الهدوء يعود لود مدني وتضارب في عدد قتلى الإحتجاجات
الخرطوم 24 سبتمبر 2013- عاد الهدوء إلى مدينة ود مدني بعد يوم طويل من الكر والفر بين المتظاهرين الغاضبين ورجال الشرطة والأمن ، تضاربت المعلومات حول عدد ضحاياه بينما تداول الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي صوراً لثلاثة من الشباب بإعتبارهم قتلى ، أكدت الشرطة مقتل مواطن واحد، غير انها نفت علاقتها بمن أطلقوا النار علىه .
وقال بيان مقتضب صدر في ساعة متأخرة من الليل عن شرطة ولاتة الجزيرة أن عربة بوكس أطلقت النار على المتظاهرين في حي مارنجان عوضة وقتلت مواطناً يدعى أحمد محمد على 23 سنة .
وإحتجزت سلطات ولاية الجزيرة ما لايقل عن 103 من الذين شاركوا في المظاهرات ابرزهم الكاتبة السودانية ذائعة الصيت رانيا مامون، وفرضت السلطات حظراً للتجوال في المدينة واعلنت أغلاق المدارس إلى أجل غير مسمى.
و قال وزير الاعلام المتحدث باسم الحكومة السودانية ان قوات الشرطة لن تستخدم القوة المفرطة ضد اية احتجاجات محتملة على خلفية تطبيق خطة الاصلاحات الاقتصادية واعترف “بقساوة ” الاجراءات لكنه قال انها “آخر الخيارات الصعبة”.
وقال احمد بلال عثمان في تصريحات صحفية الاثنين ان الحكومة تتعامل مع السودانيين بشكل حضارى ولاتستخدم القوة المفرطة ضد التظاهرات واتهم المعارضة بمحاولة استغلال الاحتجاجات واضاف ” ناس المعارضة السنة الفاتت كانوا يتمنوا زول (شخص) يموت عشان يقولوا قتلتوه ولكن لم تسجل حالات وفاة في تلك الاحتجاجات “.
وشهدت مدينة ودمدني ثانى اكبر مدن السودان طيلة نهار الاثنين احتجاجات عنيفة بسبب غلاء الاسعار واضرم المتظاهرون النار فى المقار الحكومية والحزبية وفشلت الشرطة فى السيطرة على الوضع وسط انباء بنزول قوات من الجيش لتأمين الوضع وسارعت الحكومة هناك لعقد اجتماع طارئ قررت بعده فرض حظر التجوال .
وتضاربت الانباء بشأن سقوط قتلى فى الاحتجاجات وبينما تحاشى البيان الرسمى الأول للشرطة الحديث عن وقوع اصابات او ضحايا فى الاحداث سارع جهاز الامن والمخابرات الى تكذيب النبأ متهما من اسماها بقوى اليسار ببث الشائعات
وتردد ان ان هناك ثلاثة قتلى شاب فى الثالثة والعشرين من العمر يقطن حى الدباغة العريق بمدنى ويدعى مازن سيد احمد ، وآخر يدعى الشهيد سالم أحمد ألطيب (20 عاما) وثالث يسكن حي عووضة يدعى أحمد محمد عربي وتداولت مواقع التواصل الاجتماعى صورالشباب الثلاثة واكد اقرباء واصدقاء لاسرة مازن مصرعه فى الاحتجاجات إلتى إجتاحت المدينة التى تقطنها غالبية من اسر ذات دخل محدود وعمال مشروع الجزيرة .
وقال بيان الشرطة السودانية الاثنين حسب وكالة السودان للانباء ان الأجهزة الأمنية والشرطية تمكنت من إحتواء ما قالت انه شغب شغب محدود نفذته فئة من المخربين- حسب البيان- استقطبت مجموعة من المشردين ودفعت بهم الى موقف المواصلات بالمدينة .
واكد البيان الحاق الاحتجاجات بعض الاضرار بمحطة وقود بالسوق الجديد كما جرت محاولات لتخريب تلفزيون الجزيرة وبعض المواقع الخدمية والممتلكات الا ان الاجهزة الامنية سيطرت على الموقف والقت القبض على عدد من المخربين وما زالت عمليات ملاحقة البعض جارية .
إلا أن المكتب الصحفي للشرطة السودانية أكد في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين ان مسلحين مجهولي الهوية أطلقوا النار على متظاهرين في ود مدني وأدي ذلك إلى وفاة أحد المتظاهرين .
وقال المكتب الصحفي لقوات الشرطة أنه في حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء الاثنين بدأ عدد من المتظاهرين بمنطقة عووضة بودمدني في رشق عربات المارة بالحجارة وفي هذا الاثناء انطلقت رصاصة من عربة بوكس مدنية عابرة اثر رشقها بالحجارة اصابت المواطن احمد محمد علي (23) سنة اعمال حرة يقيم بمنطقة عووضة ادت لوفاته في الحال وفرت العربة هاربة.
وأضاف البيان أن الشرطة لا زالت توالي البحث عن الجاني.
و قلّل المتحدِّث الرسمي باسم حكومة ولاية الجزيرة ، محمد الكامل فضل الله، ، من الاحتجاجات التي شهدتها مدنى نافياً سقوط ضحايا، وأعلن توقيف 103 قال إنهم تسببوا في الشغب، وسيُقدَّمون للمحاكمة اليوم الثلاثاء.
واعتبر الكامل في حديث لقناة “الشروق” ليل الاثنين أنَّ الاحتجاجات التي شهدتها المدينة على رفع الدعم الحكومي عن المحروقات، ، مجرد حالات شغب نفذها متشردون عمدوا إلى التخريب قبل أنْ تتمكَّن القوات الأمنية من متابعتهم وتوقيف عدد منهم.
وأكَّد المسؤول أن أضراراً لحقت بواجهات بعض المؤسسات بجانب حرق محطتي خدمة ومحاولات نهب. وأكد أنَّ الموقف بات تحت السيطرة بعد انتشار القُوَّات النظاميَّة في الولاية وخاصَّة مدنى العاصمة .
ونفى سقوط ضحايا في صفوف قوات الشرطة أو المحتجِّين. واعتبر ذلك “كذبة كبيرة وتضخيم وفبركة للأحداث”.
وكذب جهاز الامن والمخابرات فى صفحته الرسمية على “فيس بوك”ما قال انها شائعات تبثها قوى اليسار ومن شايعهم بسقوط قتيل في مظاهرات ودمدني.
واضاف ( وفورا تم توزيع الخبر على كل الاسافير اليسارية وبدء النائحات اطلاق المراثي على الشهيد المزعوم مكررين في بلادة يحسدون عليها حينما صدق قادتهم من قبل اعلامهم المضلل فذهبوا للعزاء ولم يجدوه لانه لم يكن هنالك شهيدا اصلا).
واشار الجهاز الى ان القوى الامنية واعية لحرمة الدم السوداني محذرا من تخريب ممتلكات المواطنين او الممتلكات العامة لانها ملك للشعب السوداني يجب حمايتها والحفاظ عليها والتعبير السلمي عن الراي حق يكفله القانون والدستور من قبله.