Friday , 22 November - 2024

سودان تربيون

أخبار السودان وتقارير حصرية لحظة بلحظة

المهدى يعتزم طرح مبادرة لاحتواء خلافات بين الخرطوم وجوبا و ينتقد قوي المعارضة

الخرطوم 19 فبراير 2013 – اعلن رئيس حزب الامة القومي الصادق المهدي اعتزامه طرح مبادرة لإنهاء الخلافات بين السودان وجنوب السودان، وإتهم جهات –لم يسمها- بمحاولة تأجيج الحرب بين البلدين. محذرا من ان الحرب حال نشوبها ستكون تدميرية وستكلف ماقيمته 100 بليون دولار بجانب الاثار العسكرية والمادية التي قطع بانها ستكون كبيرة جدا.

FILE_-_Al-Sadiq_al-Mahdi_head_of_the_National_Umma_Party_REUTERS_-3.jpgودان المهدي في مؤتمر صحفي بالخرطوم الاثنين رفض حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة البشير التفاوض مع مقاتلي الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، ووصف موقفه بالسياسة (النعامية) لتجاهله قوى صاحبة سند شعبي ومطالب حقيقية، منتقدا رفض الحكومة الجلوس للتفاوض مع قطاع الشمال خاصة وان القطاع مسنود بقوة مجتمعية و لا يمكن الغائه برفض التفاوض المباشر معه .

وحذر المهدي، حكومتي الخرطوم وجوبا من دعم معارضى البلدين لإيصال الحلفاء الى سدة الحكم واعتبره “انتحارا متبادلا”، ولفت الي أن الاسرة الدولية داعمة لخيار السلام وأن المنحازين لجوبا يدركون جيدا أنه لا مجال للسلام دون الشمال وكذلك العكس

وأزاح المهدى الستار عن ترتيبات يجريها حزبه لمخاطبة جوبا برؤية حزبه لحل الخلافات بين البلدين مع عقد مؤتمر للمثقفين في البلدين لهزيمة حزب الحرب في كل من الخرطوم وجوبا وتكوين ما سماه حزب السلام
واتهم المهدي جهات لم يسمها بمحاولة تأجيج وتعبئة الدولتين للدخول في حرب شاملة، وحث القبائل الرعوية على الحدود لدعم خيار السلام باعتباره ضرورة لمصالحها .

واستخف المهدي بتهديد الحكومة السودانية لأحزاب المعارضة حال إتفاقها مع الجبهة الثورية الحاملة للسلاح وقال أن حزبه سيواصل لقاءاته مع الحركات المسلحة في إطار جهوده لوقف الحرب وشدد على ان تهديدات الحكومة لا ترهبه .
وأقر المهدي بحاجة تحالف أحزاب المعارضة لإعادة هيكلة حتى يكون أكثر فاعلية لمواجهة النظام، موضحا أن دعوته لإعادة هيكلة التحالف هدفها تقويته وليس سيطرة حزبه عليه كما يردد البعض.واضاف “نحن لانبحث عن منابر اضافية فهي متوفرة”
وقال المهدي ان تحالف الاجماع الوطني الذي يضم 20 حزبا معارضا يعاني منذ تكوينه من علل اساسية في هيكلته وبرامجه اثرت علي ادائه وأضعفت حراكه الاعلامي والجماهيري التعبوي منتقدا ما اسماها ضبابية الاجندة وتصادم المصالح.

واكد ان التحالف المعارض لم يحدث اختراقات حقيقية في المشهد السياسي السوداني مما يتطلب مراجعة شاملة وتوسعته وتفعيل دوره السياسي حتي يستجيب للتحولات التي طرأت علي المشهد ويتفاعل مع قضايا المواطن واردف “نريد ان يكون شادي حيلو”.

وطالب المهدى برئاسة محايدة لتجمع المعارضة منتقدا تسميته بتحالف قوى الاجماع الوطني واضاف “لا يمكن شخص دميم ويقول انا جميل هذا سيضحك الناس عليه “واردف “عاوزين اسم لا يضحك علينا الناس ”

وقال ان حزبه متميز ومتقدم على بقية الاحزاب مشددا على ان لفظ حزب لا ينبغى اطلاقه على كل القوى السياسية داعيا لوضع مقاييس للتميز منوها الى انجازات حزب الامة فى المجال الفكرى والثقافي وتقديمه لنخبة من الكتاب.

واسترسل “نحن عقدنا 50 مؤتمر صحفي و “82” ” ورشة ولدينا “12” شخص رفدوا المجتمع بمؤلفات ومثلهم كتاب مقالات في الصحف السيارة” متسائلا أين الاخرين من هذا؟ كما اضاف “فرغنا من المؤتمر السابع للحزب وغيرنا لم يقم ولا مؤتمرا واحدا ” ولفت المهدى الى ان حزب الامة اشتهر بمواجهة الاعلام وعدم الهروب منه واضاف “نحن نشتكي ليكم عشان تقولو للنائمين اصحو ”

ودافع المهدى عن اجتماعات ضمته الى مجموعة السائحون و وصفهم بالمناضلين وقال “سياستنا التحاور مع الجميع وما بنخلى حجر إلا ونقلبه ونشوف هل تحته درة أم صارقيل “.

ولكنه استدرك بان لدى حزبه خطوطا حمراء في الحوار لا يمكن تجاوزها .وأقر المهدي بوجود خلافات داخل حزبه ولكنها أكد انها تنظيمية ويتم معالجتها ديمقراطيا وجدد تمسك حزبه بتغيير النظام بعيدا عن العنف اوالاستنصار بالأجنبي.

وكرر الصادق المهدي تصريحاته القائلة بفشل وتداعي نظام الرئيس عمر البشير وقال انه بات “آيلاً للسقوط”، معتبراً ضعف المعارضة وراء استمراره، كما وجَّه انتقادات لوثيقة الفجر الجديد.

وقال المهدي ان ابرز المؤشرات الدالة على انهيار النظام هي فشله في تنفيذ اتفاقات السلام وتعدد جبهات القتال ضد التمرد في البلاد، و هجرة الخبرات والكوادر المختلفة بأعداد غير مسبوقة والنفور السياسي والمحاولة الانقلابية الأخيرة والموقف الاقتصادي المتأزم.

وحذّر المهدي من أخطار تغيير النظام عبر محاولات ثورية أو انقلابية ، مقترحاً التغيير عبر انتفاضة مدنية أو التراضي الوطني على غرار ما حدث في أميركا الجنوبية وجنوب أفريقيا.

وقال إن “القوى الداعية إلى إسقاط النظام في شكلها الحالي غير قادرة على إحداث التغيير المطلوب”، متهماً “حزب المؤتمر الوطني” الحاكم بإيجاد أزمات للاستفادة من التعبئة الشعبية عبر دق طبول الحرب ضد دولة جنوب السودان.

واعترف المهدي باختراق الحزب الحاكم صفوف حزبه. واعتبر تقاربه مع حزب البشير أحياناً “اختراقاً ذكياً”. وإلا أنه عاد وأكد أن “الحزب الحاكم لم يحدث أن استقطب قوة سياسية حقيقية وإنما يعمل على استقطاب أحزاب وأفراد تابعين ولا يحققون قوة حقيقة يمكن أن يحل بهم مشاكله”.

ووجَّه المهدي انتقادات إلى تحالف متمردي “الجبهة الثورية السودانية”، قائلاً إنها “ارتكبت أخطاءً في وثيقة كمبالا التي وقعتها مع المعارضة الداخلية أعطت النظام دفعةً قوية، لكنه لم يستفيد منها بالمقدار المطلوب لوعي القوى السياسية”.

(ST)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *