“جمعة الشهداء ” تضيف 50 قتيلاً لضحايا إنتفاضة الاسعار .. واميركا ومنظمات دولية يدينون وحشية الحكومة
الخرطوم 28 سبتمبر 2013 ـ قدرت منظمات انسانية وناشطون عدد الذين سقطوا برصاص الإجهزة الحكومية الأمنية في “جمعة الوفاء للشهداء” بـ”40 قتيلاً متفرقين بين مدن الخرطوم والخرطوم بحري بينما لم تورد التقارير وقوع اية قتلى في ام درمان التى شهدت هي الاخري مظاهرات حاشدة.
ورفضت الحكومة إعطاء رقماً محددا وقالت ان لجنة أمنية تعمل على حصرهم ، غير ان متحدث باسم وزارة الصحة قال ان العدد ارتفع إلى 31 في اشارة إلى ان يوم أمس الجمعة شهد قتلين فقط ، وهي الاحصائية التى وجدت استنكاراً كبيرا من المواطنيين الذين شاركوا في المظاهرات.
واشنطن:
وأدانت الخارجية الأمريكية الجمعة الإجراءات التي اتخذتها السلطات السودانية ضد المتظاهرين في الخرطوم والتي وصفتها “بالوحشية”، كما أدانت الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين والذي أدي إلى إصابة العشرات.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية، إن التعامل القمعي لقوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين أمر غير متكافيء، وأعربت وزارة الخارجية عن قلقها إزاء تصعيد الاضطرابات في السودان.
وأدان البيان أعمال العنف الصادرة عن كل من السلطات السودانية والمتظاهرين وحث الجانبين على ضبط النفس، كما طالب البيان الحكومة السودانية باحترام حقوق مواطنيها بما في ذلك حرية التعبير.
وأعربت الولايات المتحدة عن قلقها إزاء الأنباء التي ترددت حول اعتقال نشطاء وإغلاق العديد من الصحف المستقلة وتقييد حرية الوصول إلى الشبكة العنكبوتية وهي أنشطة وصفها البيان بأنها تندرج تحت التعبير السلمي عن مطالب المتظاهرين.
وأطلقت الشرطة الرصاص الحي و الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف يطالبون باستقالة الرئيس عمر حسن البشير بعد أن اتهمت جماعات حقوقية قوات الأمن بقتل 50 محتجا على الأقل في أكبر تظاهرات تشهدها مناطق وسط السودان منذ 24 عاماً.
وخرج نحو 3000 شخص في مناطق متفرقة في ام درمان أغضبهم قمع الشرطة للاحتجاجات على قرار رفع الدعم عن الوقود إلى الشوارع بعد صلاة الجمعة في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم مرددين “الحرية..الحرية” و”الشعب يريد اسقاط النظام”.
وفي تحد للوجود الأمني المكثف حيث تنتشر شاحنات الجيش في الشوارع الرئيسية سارت الحشود صوب السوق الرئيسي رافعين لافتات “لا..لا لزيادة الأسعار”.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد أن سارت الجموع مسافة كيلومترين تقريبا بوسط المدينة. وجرى بعض المحتجين بحثا عن مكان يمكنهم الاحتماء به بينما ظلت أعداد كبيرة بالشوارع وألقى البعض الحجارة على أفراد الشرطة وأشعل آخرون النيران في سيارات.
حشود
وذكر شهود أن أكثر من 4000 شخص تظاهروا أيضا في منطقة بحري شمال الخرطوم التي تشهد توترات منذ أيام. وخرج مئات في مناطق بالعاصمة وفي مدينة واد مدني جنوبي مدينة الخرطوم.
وفي وسط الخرطوم انتشرت شاحنات محملة بالمدافع المضادة للطائرات التي لا تستخدم عادة إلا في مناطق الصراع مثل دارفور في غرب السودان. وجاب أكثر من 100 من جنود الجيش والشرطة وأفراد أمن في ملابس مدنية ومسلحين ببنادق الكلاشنيكوف وأسلحة أخرى منطقة الإدارات الحكومية.
ومساء الخميس ذكرت الشرطة السودانية أن المواجهات أسفرت عن مقتل 29 شخصا بينهم ضباط شرطة. ويقول نشطاء من المعارضة إن عدد القتلى يزيد عن 200.
وذكرت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن والمركز الأفريقي لدراسات العدل والسلام ومقره نيويورك نقلا عن شهود وأقارب قتلى وأطباء وصحفيين أن 50 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص في الصدر أو الرأس.
وأضافت المنظمتان في بيان مشترك أن من بين القتلى فتى عمره 14 عاما وأن أعمار معظم الضحايا الآخرين تتراوح فيما يبدو بين 19 و26 عاما. وقال البيان إن المئات اعتقلوا.
وقالت لوسي فريمان نائبة مدير برنامج افريقيا بمنظمة العفو الدولية “اطلاق النار بقصد القتل بما في ذلك التصويب على صدور المحتجين ورؤوسهم انتهاك سافر لحق الحياة وعلى السودان أن يكف فورا عن هذا القمع العنيف الذي تمارسه قواته الأمنية.”
ولم يتسن الاتصال بمسؤولين سودانيين للتعقيب لكن وزير الاعلام أحمد بلال عثمان قال في وقت متأخر الليلة الماضية إن أي تقارير تشير إلى عدد للقتلى يزيد عن 29 قتيلا غير دقيقة.
وذكرت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك في بيان منفصل أنها تأكدت من أن عدد القتلى أعلى من الرقم الرسمي البالغ 29 قتيلا. لكنها لم تذكر رقما محددا.
وقالت “أطلقت قوات الشرطة وقوات الأمن الغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية ووفقا لتقارير موثوقة أطلقت هذه القوات ذخيرة حية على المحتجين.”
وسبق وأن حاولت المعارضة السودانية إلحاق البلاد “بالربيع العربي” الذي أطاح بزعماء في المنطقة لكنها أخفقت في حشد الجماهير كما حدث في مصر أو ليبيا.
وما يزال البشير يحظى بتأييد الجيش وأجهزة الأمن والحزب الحاكم وطبقة الأغنياء التي تتمتع بمصالح تجارية واسعة.
رواية رسمية
وقالت الشرطة شهدت بعض محليات ولاية الخرطوم بعد صلاة الجمعة تظاهرات متفرقة كانت في معظمها سلمية وقامت الشرطة بحمايتها .
وقالت ان قواتها عمدت الى تفريق بعض المظاهرات التى جنحت للتخريب وقفل الطرق وإثارة الفوضى مستخدمةً في ذلك الغاز المسيل للدموع بصورة محدودة مستصحبة في كل عملياتها وكلاء النيابة والذين قاموا بمخاطبة التجمهرات بعدم قانونية هذه التظاهرات ومن ثم أصدروا التوجيهات بتفريقها.
وإتهم البيان الذى اوردته وكالة الانباء السودانية جهة وصفها بالمجهولة بإطلاق النار على بعض تجمعات المتظاهرين وقتلت 4 منهم وقالت ان التحقيقات جارية لمعرفة تلكم الجهة.
وأفاد المعتمد برئاسة حكومة ولاية الخرطوم، اللواء عبدالكريم عبدالله، قناة الشروق، أنَّ ثمَّة مجموعات مكونة من 40 – 50 شخصاً خرجت في مظاهرات متفرقة بالخرطوم، موضحاً أنَّ حتى الاحتجاجات السلميَّة غير قانونيَّة، لأنها تحتاج إلى تصديق.
وقال عبدالله إنَّ الشرطة تتصدَّى للاحتجاجات، لأنها لا تخلو من المعارضين وعناصر الجبهة الثوريَّة، فضلاً على المجرمين، مشيراً إلى استهداف منازل قيادات في الحكومة ودور المؤتمر الوطني الحاكم ومؤسات حكوميَّة. وذكر أنَّ أكثر من 700، منهم منسوبون لأحزاب، تمَّ توقيفهم متلبِّسين في أعمال التخريب.
وأكَّد أنَّ لجنة تنسيق شؤون الأمن في ولاية الخرطوم لا زالت تجري حصراً لعدد القتلى في الأحداث، رافضاً إعطاء أي أرقام لحين انتهاء الحصر، طلباً للدقة.
دعوات للتراجع
وخرجت جموع المصلين بمسجد الإمام عبد الرحمن المهدي في تظاهرة سلميَّة، عقب صلاة الجمعة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الحكومة السُّودانيَّة بإلغاء رفع الدعم عن المحروقات. وردد آخرون شعارات تطالب برحيل الحكومة.
ودعا إمام وخطيب مسجد السيد علي الميرغني بالخرطوم بحري، عبدالعزيز محمد الحسن، الرئيس السوداني، عمر البشير، للإستجابة لمطالب الشعب والتراجع عن القرارات الاقتصاديَّة.
وأفاد الحسن بأنَّ المواطنين باتوا عاجزين عن تحمُّل الأوضاع الاقتصاديَّة. ودعا المتظاهرين للالتزام بالسلمية، وعدم استهداف المرافق العامَّة والخاصَّة، مناشداً الأجهزة الأمنيَّة عدم الإفراط في فض التظاهرات الشعبية.
وفي أمدرمان، دعا خطيب وإمام مسجد الأنصار بودنوباوي، عبدالمحمود أبّو، الحكومة للتراجُع عن رفع الدعم عن المحروقات، مشيراً إلى الاحتجاجات التي صاحبت القرارات، والتي راح ضحيتها عدد من المواطنين.
وقال أبّو إنَّ تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية ألقى بآثار سالبة على شرائح الفقراء والمساكين، متهماً الحكومة بفرض ضرائب باهظة على المواطنين دون سعيها لتحقيق إصلاحات حقيقيَّة على الاقتصاد. وندَّد بعمليات التخريب التي طالت بعض المنشآت، مطالباً المواطنين بالتظاهر السلمي.