الأمطار تصيب أطفال في ولاية الجزيرة بـ”هستريا”.. والمخاوف من فيضان النيل تزداد
الخرطوم 27 أغسطس 2013- اصيب 121 طفلا بولاية الجزيرة بحالات هستيريا غامضة جراء مشاهدتهم للاضرار البالغة التي خلفتها الامطار والسيول في البلدات المنكوبة وانهيار مئات المنازل امام اعينهم وهي حالات مرضية نادرة الحدوث في السودان .
وقال معتمد محلية ام القرى بولاية الجزيرة احمد سليمان الشايقي ان اكثر من 121 طفلا اصيبوا بحالات هيستيريا في بلدات ريفية بولاية الجزيرة جراء مشاهدتهم للمنازل التي انهارت امام اعينهم الى جانب حالات اجهاض وسط النساء الحوامل بعد ان فاقت معدلات الامطار 160 ملم كما ان المياه غمرت المقابر وانتشرت روائح كريهة في بعض الارياف .
وقال الشايقي في مؤتمر صحفي الاثنين ان حوالي 4 آ لاف منزل دمرت كليا وقال ان السلطات ابعدت مواطني القرية 38 الى معسكرات مؤقتة الى حين انفراج الازمة بعد حدوث حالات ارتخاء للرقبة وسط السكان .
وأعلن وزير الداخلية إبراهيم محمود في وقت سابق ان حصيلة خسائر السيول والفيضانات التى ضربت معظم ولايات السودان وصلت إلى 68 قتيلاً و56 إصابة إلى جانب تضرر 47 ألف أسرة في كافة ولايات البلاد ،وقال محمود في تقرير قدمه لمجلس الوزراء إن هناك 16 ولاية تأثرت جراء السيول والأمطار.
وشهد السودان أمطاراً وفيضانات قياسية هذا العام نجمت عنها أضرار في عدة ولايات، وكانت آخر ، وقال الوزير للصحافيين عقب الاجتماع إن موسم خريف هذا العام يعد من أفضل المواسم مقارنة بالمواسم السابقة، مبيناً أنه سينعكس إيجابياً على الزراعة والثروة الحيوانية.
وابان حامد إن عدد الأسر التي تضررت بلغ 47 ألف أسرة وانهيار كلي لـ 13 ألف منزل و32 ألف انهياراً جزئياً، كما تضرر 616 مرفقاً عاماً و224 متجراً، فضلاً عن نفوق 36 ألف رأس من الماشية ، وتلف 20 ألف فدان من المزروعات.
وشهدت ولاية النيل الازرق السبت أمطاراً غزيرة، بينما سجل النيل ارتفاعاً في مناسيبه بدنقلا والحمداب بالولاية الشمالية. وتوقعت مصادر الأرصاد الجوي حدوث زيادات في مناسيب النيل خلال الأيام القادمة، داعية المواطنين القاطنين على ضفاف النيل والجز ر لأخذ الحيطة والحذر ومراقبة الجسور حتى إنجلاء الموقف.
وقال مدير إدارة الدفاع المدني بولاية النيل الأزرق، بابكر محمود عبدالرحمن، الإثنين – بحسب قناة الشروق – إن قرية بابنوسة بمحلية الدمازين قد غمرتها المياه وتجري الآن عمليات إخلاء للمواطنين.
وأوضح أن الولاية شهدت هطول أمطار بلغت 33 ملم، وأن قراءة منسوب النيل عند محطة الديم سجل 11,79 متراً.
وفي الولاية الشمالية سجل منسوب النيل الإثنين بمحطتي دنقلا والحمداب ارتفاعاً ملحوظاً، فيما سجل انخفاضاً طفيفاً في محطة مروي، وسجلت محطة دنقلا الإثنين 15,5 متراً بزيادة 0,27 سم عن يوم الأحد، وسجلت محطة الحمداب 13,52 متراً بزيادة خمس سنتيمترات، فيما سجلت محطة مروي 17,58 متراً بانخفاض عشرين سنتيمتراً عن يوم الأحد.
وقالت السلطات السودانية، إن مناسيب فيضان النيل لهذا العام، فاقت فيضان 1988، وتقل عن فيضان 1946 القياسي بسنتمترين فقط. وتراقب قوات الدفاع المدني، ثغرات النيل، على امتداد ضفافه المتعددة بالعاصمة الخرطوم، والولايات النيلية.
ووجّه والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر، غرفة طوارئ الخريف، بالعمل طوال ليل الإثنين، للمراقبة والتدخل السريع. بينما تعمل لجنة فيضان جزيرة توتي، جنباً الى جنب مع غرفة طوارئ الخريف بالولاية، لمعالجة الخروقات التي تحدث هنا وهناك، بجانب المراقبة الدائمة.
وأكد الأهالي أن منسوب النيل تجاوز الاثنين معدلات ارتفاعه كل سنوات الفيضان ، يذكر أن منسوب النيل ارتفع بالخرطوم الإثنين إلى 17,24 متر بزيادة عن الأحد حيث كان 16,86 متر.
ووقف والي الخرطوم، ليل الإثنين، على النيل، وزار عدداً من نقاط الارتكاز المهمة في مناطق ودعجيب والعزوزاب والرميلة وجزيرة توتي، ووقف على التعزيزات التي تمت بهذه المناطق، والتشوين الذي تم فيها ، بتجهيز كميات كافية من الردميات والجوالات الفارغة والآليات، ووضعها على أهبة الاستعداد لأي طوارئ. ودفعت قوات الدفاع المدني بكل كوادرها لمراقبة كل نقاط الارتكاز على طول النيل.
كما تفقّد وزير التخطيط والبنى التحتية بالخرطوم الرشيد عثمان فقيري، المعالجات الجارية في تقوية الجسور الواقية في كلٍّ من توتي والحتانة وشارع أم درمان وود البخيت. ووجّه بإضافة نقاط ارتكاز، مزودة بآليات ومعدات الردم، تعمل 24 ساعة بنظام الدوريات، ووجه بإزالة كل المنازل الواقعة على الشريط النيلي.
وقالت اللجنة العليا للفيضان بوزارة الموارد المائية والكهرباء، إن المناسيب في معظم الأحباس العليا، ستواصل الاستقرار. وأشارت في بيانها يوم الإثنين، إلى وجود سحب ممطرة في الهضبة الإثيوبية.
وفي الخرطوم بحري، تفقد معتمد المحلية ناجي محمد علي منصور، ظهر الإثنين، عدداً من المناطق النيلية المهددة بالفيضان، ووقف على التروس الواقية من الفيضان، في مناطق شمبات والكدرو والفكي هاشم.
ووجّه المعتمد نقاط الارتكاز بكل المواقع المهددة بالفيضان بوضع الترتيبات اللازمة، والتنسيق التام مع الجهات ذات الصلة.