الابواب الامريكية والاوربية للحوار.
وقال كرتى “اذا كان دور الخارجية هو الصراخ والعويل علي المبادي والبقاء بمكانها فباستطاعة اي جهة القيام بدورها “.
ولفت الى انه يقود العمل الخارجي وسط ظروف بالغة التعقيد ،وتباين في المواقف الداخلية ،مدللا على التعامل الداخلى مع المنظمات الاجنبية ، مشيرا لوجود جهات داخلية تعتبرها الشر الاكبر ويجب ان يتم مراقبتها ،بينما تري الخارجية ضرورة الاستفادة منها ومحاصرة خطرها .
وكشف كرتي عن وجود 20 شركة امريكية ترغب في الاستثمار في السودان ،مبينا ان هناك لقاء التأم بها بواشنطن بتنسيق السفارة السودانية هناك وبموافقة مكتب المقاطعة الامريكية ،واشار الي ان الاشكال كان حول كيفية تحويل اموال هذه الشركات للخرطوم في ظل المقاطعة ،واوضح انه تم التوافق علي التحويل عبر طرف ثالث .
وأقر الوزير بوجود تفلتات حدودية من كل الدول التي تجاور البلاد؛ خاصة إثيوبيا و تشاد. منوهاً الى أن هذه التفلتات تنتج من أفراد وليست سياسات لتلك الدول،. داعياً الى ضرورة التنسيق مع المحافظات المحازية ، مشيراً الى جهود مبذولة لترسيم الحدود مع إثيوبيا كاشفاً عن انعقاد اجتماع لجنة ترسيم الحدود في مطلع ديسمبر القادم للتفاوض حول الترسيم . موضحاً أن ترسيم الحدود بين السودان وإثيوبيا سيتم في كافة النقاط ماعدا ثلاث نقاط صغيرة.
الى ذلك طالب وزير الخارجية بعقد جلسة سرية حول علاقة البلاد بدول الخليج وايران بحضور كافة الاطراف ذات الصلة بالملف في البلاد للوصول لتفاهمات بشانها ، ودعا لضرورة الالتزام واحترام السرية بعد تساؤل عدد من النواب البرلمان عن سر فتور وتوتر العلاقات بين السودان ودول الخليج ، معلنا رفضه الخوض في تفاصليها عبر امام اجهزة الاعلام .
وقال كرتي “هذه امور حساسة لايمكن البوح بها امام الاعلام ” وكان النائب عبدالله مسار طالب بتصويب العلاقة بين السودان ودول الخليج وايران وتساءل عن الفوائد التي جناها السودان من علاقته من ايران واصفا الاخيرة بالدولة الشحيحة داعيا لان تكون العلاقة معها محدودة .