أجي.. حتى أنت يا ندى!
بقلم مجدي الجزولي
18 ابريل 2013 – قال عازف البيز جيتار في فرقة الفنانة ندى القلعة علاء الدين أحمد وشهرته علاء بيز أن ندى سرحت عدد من أعضاء الفرقة بعد مطالبتهم بزيادة العداد خاصة في السفريات الخارجية. قال علاء أن مدير أعمال ندى محمد عوض نقل إليه بعد حفل في الهلتون قرار الإبعاد بعبارة من الأستاذة معلومة الدلالة: “شكرا ليك.” عزلت ندى كل من علاء الدين والطيب يس عازف الأورغن ومصطفى جوبا عازف الجيتار، والسبب بحسب علاء أنها اعتقدت بوجود تآمر بين القدامى على عازف جديد. احتج علاء على قرار عزله بإعلان باك في جريدة فنون. قال علاء “ما بتمنى أقيف مع ندى في مسرح تاني لما أموت” مضيفا “تأكدت أي زول يقول عايز قروش في فرقتها بمشي الشارع والدليل عدد من الزملاء غادروا بسبب المال.”
تواجه ندى كما يبدو وضعا مركبا في فرقتها فهي حريصة على تجديد الحيوية فيها بعناصر جديدة، الأمر الذي يقابله تمنع من الحرس القديم بدعوى الحرص على الانسجام المعهود كما عبر علاء بيز. العنصر الوحيد غير قابل للتجديد في الفرقة بطبيعة الحال هو ندى ذاتها، فبدونها تتفرتق القلعة. لندى على البقية سطوة، كما هو ظاهر، فبيدها سلطة الضم والعزل، تقرب من بين العازفين المطيع وتطيح باللطيع، وهي في مقام السيادة هذا متصرفة منفردة في مال العداد، تختار محل كسبه الداخلي والخارجي وأبواب استثماره وصرفه، تغدق على من تشاء وتحرم من تشاء لا حابس لمشيئتها في هذا الخصوص سوى التبذل. قال علاء أن ندى فقدت بخطوتها المتهورة أفضل عازف أورغان في البلاد فهو يستجدي الأستاذة ويهددها في آن واحد لا يستطيع في واقع الحال الفكاك من فكلها بالكلية. شاهد ذلك أن علاء أعلن الحردان وهو تكتيك ملتبس إذا جاز التعبير كما تعرف كل صاحبة منزل يعزف زوجها عن الطعام بعلة متهافتة، ظاهره الصد الذي لا عودة عنه وباطنه استجداء القرب ونرجسيته.
لفض ما بين ندي وعلاء من شِبْكة لا بد من اختبار العلاقة بينهما وليس فقط شخصيهما، ففي طبيعة هذه العلاقة بيت القصيد. يسعفنا في هذا الشأن شرح الفيلسوف هيغل لديالكتيك السيد والخادم. عند هيغل لا يتحول الوعي إلى وعي بالذات إلا عبر وسيط. يضرب الفيلسوف لذلك مثلا بالعلاقة بين السيد والخادم، فالسيد لا يرقى إلى مقامه إلا عبر اعتراف الخادم له بذلك، يتوصل السيد إلى الوعي بسيادته بوساطة الخادم الذي يطيع متى صدر له الأمر محققا لسيده كل رغبة. الخطوة التالية في الديالكتيك أن الخادم يتحقق له وعيا مقابلا بالذات بفضل عمله. بحكم العلاقة بين الإثنين يجد الخادم نفسه غريبا مبعدا عن كل ما يفعل، فالسيد يستحوذ على مخرجات عمل خادمه أيا كانت. يكتشف الخادم ذاته في هذه الغربة ويصحو إليها. السيد في هذه العلاقة هو الخادم حقا، فهو مستعبد لرغباته العابرة، أما الخادم فباب الحرية أمامه بما اكتسب من مهارة العمل، حرية شرطها عند ماركس فض هذه العلاقة وسيطرة الخادم على ما كسبت يداه، لا خوف الحردان ورجاءه. يا علاء بلا ندى بلا قلعة.. ركز مع البيز يا معلم!