الامم المتحدة تحذر من تجدد المواجهات بين المسيرية والسلامات
الخرطوم 13 سبتمبر 2013- أطلقت الامم المتحدة تحذيرات جدية من اندلاع مواجهات قبلية مسلحة بين المسيرية والسلامات بولاية وسط دارفور، وطالبت كل من الخرطوم وجوبا باستخراج تصاريح العمل والاقامة لرعايا البلدين الراغبين في البقاء عقب تفعيل اتفاق الحريات الاربع.
وكشفت المنظمة الدولية عن تلقيها تقارير ميدانية بشأن ما قالت انه تعبئة للعناصر المسلحة في مناطق “ام دخن”و” و”بندسي” و”مكجر” .
وقال تقرير صادر عن وكالة الشؤون الانسانية ان المسيرية والسلامات تواصلان تسليح وتبعئة عناصرها في مناطق متفرقة من ولاية وسط دارفور على الرغم من اتفاق الصلح الذي وقع بين الطرفين في يوليو الماضي.
واضاف التقرير ان اشتباكات مسلحة جرت في وقت ماضي عقدت سوء الاوضاع الامنية جهود لجنة المصالحة وحد من تحركاتها.
وقال التقرير ان حوالي 4 آلاف شخص فروا من منازلهم بسبب مخاوف اندلاع القتال الى جانب توافد 12 الف نازح الى بلدة ام دخن واشار التقرير ان الشركاء الانسانيين يوفرون الغذاء للفارين .
ولفتت المنظمة الاممية فى تقريرها الدوري الى قيود تفرضها الحكومة على وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق عديلة وأبوكارنكا وقال ان اكثر من 143 الف نازح يتواجدون في البلدتين على خلفية القتال الذي كان اندلع بين الرزيقات والمعاليا.
و قتل في يوليو الماضي 94 شخصا على الأقل في مواجهات بين القبيلتين المتخاصمتين في دارفور، وكانت معارك سبقتها في ينويو اودت بحياة 40 آخرين .
وقال حينها احمد خيري الذي عرف نفسه بحسب “فرانس برس” على انه قائد مجموعة مقاتلين من قبيلة المسيرية، ان المعارك اندلعت بعد محاولة هجوم لقبيلة السلامات. واوضح “لقد فقدنا ثمانية من رجالنا وقتلنا 86 من رجالهم”.
وقال أحد افراد السلامات طالبا عدم ذكر اسمه ان “المسيرية هاجموا قريتنا فتصدينا لهم وخسرنا 52 من رجالنا”. وأضاف ان مسلحي قبيلته قتلوا بدورهم “عددا” من المهاجمين لكن من دون ان يكون بوسعه تحديده
وتؤكد بعثة حفظ السلام المشتركة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة ان القتال بين القبائل شكل المصدر الاكبر للعنف في دارفور وادى الى نزوح ما يقدر ب300 الف شخص في الاشهر الخمسة الاولى وحدها.
وقال تقرير وكالة الشؤون الانسانية ان الحكومة قلقة على سلامة الوكالات والمنظمات بسبب المخاوف الامنية .
وذكرت الامم المتحدة ان القتال بين المسيرية والسلامة في ابريل الماضي ادى الى فرار خمسين الف شخص الى تشاد، ووقعت القبيلتان في الثالث من يوليو اتفاق سلام ينص ان تتبادلا دفع التعويضات وعلى عودة النازحين الى بيوتهم غير أنه سرعان ما إنهار ، وكان 18 شخصا على الاقل قتلوا في ام دخن في مواجهات بين القبيلتين في ابريل.
واتهمت السلامات حينذاك افرادا في قوات الاحتياطي المركزي السودانية بالمشاركة في القتال بالقرب من ام دخن.
واتهم خبراء من الامم المتحدة وناشطون في منظمات للدفاع عن حقوق الانسان قوات الامن السودانية بالتورط في المعارك بين القبائل في دارفور.
ويقاتل متمردون الحكومة السودانية في اقليم دارفور الواقع اقصى غرب السودان منذ عشر سنوات.
وكان متمردو دارفور خرجوا في 2003 على حكومة الخرطوم. ومذ ذاك تشهد المنطقة اعمال عنف اوقعت اكثر من 300 الف قتيل بحسب الامم المتحدة و10 الاف بحسب الخرطوم.
وتم انشاء قوة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور في العام 2007 تحت اطار الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح باستخدام القوة المسلحة ، و تعد “يوناميد” هي اكبر بعثة حفظ سلام في العالم مؤلفة من 20 الف جندي وشرطي ومفوضة حماية المدنيين.
واعرب التقرير عن تفاؤله بتطبيق الحريات الاربع بين السودان وجنوب السودان وطالب الخرطوم وجوبا باستخراج تصاريح العمل والاقامة لرعايا البلدين الراغبين في العمل شمالا وجنوباً.
وامتدح التقرير انشاء لجنة رفيعة المستوى بين البلدين مايمكنها من صنع قرار متعلق باوضاع الرعايا في الشطرين كما طالب التقرير بإيلاء الاعتبار الواجب لإعادة الإدماج المستدام لهؤلاء الأفراد في المجتمعات “.
ونقل التقرير عن منظمة الهجرة الدولية عودة اكثر من 2 مليون مواطن الى جنوب السودان منذ توقيع اتفاق السلام في 2005 وقال ان التقديرات الحكومية تشير الى عدم عودة 350 الف شخص من مواطني جنوب السودان.