مظاهرات رافضة للزيادات الجديدة في عدد من المدن السودان والشرطة تواصل الاعتقالات
الخرطوم 23 سبتمبر 2013- اندلعت مظاهرات احتجاجية اليوم الاثنين في أنحاء متفرقة من السودان رافضة لقرارات الأحد الحكومية إلتى فرضت زيادات كبيرة على أسعار سلع أساسية في وقت تعاني البلاد أصلا من موجة غلاء طاحن في أعقاب انفصال جنوب السودان الغني بالنفط في العام 2011م.
وشهدت مدينة ودمدني ثاني أكبر مدن السودان أقوى موجه من الاحتجاجات و تحولت إلى أعمال عنف وشغب وعمد المتظاهرين إلى إحراق الممتلكات العامة والعربات الحكومية بجانب عربات الشرطة، وسيطر المتظاهرون بحسب شهود عيان على شوارع رئيسية في المدينة بعد فشل الشرطة في التعامل معها، كما شهدت مدن بورتسودان والمناقل ورفاعة مظاهرات بدرجة اقل حدة فيما بدأت في العاصمة السودانية قبل قليل مظاهر احتجاجات متفرقة بضاحية الديم وجامعة النيلين.
وأشعل المتظاهرون النيران في بعض المحال التجارية ومبنى محلية ود مدني بجانب بعض سيارات الدستوريين. وأغلقت المدارس أبوابها وأنضم الطلاب الى المتظاهرون، كما أغلقت المحال التجارية بالإضافة إلى المؤسسات الحكومية وتوقفت وسائل النقل عن العمل.
وطالب المحتجون أصحاب المركبات العامة بالإضراب عن العمل وإعلان حالة العصيان المدني.
كما شهدت شوارع المدينة الرئيسية صدامات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الشرطة أسفرت عن وقوع عدد من الإصابات وسط أنباء عن وقوع قتيل، ولم يتثنى لـ(سودان تربيون) التأكد من صحة هذا الخبر من قبل السلطات.
واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات واعتقلت بعض الناشطين إلا أن هذه الجهود لم تفلح في إخماد المظاهرات. واشعل المتظاهرون النار فى إطارات السيارات في الطرق الرئيسية وبعض المحال التجارية وسيارات الدستوريين، ولا تزال موجة الغضب مستمرة .
وشهدت المدينة خلال اليومين الماضيين احتجاجات قوية ندرة الخبز وارتفاع أسعاره وخرج مواطنو أحياء العشير والدباغة والقبة بودمدني غضبا علي نقص عدد الخبز من 4 قطع للجنيه إلى 3 فقط .
وقال شاهد عيان لـ(سودان تربيون) أن مواطني المدينة تفاجئوا صباح اليوم بزيادات كبيرة في أسعار الوقود والسلع الاستهلاكية، وأعلنوا رفضهم للزيادات وخرجوا للتنديد برفع الدعم عن المواد الضرورية .
وأوضح المصدر ان أساتذة المدارس حرضوا المواطنين في طابور الصباح بمناهضة قرار زيادة الأسعار والتظاهر ضده ، وأضاف “الطلاب نفذوا توجيهات الأساتذة وخرجوا إلى الشوارع وسرعان ما أنضم اليهم شباب الأحياء والمواطنين”.
وكشف عن فرض السلطات حصار أمني مكثف على جميع مجمعات جامعة الجزيرة، وتمركزت سيارات الشرطة أمام الباب الرئيسي لجامعة الجزيرة وداخليات الطلاب، لكن الحصار لم يمنع الطلاب من التسلل إلى الشارع والمشاركة في الاحتجاجات.
وشهد مجمع الحوادث بمستشفى ود مدني صدامات بين الأجهزة الأمنية والطلاب عقب محاولة جهاز الأمن اقتياد الطلاب المصابين من داخل المستشفى.
في السياق واصلت السلطات الأمنية في الخرطوم حملة الاعتقالات ، واعتقلت صباح اليوم مسؤول التعبئة السياسية بحزب المؤتمر الشعبي المعارض محمد أحمد صديق، ومسؤول الإعلام بحزب المؤتمر السوداني بكري يوسف.
وقال تحالف المعارضة في بيان اليوم، أن اعتقال منسوبيه لن يثنيهم عن مناهضة قرار زيادة الأسعار وأوضح البيان أن الأجهزة الأمنية نفذت حملة اعتقالات واسعة عشية الأحد واليوم الاثنين، أبرزهم: صديق يوسف، منذر ابو المعالي، محمد حسن بوشي، عمر دفع الله، محمد عبد المنعم، فيصل محمد صالح (من مدينة ود مدني)، احمد يسن، ميرغني عطا المنان، محمد احمد الصديق، صلاح إبراهيم، محمد مختار محمود، محمد موسي، بشير محمد بشير، مستور احمد محمد، هاشم تلب، عبد الخالق الطيب، احمد عباس. كما تمت مداهمة منزل محمد ضياء الدين، ولا تزال عربات ودراجات بخارية تقبع أمام منزل الأستاذ فاروق ابوعيسى في مشهد يسبب كثير من الضيق واذعر لسكان الحي طبقا للبيان.
وجددت المعارضة موقفها الرافض لزيادة الأسعار وأكد عزمه علي مقاومة القرار بكل الطرق، ودعت المواطنين للتعبير عن رفضها بكل الوسائل بجانب مطالبته بإطلاق سراح المعتقلين فوراً دون اي تسويف.
وكان الرئيس عمر البشير قد اعلن عن تمسك حكومته برفع الدعم عن عدد من السلع الأساسية مشددا على ان دعم الدولة لأسعار الوقود اصبح يشكل عبأ كبيرا على ميزانية الدولة ويشجع تهريب المشتقات النفضية إلى الدول المجاورة نسبة لانخفاض أسعاره مقارنة بدول الجوار .
ومن جانبه صرح وزير المالية على محمود عبد الرسول أن “حجم دعم المواد البترولية والقمح بلغ 27.5 مليار جنيه سوداني (أي ما يعادل 7.8 مليار دولار)”.