الخرطوم تستبق قرارات رفع الأسعار وتبشر بزيادة دعم الفقراء
الخرطوم 21 سبتمبر 2013 ـ دفعت الحكومة السودانية بتطمينات جديدة للشرائح الفقيرة في المجتمع قبيل إصدار حزمة من القرارات إلتى من شأنها أن تحدث زيادة كبير في اسعار السلع وخاصة المحروقات، في وقت أعُلن في الخرطوم عن مؤتمر صحفي يعقدة الرئيس عمر البشير غداً الأحد.
وقالت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعى مشاعر الدولب ان عدد الاسر الفقيرة التي يشملها الدعم سيرتفع الى 500 الف اسرة .
وأبانت الوزيرة فى حدبث بثته اذاعة امدرمان ان هناك مقترحات جديدة تحت التداول سيتم الاعلان عنها قريبا ، مؤكدة امكانية زيادة قيمة الدعم الاجتماعى المقدم للاسر الفقيرة من 100 الى 150 جنيه وتعهدت الوزيرة بادخال اكبر عدد من هذه الاسر الضعيفة في مظلة التأمين الصحي ليصبح العدد 750 الف اسرة بتمويل من وزارة المالية .
واوضحت الدولب ان هناك مبادرات اجتماعية عديدة من الولايات مثل ولاية البحر الاحمر التي تكفلت باليتامى حيث اصبح لايوجد يتيم فى الولاية خارج الكفالة ومبادرة بنك الطعام ومبادرة التعليم مقابل الغذاء ومبادرات اخرى في ولاية شمال كردفان (مبادرة بنك الاحصان ) ومبادرة ولاية الخرطوم (وجبة افطار تلميذ) اضافة الى مبادرات خاصة بالمجمعات الاستهلاكية من اجل امتصاص ارتفاع الاسعار فى الاسواق وتوفير السلع الضرورية باسعار تكون فى المتناول .
غير أن إقتصاديون عديدون يشككون في إمكانية إمتصاص هذه المعالجات لقرارات الخرطوم الإقتصادية المرتقب إعلانها في اية لحظة ، وأبلغ صحافيون سودانيون “سودان تربيون” أن دعوة رسمية وصلتهم من القصر الرئاسي لحضور مؤتمر صحفي يعقدة رئيس الجمهورية غدا الاحد غير انهم ،أكدوا ان الدعوة لم تحدد موضوع بعينه سيتحدث فيه الرئيس.
وتوقع الصحافيون أن يتناول الرئيس في مؤتمره الصحافي القرارات الإقتصادية باعتبارها الهاجس الاكبر في الشارع السوداني بجانب ،قضية سفره إلى نيويورك.
واستبق المحلل الاقتصادي ورئيس تحرير صحيفة ايلاف الاقتصادية خالد التجاني النور القرارات المرتقبة ونصح الحكومة بعدم اللجوء الى العملية.
وقال النور وهو أحد الإسلاميين المعارضين للحكومة ان الأزمة سياسية خالصة وان الاصلاحات يجب ان تبدأ على سدة الحكم اولا.
وأضاف ان احصائيات وزارة الرعاية الاجتماعية تشير الى ان هناك اكثر من مليوني اسرة فقيرة في السودان وان عملية الدعم المباشر وصل الى 100 الف اسرة فقط اي ان 1,9 مليون اسرة لم يصلهم دعم حكومي من اي نوع وحتى الدعم المباشر لمائة الف اسرة توقف بعد انقضاء 8 اشهر فقط واضاف التجاني ” هذا الاجراء يدحض تبرير الحكومة بانها تريد تحويل الدعم الى الفقراء “.
كما انضمت الوزيرة السابقة بالمالية عابدة المهدي الى الجماعات التي تناهض رفع الدعم عن الوقود وطالبت الحكومة بتوخي الحذر وعدم الاتجاه الى رفع الدعم عن المحروقات وفرض ولاية المال العام واعادة اموال تجنبها وزارات الدفاع ووزارة الكهرباء السدود ووزارة النفط.
وقالت ان الاموال تقدر بمليارات الجنيهات وهي كافية لتفادي عجز الموازنة كما طالبت عابدة وهي خبيرة اقتصادية ووزيرة سابقة الحكومة بمحاربة الفساد واستئصاله من العمق لانه (تغلغل بشكل كبير والى قاع سحيق ) في السلطة .
وقال المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حاتم السر ان القرار سينعكس بشكل كارثي على المجمتعات السحيقة والتي تشكل اكثر من 90% من السودانيين وقال ان القرار اصبح واقعا لكنه توقع مقاومة السودانيين للعملية لاجبار السلطة الحاكمة على التراجع.
وقال السر الذي ترشح عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل في انتخابات 2010 ” يجب ان تتخذ اصلاحات سياسية شاملة لاصلاح الاقتصاد لكن الحكومة تتخذ اجراءات لاعلاقة باستقرار الاوضاع الاقتصادية لاحقا كما تزعم “.
واعلن الحزب الشيوعي في مؤتمر صحفي الاربعاء موقفه الرافض لزيادة الأسعار السلع ، ودعا الشعب لإسقاط الحكومة وانتقد زعم النظام دعم البترول .
وكانت حكومة ولاية الخرطوم عقدت اجتماعاً موسعاً الاربعاء برئاسة د. عبدالرحمن الخضر والي الخرطوم لنقاش الاوضاع الاقتصادية والارتفاع غير المبرر في عدد من السلع والخدمات في ظل الحديث عن حزمة الاصلاحات الاقتصادية التى تتم مناقشتها هذه الأيام .
واعلن الاجتماع عن وصول ادوية ومستهلكات طبية بقيمة 54 مليون جنيه بعد أن تم رفع رأس مال صندوق الدواء الدائري الى 60 مليون جنيه وسيصل الى مائة مليون جنيه بحلول العام القادم .
وأكدت ولاية الخرطوم انه حتى ولو تم رفع الدعم عن الوقود فان الولاية تدرس حالياً عدة خيارات لتأمين أسعار خدمات المواصلات والاتفاق على تعرفة معقولة لا يضار منها المواطن وبتقديم دعم مباشر لقطاع النقل والمواصلات كما تجري الآن دراسة شاملة لتعرفة خطوط المواصلات كل خط على حدا بحيث لا تكون التعرفة موحدة .
كما ستعلن الولاية اليوم السبت خدمة المنافع الاجتماعية التى تمت دراستها خلال الفترة الماضية وتحديد الفئات المستهدفة بالدعم عبر وسائل عديدة.
و جرى اتفاق على تفعيل وتنشيط مراكز البيع المباشر بسعر المنتج في المنافذ الثابتة والاسواق التى ستقام في الميادين والساحات عبر الاتفاق الذي تم مع المنتجين ببيع اللحوم الحمراء بسعر المنتج كما حددت الآلية عدداً من السلع الاساسية لطرحها في الاسواق والمراكز وهي الخضروات والزيت والعدس والفول المصري ولبن البودرة والشاي.
و أكدت لجنة الخبز واتحاد المخابز استقرار كامل في دقيق الخبز ولن يتأثر الخبز باي اجراءات اقتصادية من حيث الاسعار والاوزان ووجه الاجتماع تسريع الخطوات الجارية لانشاء مخابز ذات انتاجية عالية .