الخرطوم تفشل في اقناع المجتمع الدولي بإعفائها من الديون
الخرطوم 25 ابريل 2013- إشترطت عدداً من الدول الغربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميريكة إستمرار السودان في انفاذ تعهداتة بموجب اتفاق إديس ابابا الموقع مؤخراً مع دولة الجنوب إلى جانب أحراز تقدم في المفاوضات مع الحركة الشعبية (ش) إلتى تقاتل الحكومة في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق ، لوضع المقترح الدولي القاضي بتنظيم مؤتمر للنظر في اعفاء ديون الخرطوم المرحلة من فترة ماقبل انفصال الجنوب على طاولة التنفيذ في وقت كشف فيه وزير المالية السوداني على محمود عن مجهودات بذلها وفد السودان المشارك في اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن .
وأبدى وزير المالية متفائلاً ازاء مواقف الدول الغربية من حكومتة وقال في مؤتمر صحافي بمطار الخرطوم الاربعاء عقب عودته من الاجتماعات التى انتهت الأحد ان اعفاء الديون بحاجة الى جهود سياسية اكثر من الجهود الفنية معلنا وصول بعثة من صندوق النقد الدولي في يونيو المقبل لتقييم الاقتصاد بشكل كلي .وزاد محمود ان الولايات المتحدة الاميركية تحفظت على عملية اعفاء الديون لكن مواقف بريطانيا وايطاليا كانت لافتة وايجابية ومشجعة جدا وهناك تفهم كبير بدر من تلك الدول.
وفي واشنطن ابلغت مصادر ذات علاقة وثيقة بملف السودان(سودان تربيون) ان وفد السودان الذى يراس المجموعة الافريقية حاول إثارة موضوع الديون داخل اروقة الاجتماعات لكنه لم يجد المساندة وابلغ ان طبيعة الإجتماعات فنية وغير قابلة لفتح مثل هذه الملفات وإكتفي الوفد بمناقشة القضية مع الوفود المشاركة بشكل ثنائي فقط .
غير ان محمود قال في الخرطوم ان شروع السودان وجنوب السودان في تنفيذ المصفوفة الى جانب زيارة الرئيس عمر البشير الى جوبا- التى تمت في 12 ابريل الجاري – ساعد على تقوية موقف السودان فيما يتعلق بعملية الاعفاء وتنظيم مؤتمر دولي بشأنها لكنه عاد وقال ان بعض الدول رأت انه من المبكر تنظيم المؤتمر في الوقت الحالي وانه يجب مراقبة عملية السلام بين الخرطوم وجوبا والتأكد عما اذا كان التنفيذ جيدا على الارض.
وأوضح الوزير ان صندوق النقد الدولي – الذى يحتفظ بعلاقة باردة مع الخرطوم ابلغهم بزيادة نمو الناتج المحلي فى السودان الى 4,6% وطالب بالمضي في اجراء الإصلاحات الاقتصادية وإعترف محمود ان عملية اعفاء الديون بحاجة الى بذل جهود سياسية اكثر من الشروط الفنية التي استوفتها الخرطوم بشكل كامل وتعهد بمتابعة الحكومة عن كثب جهود اعفاء الديون مع اللجنة المكلفة بمعالجتها.
وكشف الوزير عن اجتماعات بين الخزانة الاميركية ووفد السودان وقال انها أدت الى نتائج جيدة ورأى ان واشنطن لديها تأثير قوي على مؤسسات النقد الدولية ولايمكن تجاوزها وقال ان العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان انخفضت الى السماح بتفعيل الاستثمارات الزراعية ودعم التعليم .
وقال ان وفدا السودان وجنوب السودان عقد اجتماعات واتفقا على عقد لقاء في البلدين وتفعيل الاتصال المشترك باللجنة الخاصة بمعالجة الديون المشتركة. وكان صندوق النقد الدولي أعاد عضوية السودان في العام 2000 بعد ان تم طرده في مطلع التسعينيات باعتباره دولة غير متعاونة.