Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

الحكومة تطبق زيادة الأسعار بسند رئاسي .. والخرطوم تتحول إلى شبه ثكنة عسكرية

الخرطوم 23 سبتمبر 2013 ـ طبقت الحكومة السودانية بشكل مفاجئ عشية الاحد الزيادات إلتى سبق واعلنت عنها في وقت انبرى الرئيس عمر البشير مدافعاً عنها بإعتبارها المخرج الوحيد للاقتصاد السوداني الذى يعاني أزمة متطاولة منذ انفصال الجنوب الذي إستحوذ على مالايقل عن 75% من البترول.

-157.jpg

وتحولت الخرطوم بحسب شهود عيان إلى شبه ثكنة عسكرية جراء الإجراءات الامنية المشددة إلتى فرضت تحسباً لغضبة الشارع ، ورافقتها حملة إعتقالات واسعة طالت عددا من القيادات الحزبية وبعض الناشطين في العمل العام .

وظهر الرئيس عمرالبشير فى مؤتمر صحفى ليل الاحد وبرفقته كبار قادة الحكومة ووزرائها وسرد لاكثر من ساعتين مبررات اتخاذ الحكومة لتلك القرارات رافضا فى مفتتح حديثه تحميل وزير المالية مسؤوليتها وقال انه رفض مطالبات البعض بالانزواء وتصدير الوزير للمهمة وقال البشير انه لم يتعود على اتخاذ “الساتر” .

وبرر البشير دواعى الاجراءات التى ستؤدى الى زيادة كبيرة فى اسعار الوقود والسلع الاساسية بان الحكومة تضطر لدفع ملايين الجنيهات نظير الابقاء على دعم السلع وان تلك المبالغ تصب فى مصلحة الاغنياء على حساب الشرائح الضعيفة كما ان بعض الدول المجاورة تستفيد من تلك المعادلة بسبب التهريب .

وأقر بصعوبة السيطرة على الحدود مع دول الجوار بالنظر الى انها طويلة وممتدة وكشف الرئيس عن ان التهريب يتسبب ايضا فى اضعاف المسؤولين عن حمايتها بالاغراء من المهربين.

وقال البعض يتخوفون من حدوث ربيع عربي في السودان جراء الإصلاحات الاقتصاديَّة مشيراً إلى أنَّ هناك من عمد – في هلع – إلى شراء السلع وتخزينها، خوفاً من زيادة الأسعار، وزاد “لكنْ سيعيدونها بسعر أقل”.

وتوقع تراجع المواطنين من مخاوف رفع الدعم عن المحروقات بعد الاستقرار الذي سيشهده الاقتصاد، ما يساعد على التوجُّه للزراعة والصناعة، وترك أنشطة التجارة في العملة والأراضي.

وطمأن الرئيس بأنَّ تحرير المحروقات لن يطلق يد الغلاء في الأسواق، منبهاً إلى أنَّ التضخُّم قبل شهرين وصل إلى43% بينما انخفض حالياً إلى 23%.

وذكر أنَّ الحكومة ارتكبت خطأً بإعادة سياسة الدعم، وأضاف أنَّ تخفيض الدستوريين ومخصصاتهم 25% لم يوفر سوى 6.% من الموارد، وتابع “حتى لو رفتنا كل الوزراء لن نوفر إلا 2% من الموارد”.

وكشف الرئيس عن “اتفاق جاهز” بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وحزب الأمة القومي المعارض، عبر لجنة مشتركة برئاسة نائب الرئيس، الحاج آدم يوسف، توصلت لاتفاق بشأن كل الأجندة، وبشَّر بمحاولات “مبشِّرة” للحوار مع المؤتمر الشعبي المعارض.

غير ان القيادية بحزب الامة القومى مريم الصادق المهدى سارعت فور نهاية حديث البشير الى تكذيبه أكدت عدم وجود اى اتفاق مع المؤتمر الوطنى.

وتعهَّد الرئيس السودانى بعدم التطبيع مع إسرائيل مهما كان الثمن،ورهن تحسُّن العلاقات مع الدول العربية بعلاقات جيدة مع أميركا، والأخيرة مفتاحها التطبيع مع إسرائيلـ على حد قوله ـ ،واشار الى ان الامر بيد الله “يعطى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ” .

واضاف ان الارزاق ليست بيد امريكا او اسرائيل منوها الى ان الله تعالى قيد للحكومة استخراج الذهب ومكن الحكومة من استجلاب عملات اجنبية وفرت السلع ولم تحدث اى ندرة او شح واستدرك بالقول “ما بتشيلنا اميركا ولا غيرا .. بشيلنا الله رب العالمين “.

وبشان الفساد قال البشير ان الحكومة انشات الية لمكافحة الفساد ونيابة للثراء الحرام وطالب من يمتلك اى معلومة عن فساد موثق بتمليكها لتلك الجهات ، منوها الى تدخل الحكومة فى قضية شركة الاقطان بعد توفر كل المعلومات والمستندات حولها .

وكرر البشير حديث عن أن حكومته هي الوحيدة التى منحت المراجع العام صلاحيات مفتوحة فى العمل ليقدم تقريره للبرلمان مباشرة دون تدخل من اى جهة فى الدولة.

وحول حملات النظام العام ضد الفتيات مؤخرا قال البشير ان الزي المحتشم للمرأة في أنْ “لا يكشف ولا يصف ولا يشف”، وقال إنَّ المجتمع السوداني محافظ، والسلطات حريصة على عدم انفلات الشارع، وأنْ لا يكون جسد المرأة سلعة في الشارع.

وسلطت تقارير صحفيَّة أخيراً الضوء على فتاة خضعت للمحاكمة بعد أن أوقفتها شرطة النظام العام لعدم ارتدائها “الطرحة” على رأسها.

ونفذت اجهزة الامن السودانية الاحد حملة اعتقالات واسعة طالت بعض الكوادر الحزبية ابرزهم صديق يوسف (الحزب الشيوعي) محمد عبد المنعم ، منذر ابوالمعالي (الحزب العربي الناصري الوحدوي) محمد حسن بوشي (حزب البعث) عمر دفع الله (حزب الأمة) ، بينما شوهدت سيارات تتبع لجهاز الامن بالقرب من منزل زعيم المعارضة فاروق ابوعيسى كما نقلت مواقع التواصل الاجتماعى مداهمة منزل القيادى بحزب البعث السودانى محمد ضياء الدين.

كما شهدت شوارع الخرطوم انتشارا امنيا لافتا ، وشرعت محطات الوقود فى تطبيق الزيادة على اسعار البنزين والجازولين اعتبارا من مساء الاحد بعد تعميم وزارة النفط منشورا بالاسعار الجديدة وسط سخط كبير من روادها ، واضطرت بعض المحطات الى الاستعانة برجال شرطة لمنع الاحتكاكات.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *