احتجاجات متفرقة ضد أزمة المياه في العاصمة السودانية
الخرطوم 16 يوليو 2013- شهدت العاصمة السودانية احتجاجات متفرقة على خلفية ازمة حادة في مياه الشرب وتلوث المياه بالطمي وسط انتقادات لاذعة طالت وزارة التخطيط العمراني والبنى التحتية التي تدير المحطات النيلية من قبل برلمان ولاية الخرطوم.
وتظاهر مئات السودانيين بحي سوبا شرقي الخرطوم الاثنين سادس ايام شهر رمضان احتجاجا على ازمة المياه واشعل المحتجين النار في اطارات قديمة على طريق رئيسي ورددوا هتافات مناوئة لسلطات ولاية الخرطوم.
كما تظاهر عشرات المحتجين الى العملية في ضاحية الكلاكلة الاحد الماضي وهو حي شعبي عريق يقع جنوب الخرطوم وشاركت عشرات النساء في الاحتجاجات وهن يحملن أواني فارغة في اشارة لانعدام مياه الشرب بمنازلهن.
وتعاني العاصمة السودانية من ضعف خدمات المياه خاصة في فصل الصيف بسبب استيراد قطع غيار من الصين وعدم الاستعانة بالخبرات الغربية وماكيناتها الجيدة بحسب خبراء في هندسة المياه.
ودفعت الازمة نائبة رئيس المجلس مريم جسور فورا إلى تأجيل مناقشة تقرير الاداء للنصف الاول للعام 2013م لوزارة الشباب والرياضة الذي كان مقررا تناوله من برلمان الولاية الاثنين الي جلسة اخري .
واقر وزير التخطيط العمراني والبنى التحتية بولاية الخرطوم الفريق الرشيد فقيري فب كلمة لها أما البرلمان بحدوث ازمة مياه حادة بسبب اعطال في الشبكات والخطوط الناقلة للمياه ورأى ان عملية الاحلال والإبدال تسببت في مشاكل المياه في بعض المناطق. وشكا في بيان قدمه لمجلس تشريعي ولاية الخرطوم امس وسط انتقادات لاذعة من النواب من تأخر تمويل البنك المركزي الخاص باستيراد معدات المياه وصيانة الشبكات .
وطالب النواب في المسألة المستعجلة التي طرحت على منضدة المجلس التشريعي امس حول العكورة وازمة المياه في ولاية الخرطوم بضرورة اعفاء المواطنين المتأثرين بازمة المياه من الرسوم الي حين ايجاد الحلول الجذرية وسخروا من الشكوى المتكررة كل عام من الازمة وقال نائب في المجلس ” عيب جدا في العاصمة ونحن نشكو من عدم المياه ” وأضاف ” هذا امر غير محمود ونحن علي مقربة من النيل”.
وكشف الوزير عن ان نسبة درجة التعكر بلغت (18) الف وحدة ضوئية مقارنة بعكورة العام الماضي بنسبة 20 الف وحدة ضوئية ، مؤكدا ان نسبة تأثيره تقدر بـ (85%)
.
وأقر بمشكلة قطع المياه وارتفاع العكورة بولاية الخرطوم وارجع ذلك الي ان معظم شبكات المياه موجودة منذ العام 1925 م ، كاشفا عن ان عدد البلاغات وصل الي (8) الف بلاغ في النصف الاول من هذا العام وقال انهم تلقوا خلال الايام الماضية فقط حولي (182) بلاغا في عدد من اجزاء العاصمة خاصة في منطقة الدناقلة والحلفايا والاحامدة ببحري وحلة كوكو وحي النصر والهدي والمايقوما بشرق النيل وفي مناطق ابوروف وودنوباوي والعرضة والثورات في امدرمان، ومنطقة اركويت والخرطوم 2و3 ، مشيرا الي ان نسبة الاصلاح اليومي بلغت نسبة 75% من جملة البلاغات .
كما افاد فقيري ان قطع المياه في هذه المناطق يعود الي ضعف المحطات فيها ولأنها تمثل مناطق شح دائم ولعدم تشغيل ابارها بدرجة تكفى لتلبية احتياجات مناطقها ، ،مشيرا الي ان نسبة العكورة بلغت نسبة( 18) الف وحدة ضوئية، ، معلنا عن ان هناك شحنة (1440) برميل من الكلور ستصل من الخارج لمعالجة عكورة المياه بالولاية طبقا للمواصفات والمقايس العالمية والمحلية ستصل الايام القادمة .
ومن جانبه أعلن المدير العام لهيئة المياه المهندس جود الله عثمان ان معدلات العكورة هذا العام اعلى من العام الماضي وأوضح انه في العام الماضي كانت نسبة العكورة حوالي 33الف وحدة بينما لامست العام الحالي 35 الف وحدة الى جانب الارتفاع المفاجئ للعكورة التي تسبب في ازمة المياه.
واكد الوزير في كلمته امام المجلس سعي وزارته الجاد لحل هذه المشكلة بإحلال شبكات جديدة للمياه ، مشيرا الي ان مشكلة عكورة المياه ستحل ولكن سيكون هناك نقص في كميات المياه ، وطالب فقيري توطين صناعة المياه بصورة كاملة في السودان .
وانتقد عدد من اعضاء المجلس تقرير الوزير لعدم تضمينه الحل المباشر والفوري ووصفوه بـ(بتكذيب الواقع ، وأشاروا الي انها مشكلة تحدث بصورة متكررة كل عام في رمضان وليست مفاجئة ، فيما اعتبر العديد من الاعضاء ان التقرير شافي ووافي ويكشف عن المعالجات وحجم الضرر .