خال البشير يشارك في مظاهرات الجمعة وتجمع أساتذة جامعة الخرطوم يدعو لرحيل النظام
الخرطوم 12 أكتوبر 2013 ـ تجددت الاإحتجاجات في الخرطوم أمس الجمعة متخذة منحى جديداً في مسارها الذى اوشك على اكمال اسبوعه الثالث بدخول إطراف جديدة كانت على الحياد طيلة الفترة السابقة، وبدأت دائرة الخناق تلتف حول نظام الرئيس البشير الذى قاد خاله المقرب منه لفترات طويلة المهندس الطيب مصطفي مظاهرات للمرة الإولى تطالب بإسقاط النظام.
وشهدت ضاحية بري شرق الخرطوم تظاهر إعداد وصفت بالكبيرة جوار منزل القتيل صلاح سنهوري الذى تحول إلى رمز للثورة السودانية ، رافعين شعارات تطالب الرئيس البشير بالرحيل ، وطوقت الشرطة التظاهرة التى استمرت حتى الساعات الأولى من المساء غير انها احتفظت بمسافة بينها والمتظاهرين ولم تستخدم في مواجهتهم اية نوع من القوة.
وفي وسط الخرطوم خرج حوالي 150 سودانياً من النشطاء المطالبين بالديمقراطية والإسلاميين خارج المسجد الكبير في الخرطوم بعد صلاة الجمعة في أحدث احتجاج ضمن المظاهرات المناهضة للحكومة، يقودهم خال البشير المهندس الطيب مصطفى وصهرة الوزير السابق أمين بناني نيو .
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها “ثورتنا سلمية”. وطوقت قوات الأمن المنطقة لكن ظلت على مسافة من المتظاهرين.
وأحتفظ الطيب مصطفى الذى يرأس مجلس ادارة صحيفة الانتباهة الموقوفة عن الصدور بعلاقة قوية مع الرئيس البشير طيلة العقود السابقة، ويتهم بالتأثير عليه في اتخاذ عدد كبير من القرارات في مقد متها الغاء الاتفاق بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية شمال المعروف باسم اتفاق ” نافع عقار” والذى كاد في العام 2011 ان يوقف الحرب في جنوب كردفان والنيل الازرق.
وأوشكت احتجاجات السودان أن تنهي أسبوعها الثالث، حيث خرج آلاف السودانيين إلى الشوارع أغلبهم من مناطق فقيرة في الخرطوم في 23 سبتمبر الماضي عقب تخفيض الحكومة دعمها على المحروقات.
وطالبت التظاهرات التي تحاكي ما حدث في بلدان “الربيع العربي” بإسقاط نظام البشير الذي يحكم البلاد منذ 24 عاماً في أسوأ اضطرابات يواجهها في مناطق حضرية منذ توليه السلطة.
وعلى صعيد التطورات السياسية دخل تجمع اساتذة جامعة الخرطوم كبرى الجامعات السودانية على خط المطالبين برحيل البشير واصدرت الجمعة بيانا لاهباً اتهمت فيه الحكومة بتجيير موارد البلاد لصالح اجهزتها العسكرية والامنية ودعت النظام للرحيل سلماً.
وطالب البيان الذى تلقت “سودان تربيون” نسخة منه قادة الاحزاب والقوى السياسية والحركات المسلحة والتنظيمات السياسية بمختلف توجهاتم إستشعار ثقل المسؤولية التاريخية و دقتها و العمل الجاد لتجاوز الاجندة الضيقة.
و قال البيان : نحن هنا، و من واقع الاحساس بجسامة المسؤلية نبادر ونناشد الجميع ان يتجهوا عاجلاً للتفاكر والعمل معاً للوصول لمخرج من الازمة الوطنية الراهنة.
وفي تقرير حديث لها، اتهمت الهيئة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات، السلطات السودانية بمواصلة ما قالت إنه انتهاكات لحقوق الإنسان، لافتةً إلى استمرار قمع المحتجين سلمياً، بالقوة المفرطة والغاز المسيل للدموع والرصاص الحي. وأشارت الهيئة إلى سقوط عدد من الضحايا جراء ذلك.
كما عبرت الهيئة عن قلقها على الحالة الصحية لمئات المصابين الذين قالت إن إصابات بعضهم خطيرة.
وقالت إن السلطات السودانية تتعدى على حرية التعبير وحرية الصحافة. وأكدت أن الأجهزة الأمنية استدعت للمرة الثانية مراسل صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية في الخرطوم.
كما أشارت إلى أن الأجهزة الأمنية اعتدت بالضرب على محامٍ بعد اعتقاله، ولفتت إلى أن أحكاماً قضائية بالسجن لمدة شهرين صدرت بحق بعض المعتقلين على خلفية الاحتجاجات.
وكانت منظمة العفو الدولية قد أكدت أنها على قناعة بأن قوات الأمن الحكومي قتلت أكثر من مئتين من المتظاهرين أغلبهم بإطلاق النار على رؤوسهم وأعناقهم.
من جهتها، أكدت السلطات أن عدد القتلى يتراوح بين 60 و70 شخصاً، مشددة على أنها تدخلت بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى أعمال عنف.
وخلال التظاهرات، تمت مهاجمة محطات لخدمة الوقود ومراكز للشرطة.
وبرفع الحكومة جزءا من الدعم عن المنتجات البترولية بما فيها غاز الطبخ ارتفعت أسعار هذه المواد بنسبة نحو 60%.
وقال عمر البشير إن هذه القرارات الاقتصادية اتخذت لمنع الاقتصاد من الانهيار بعد ارتفاع معدلات التضخم وعدم استقرار سعر صرف العملة المحلية.