Friday , 19 April - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

سلفاكير يستبعد الحرب ويلجأ للتهدئة .. قلق دولي واسع حيال قرار الخرطوم ايقاف صادر نفط الجنوب

الخرطوم 11 يونيو 2013- إستبعد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت نشوب حرب بين بلاده والخرطوم بعد قرارالأخيرة إلغاء الاتفاقيات ، في حين حثّ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يوم الإثنين، قادة البلدين ، على ضرورة احترام الاتفاقيات الموقعة بينهما، بينما أدانت واشنطن قرار البشير ايقاف تصدير نفط الجنوب عبر اراضي الشمال، في وقت حذر خبراء من أن تكلفة إغلاق خط الأنابيب ثانية ستكون باهظة، وسيتعين على جنوب السودان وقف إنتاجه النفطي بالكامل نظرا لافتقاره إلى مرافق تخزين.

الرئيس عمر البشير عند وصوله لمطار جوبا  في أبريل  الماضي وبرفقته الرئيس سلفا كير الذي استقبله عند سلم الطائرة  (رويترز)
الرئيس عمر البشير عند وصوله لمطار جوبا في أبريل الماضي وبرفقته الرئيس سلفا كير الذي استقبله عند سلم الطائرة (رويترز)

وفي نيويورك، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، مارتن نسيركي، في المؤتمر الصحفي اليومي، إن بان كي مون يحث قادة السودان، وجنوب السودان، على احترام اتفاقية 27 سبتمبر الموقعة بين البلدين.

ورفض مارتن نسيركي، التعليق على التصريحات الأخيرة، للرئيس السوداني عمر البشير، بوقف أو إبطاء صادرات نفط جنوب السودان، عبر الأراضي السودانية.

واكتفى المتحدث الرسمي، بالتأكيد على مطالبة الأمين العام لكل من جوبا والخرطوم، بالاحترام الكامل، لاتفاقيات التعاون المشترك الموقعة بين البلدين.

اللجوء للوسطاء:

ومن جهته وجّه رئيس جنوب السودان، سلفاكير، دعوة إلى السلام بين بلاده والسودان، مؤكداً أنه سيلجأ إلى وسطاء الاتحاد الأفريقي لحل الخلافات.

وقال على شعب جنوب السودان أن يبقى هادئاً وصبوراً، فيما نعمل مع الاتحاد الأفريقي على تجاوز هذا المأزق مع السودان.

وأكد التزامه أمام العالم أجمع، أنه لن نجر شعب جنوب السودان مجدداً إلى الحرب.

وجدد سلفاكير، التزام حكومته، بالاتفاقيات الموقعة مع الخرطوم، “ما لم يخطرهم السودان بإلغائها بشكل رسمي، مع الالتزام بالتعاون مع الحكومة السودانية”، متمسكاً في الوقت نفسه، بموقف بلاده الداعي إلى إجراء استفتاء منطقة أبيي في أكتوبر القادم، رغم رفض الجانب السوداني.

كما قال كير في مؤتمر صحافي في جوبا الاثنين انه ابلغ وزير الخارجية السودانى على كرتى الذي اتاه مبعوثا من الرئيس عمر البشير في مايو الماضي انه لا يدعم المتمردين و لا يوجد مسلحين داخل جنوب السودان معلنا استعداده للتعاون مع الخرطوم وقال ” مازلنا نحافظ على روح التعاون وسوف نحافظ عليه مستقبلا “.

وكان كرتي قد طالب السودان بالسماح لقواته بالعبور إلى داخل أراضي الجنوب لمتابعة المتمردين وقفل مكاتب شركات يقول السودان انها تعمل على تقديم دعم لوجيستي للحركات المسلحة. ورفض الرئيس كير حينها الطلبان وقال ان نشر القوات المشتركة على الحدود يكفى لمراقبتها.

واعلن كير انه على استعداد لعرض اسلحة وآليات ثقيلة ضبطت مع متمردين من جنوب السودان وقال ان تلك الاسلحة جاءت من الخرطوم وقال ” ستبث ذلك في التلفزيون قريبا “.

وقال ان جيشه انسحب من منطقة هجليج في العام الماضي احتراما لقرارات الأمم المتحدة على الرغم من احتفال الخرطوم بانها كبدتنا هزيمة .

واعلن ان الخرطوم لم تخطر حكومته رسميا بإيقاف ضخ نفط جنوب السودان وقال ” ضربني وسبقني واشتكى هذا حال الخرطوم حاليا معنا “.

وأضاف كير الذى بدا هادئاً وواثقاً في المؤتمر الصحافي ، كرتي قال له ربما لا تقدمون الدعم بشكل مباشر لكن من الوارد ان بينكم من يعمل على ذلك وابلغته ان كل السودانيين المتواجدين في جوبا يحبون بلادهم ولا يأذونها ابدا ويقفون الى جانب الخرطوم.

تحدي سوداني :

وفى المقابل تحدت مسؤولة القطاع الفئوي بالمؤتمر الوطني نائبة رئسبي البرلمان سامية احمد محمد حكومة الجنوب لإبراز دليل يثبت تورط السودان في دعم الحركات المتمردة الجنوبية.

وقالت في تصريحات صحفية الاثنين ان حكومة السودان تملك أدلة تثبت دعم الجنوب للحركات المتمردة السودانية منوهة الى ان جوبا تجاوزت قرار مجلس الامن والاتحاد الأفريقي ودعمت الحركات المسلحة السودانية.

واضافت ان السودان مد يده بيضاء من غير سوء لحكومة الجنوب ولكن جوبا خرقت المواثيق والمعاهدات
وطالب سامية حكومة سلفاكير بالالتزام بالاتفاقيات والمواثيق وقالت من يريد ان يؤسس لسلام يلتزم بالمعاهدات ونفت سامية علمها بزيارة وفد من حكومة الجنوب للخرطوم.

اميركا تأسف:

gen_201353193822.jpg

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الإثنين إنها تأسف لقرار السودان بإغلاق خط أنابيب ينقل النفط عبر الحدود من جنوب السودان ودعت الخرطوم لإعادة النظر في القرار.

وقالت جن ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي “نأسف لهذا التصرف وندعو السودان للعدول عن هذا القرار.”

وأضافت أنه إذا نفذ السودان ذلك القرار فإنه ينتهك اتفاقية دولية تنص على عدم جواز الإغلاق إلا بإخطار قبل 60 يوما ولأسباب اقتصادية أو فنية.

وقال السودان يوم الأحد إنه سيغلق خطين لأنابيب التصدير في غضون شهرين إذا لم يكف جنوب السودان عن دعم متمردين في المناطق الحدودية

قلق أوروبي:

ومن جانبها، أعربت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، للشئون الخارجية والسياسات الأمنية، كاثرين أشتون، عن قلقها من قرار الحكومة السودانية، بوقف تصدير النفط عن طريق جنوب السودان، وتجميد جميع اتفاقيات التعاون.

وقال المتحدث باسم أشتون، في بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي ببروكسل، من شأن قرار الخرطوم، أن يؤدي لعواقب وخيمة على استقرار الدولتين، والعلاقات بينهما، وهذه العواقب قد تؤثر على المنطقة بأسرها.

وتابع: “يجب على كلا الجانبين، اتخاذ إجراءات فورية، لمنع أي دعم لحركات التمرد المسلحة، ومراقبة المنطقة الحدودية، كمنطقة آمنة منزوعة السلاح، وفقاً للالتزامات التي تعهدت بها الدولتان”.

خارطة طريق:

وبدوره قال مبعوث الرئيس الروسي الخاص للتعاون مع البلدان الإفريقية ميخائيل مارغيلوف إن الوضع المتوتر بين دولتي السودان وجنوب السودان لا يمكن أن يُحل إلا عبر الوسائل السياسية وفي إطار “خريطة الطريق”، التي وضعها الاتحاد الإفريقي ودعمها مجلس الأمن.

وأوضح مارجيلوف في حديث لوكالة “إنترفاكس” أن “حرب ترانزيت النفط” أفقدت السودان الأرباح من عملية نقل النفط، فيما فقد جنوب السودان إيرادات استخراجه.

مواصلة الضخ:

وقال وزير النفط في جنوب السودان يوم الإثنين إن بلاده تواصل ضخ الخام إلى السودان بالرغم من تهديد الخرطوم بوقف تدفق النفط عبر الحدود متهمة جوبا بدعم متمردين.

وأبلغ الوزير ستيفن ديو داو الصحفيين أن دولة جنوب السودان – التي ليس لها منفذ على البحر وتحتاج لاستخدام منشآت التصدير السودانية – ضخت نحو سبعة ملايين برميل من النفط الخام إلى جارتها منذ استئناف الإنتاج في أبريل نيسان الماضي.

وزير النفط بجنوب السودان ستيفن داو - يمين - وزير الاعلام برنابا ماريال
وزير النفط بجنوب السودان ستيفن داو – يمين – وزير الاعلام برنابا ماريال

وقال في جوبا “هذا يتزايد كل يوم. هذا ليس الرقم النهائي لأن الإنتاج مازال مستمرا. لم نتلق أي اتصال رسمي من حكومة السودان لذلك نواصل الإنتاج.”

ولم يذكر داو رقما محددا للإنتاج لكن مسؤولين قالوا الشهر الماضي إن جنوب السودان يضخ نحو 200 ألف برميل يوميا من حقله النفطي الرئيسي بالوج في ولاية أعالي النيل.

وقال السودان يوم الأحد إنه ينوي إغلاق خطين لأنابيب تصدير النفط في غضون شهرين لكنه قد يعدل عن ذلك إذا توقف جنوب السودان عن دعم متمردين في مناطق حدودية.

والمعروف ان اتفاقية التعاون تنص على انهر في حالة الغاء الاتفاق من قبل احد الطرفين فإن القرار سيكون نافذا بعد شهرين من تاريخ الإبلاغ.

وينفي جنوب السودان منذ فترة الاتهامات بتسليح متمردين يسعون للإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير. وانفصل جنوب السودان عن السودان في 2011 بعد استفتاء جرى بموجب اتفاقية السلام الموقعة في 2005 التي أنهت حربا أهلية استمرت لعقود.

زيارة كير قائمة:

وقال السودان إنه سيسمح بتصدير نفط الجنوب الذي وصل إليه بالفعل. وقالت شركة سي.إن.بي.سي النفطية الصينية الحكومية الأسبوع الماضي إنها باعت بالفعل 1.2 مليون برميل من نفط جنوب السودان. وتهيمن شركات صينية وهندية وماليزية على سوق نفط جنوب السودان.

وقال داو إن أي إغلاق سيتم تدريجيا بالتنسيق مع السودان وشركات النفط. وأضاف “لن يحدث ذلك في يوم واحد. سيتم في 60 يوما تدريجيا حتى يتوقف الإنتاج تماما,

وكانت تقارير صحفية نشرت فى الخرطوم نقلت عن وزير الاعلام الجنوب سودانى برنابا مريال بنجامين قوله أن زيارة رئيس جنوب السودان إلى الخرطوم ما زالت قائمة وسيصل إلى بورتسودان لمشاهدة تصدير النفط .

وقال برنابا حسب صحيفة “اليوم التالى” : ” حتى الآن لم يصلنا إخطار بإلغاء الزيارة لذلك هي قائمة في يونيو الجاري كما تم الاتفاق على ذلك مع الخرطوم من قبل ” ، مشيراً إلى أن الحوار والاتصالات مع الخرطوم ما زالت مستمرة .

ومن جهته اكد رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية أن زيارة سلفاكير الى الخرطوم قائمة ولم تلغى ، مشيراً إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين دولتي السودان وجنوب السودان لن تتأثر بتوجيهات رئيس الجمهورية الأخيرة ، وسيظل وضع السفارتين قائماً وتمارسان أعمالهما الطبيعية .

بوادر تراجع:

وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير اتهم جنوب السودان يوم السبت بتسليح متمردين ينشطون على أراضيه وأمر بوقف خطوط الأنابيب التي تنقل النفط من دولة الجنوب غير المطلة على منافذ بحرية عبر أراضيه إلى ميناء بورسودان على البحر الأحمر وهو المنفذ الوحيد حاليا لصادرات الجنوب.

لكن وزير الإعلام السوداني أبلغ الصحفيين يوم الأحد أن الخرطوم قد لا تمضي قدما في تنفيذ القرار وبدا أنه يعطي الجنوب مهلة للرد.

وقال الوزير أحمد بلال عثمان إن السودان ينوي غلق خطوط الأنابيب خلال 60 يوما لكنه قد يعدل عن القرار إذا أبدى جنوب السودان جدية وتوقف عن دعم المتمردين مع الحصول على ضمانات دولية بذلك.

ومن شأن وقف الإمدادات أن يقطع إيرادات تصدير الخام ورسوم العبور التي يعتمد عليها البلدان كمصدر رئيسي للعملة الصعبة.

وأثار قرار البشير بواعث قلق من تجدد التوترات بين الخصمين السابقين اللذين كادا يخوضان حربا شاملة عندما اندلعت اشتباكات عند حدودهما المتنازع عليها في ابريل نيسان 2012.

ويشكل القرار انتكاسة للاتحاد الافريقي إذ يجهض من الناحية العملية اتفاقا توسط فيه الاتحاد في مارس آذار لتسوية نزاع بشأن رسوم نقل الخام كان قد تسبب في غلق خطوط الأنابيب لستة عشر شهرا.

وقالت شركة النفط الوطنية الصينية سي.ان.بي.سي الأسبوع الماضي إنها باعت بالفعل 1.2 مليون برميل من نفط جنوب السودان إثر تسوية النزاع السابق. وتهيمن شركات صينية وهندية وماليزية على سوق نفط جنوب السودان.

وقال عثمان إن الخرطوم لن تصادر ذلك النفط لأنه ليس مملوكا لجنوب السودان فقط بل لشركات النفط أيضا مضيفا أنه سيتم تصديره وأن السودان سيأخذ نصيبه منه.

ويتقاضى السودان رسوم تصدير من الجنوب لكن دبلوماسيين يقولون إنه يخوض نزاعا مع شركات النفط بشأن رسوم إضافية يريد تحصيلها منها.

وحذر جنوب السودان الخرطوم من أن خط الأنابيب الرئيسي الواصل من حقل نفط بالوج – والذي يحوي 700 ألف برميل من الخام – قد يتضرر في حالة غلق المنشآت أسرع من اللازم.

وقال وزير إعلام جنوب السودان برنابا ماريال بنجامين للصحفيين إن حوالي ستة ملايين برميل من الخام وصلت منشآت النفط السودانية منذ استأنف الجنوب ضخ الخام بإنتاج أولي أقل من 200 ألف برميل يوميا. كان إنتاج الجنوب حوالي 300 ألف برميل يوميا قبل الإغلاق السابق في يناير 2012.

Leave a Reply

Your email address will not be published.